اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تحليل مثير للانتباه، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن اتفاق السلام العربي الإسرائيلي القادم قد لا يأتي من العواصم المتوقعة، بل من بقعة غير متوقعة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة في خارطة التحالفات الإقليمية. فبينما كانت الأنظار تتجه نحو السعودية أو الكويت، تشير الصحيفة إلى أن لبنان أو حتى الجزائر قد يكونا مرشحين محتملين، رغم تعقيدات الداخل السياسي في كل منهما.
وزعم التحليل وجود تغيرات جذرية في المزاج الشعبي والسياسي داخل بعض الدول العربية، كما زعم أن أصواتًا جديدة تتحدث عن جدوى السلام كمدخل للتنمية، وليس فقط كملف سياسي، وتابع: “في لبنان، على سبيل المثال، تراجع نفوذ حزب الله بعد سلسلة من الأزمات الاقتصادية والانهيارات البنكية، ما دفع بعض النخب إلى التفكير في خيارات غير تقليدية، منها إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل ضمن إطار إقليمي أوسع”.
من جهة أخرى، تشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تضغط بقوة لتوسيع اتفاقيات أبراهام، خاصة في ظل إدارة ترامب الثانية التي تسعى إلى ترسيخ إرثها في الشرق الأوسط عبر بناء محور عربي إسرائيلي قوي في مواجهة إيران. هذا الضغط يترافق مع وعود بمساعدات اقتصادية واستثمارات ضخمة للدول التي تنضم إلى مسار التطبيع، ما يجعل بعض الحكومات تفكر في المكاسب المحتملة أكثر من التكاليف السياسية.
اللافت أن هذا الطرح يتزامن مع تصاعد التوترات في غزة والجنوب اللبناني، حيث تسعى إسرائيل إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك، بينما تراقب واشنطن عن كثب إمكانية استثمار هذه اللحظة لإحداث اختراق دبلوماسي. وفي هذا السياق، لا يُستبعد أن نشهد تحولًا مفاجئًا في موقف إحدى الدول التي كانت تُعد من أشد المعارضين للتطبيع، خاصة إذا اقترن ذلك بتغيير داخلي أو إعادة تموضع إقليمي.
كما فتح التحليل الباب أمام نقاش أوسع حول مفهوم السلام في المنطقة، وهل يمكن أن يتحول من ملف أمني إلى مشروع تنموي كما يروج دونالد ترامب؟ وهل تستطيع الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية أن ترى في التطبيع فرصة للخروج من عنق الزجاجة؟ وزعمت البوست أن هذه الأسئلة باتت مطروحة بقوة، خاصة في ظل تغير أولويات الشعوب العربية، التي باتت تبحث عن الاستقرار والفرص أكثر من الشعارات.
ورجحت واشنطن بوست “يبدو أن المرحلة القادمة من السلام العربي الإسرائيلي لن تكون تقليدية، بل قد تحمل مفاجآت من حيث الأطراف، والأهداف، وحتى الشكل النهائي للاتفاق. وهذا ما يجعل مراقبة التحولات الداخلية في الدول العربية أمرًا بالغ الأهمية لفهم ما قد يحدث في الأشهر القادمة”.


































