اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٤
تصدّر اسم أحمد حسين الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني» المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد، ذلك الشخص الذي ساهم الإعلام الأمريكي في صنع أسطورته من إرهابي إلى قائد للمعارضة، في مشهد يوضح كيف يتغير الإعلام الغربي في تناوله للأحداث على حسب مصلحته.
وذكر تقرير«CNN» وقتها، إن المكافأة تأتي من برنامج «المكافآت من أجل العدالة»التابعلوزارة الخارجية الأمريكية، وذلكمقابل معلومات توصل إلى زعيم الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
ومن جانبه، قال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إنه في سياق الحديث عن الجولاني والإعلام الأمريكي، يجب أن نلفت الانتباه إلى الدور المؤثر الذي يلعبه الإعلام في تشكيل التصورات والآراء حول الشخصيات السياسية.
وأضاف «سعدة» في تصريحات لـ«الوطن» أنه تم تصنيف الجولاني، الذي يعد من الشخصيات المتنازع عليها، في البداية على أنه أحد الإرهابيين المتطرفين، حيث عرض الإعلام الأمريكي، وتحديدًا شبكة CNN، تفاصيل عن عرضٍ مالي قُدِر بعشرة ملايين دولار عام 2017، كجائزة لمن يرشد عن مكانه، وقد جاء ذلك في وقت مثير للقلق، نظرًا لما يمثله من تهديد للأمن القومي والمنطقة ككل.
وتابع، أن ما يثير الاستغراب هو التغيير الواضح في الخطاب الإعلامي نفسه فذات الوسيلة الإعلامية، التي قدمت الجولاني كمجرم ينتمي لجماعات متطرفة، هي الآن تعرضه على أنه «رجل من رجالات المعارضة» الذي يعمل من أجل الشعب، ويرفض الظلم الذي يمثله النظام القائم.
وأشار نقيب الإعلاميين، إلى أن هذا التناقض يعكس بوضوح أن الإعلام يمكن أن يلعب دورًا بارزًا في تزييف الحقائق؛ مما يؤثر بشكل كبير على المفاهيم العامة، فآخر ما نحتاجه في عالم اليوم هو عدم استقرار المعلومات، أو تقديم أجندات خاصة تحت غطاء الأخبار.
وأكد، أن ما يحدث من تغيير في الخطاب يعكس أهمية أن نكون واعين للتوجهات الإعلامية، وأن نفهم أن وسائل الإعلام يمكن أن تستخدم كأداة لتشكيل الرأي العام بطرق قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة.