اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
خيّم الحزن على الوسط الفني والشعبي في مصر بعد إعلان وفاة اسماعيل الليثي، المطرب الشعبي الشهير، عن عمر ناهز 37 عامًا، متأثرًا بإصاباته البالغة في حادث سير مروع بمحافظة المنيا.
وتأتي وفاة إسماعيل الليثي بعد عام واحد فقط من الفاجعة التي ألمّت به إثر وفاة نجله الوحيد “ضاضا”، في حادث مأساوي مماثل، مما جعل رحيله مشهدًا مؤلمًا ومليئًا بالرمزية الحزينة التي هزت مشاعر جمهوره في مصر والعالم العربي.
عايز أشوف أبني.. أخر كلمات إسماعيل الليثي بعد وفاة ضاضاحبيبي الغالي.. مصطفى حجاج يطلب الدعاء للراحل إسماعيل الليثيهل الحسد سبب وفاة إسماعيل الليثى وابنه؟.. أسامة قابيل يفجر مفاجأةسعد الصغير ينعي إسماعيل الليثى:كنت طيب و محترم وفي حالكقلبي معاكم.. تامر حسني ينعى إسماعيل الليثي
بدأت القصة حين تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا إخطارًا من غرفة عمليات النجدة بوقوع حادث تصادم مروع بين سيارتين ملاكي على الطريق الصحراوي الشرقي أمام مركز ملوي.
الحادث أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، من بينهم المطرب إسماعيل الليثي وعدد من أفراد فرقته الموسيقية.
وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام، بينما تم إيداع جثامين المتوفين داخل المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي تولّت التحقيق في ملابسات الحادث.
ووفقًا للتقارير الطبية، كان الليثي يعاني من كسور في الجمجمة ونزيف حاد أسفل غشاء المخ وتهتك في الرئة، ما استدعى وضعه على أجهزة الإنعاش فور وصوله إلى المستشفى.
أوضح مصدر طبي أن الليثي وصل إلى المستشفى في غيبوبة تامة، وتبيّن من الفحوص أنه يعاني من نزيف داخلي متواصل.
حاول الأطباء السيطرة على النزيف بالأدوية في محاولة لتجنب التدخل الجراحي بسبب حالته غير المستقرة واعتماده على جهاز التنفس الصناعي.
وبعد ساعتين من دخوله المستشفى، تم نقله إلى العناية المركزة، حيث حاول الفريق الطبي تحسين نسبة الأكسجين في جسمه وضبط ضغط الدم، إلا أن مؤشرات التحسن كانت طفيفة جدًا.
ومع مرور الوقت، بدأت تظهر مضاعفات خطيرة، أبرزها توقف القلب بشكل متقطع وفشل رئوي حاد، ما جعل فرص نجاته شبه معدومة رغم كل الجهود الطبية المبذولة لإنقاذ حياته.
أكد الدكتور أحمد عمر، مدير مستشفى ملوي، في تصريحات صحفية قبل وفاته بيوم واحد، أن حالة المطرب كانت في غاية الخطورة رغم بعض المؤشرات البسيطة على استقرار مؤقت.
وأضاف أن الفريق الطبي عمل على مدار الساعة لمتابعة حالته، مشيرًا إلى أن شقيقيه كانا بجواره طوال الوقت يدعوان له، بينما كانت زوجته شيماء سعيد تعيش لحظات انهيار تام.
ومع استمرار تدهور الحالة وعودة النزيف الداخلي، توقفت عضلة القلب مرتين أثناء محاولات الإنعاش، قبل أن يعلن الأطباء وفاة إسماعيل الليثي رسميًا مساء الإثنين 10 نوفمبر 2025.
لم تكن وفاة إسماعيل الليثي مجرد فقدان فني لجمهوره ومحبيه، بل كانت ضربة قاصمة لأسرته، وخاصة زوجته شيماء سعيد التي فقدت ابنها وزوجها في عام واحد.
تعيش الأسرة حالة من الانهيار النفسي الشديد بعد هذه الصدمة الجديدة، حيث صرّحت بعض المقربين بأن شيماء كانت قد تصالحت مع زوجها قبل أيام فقط من الحادث بعد فترة انفصال دامت عدة أشهر، ليجمعهما القدر من جديد قبل أن يفرقهما الموت بهذه الطريقة المؤلمة.
وناشدت الأسرة محبي الفنان الدعاء له بالرحمة والصبر لهم لتجاوز هذه المحنة الثقيلة.
تأتي وفاة إسماعيل الليثي بعد عام واحد فقط من رحيل نجله “ضاضا”، الذي سقط من الطابق الحادي عشر في ظروف مأساوية، ما تسبب له في نزيف داخلي أدى إلى وفاته.
كانت تلك الحادثة بداية رحلة ألم نفسي عاشها الليثي حتى آخر أيامه، إذ قال في آخر ظهور تلفزيوني له: “الحياة بقت سودة في وشي بعد موت ضاضا، وبقول يا ريت ربنا كان خدني بداله، وكل يوم بدعيها إني أروح له بسرعة”.
كانت كلماته وقتها نابعة من قلب منكسر، لكنها تحولت اليوم إلى نبوءة تحققت حين لحق الاب بأبنه بعد عام فقط من فراقه.
لم يكن طريق إسماعيل الليثي مفروشًا بالورود، فقد بدأ مشواره الفني من الصفر، وعمل في بداياته شيالًا وسائق توك توك قبل أن يحقق حلمه في الغناء الشعبي.
امتلك صوتًا قويًا وحضورًا محببًا جعله يحظى بجمهور واسع من مختلف الطبقات الاجتماعية.
قدم مجموعة كبيرة من الأغاني التي لاقت نجاحًا واسعًا، وشارك في عدد من الأعمال السينمائية والمهرجانات الغنائية داخل مصر وخارجها.
تميّز الليثي بكونه فنانًا بسيطًا قريبًا من الناس، وكانت أغانيه تعكس نبض الشارع المصري وتلامس مشاعر البسطاء.
من المتوقع نقل جثمان المطرب الراحل إلى القاهرة خلال الساعات القادمة لدفنه وإقامة الجنازة والعزاء وسط حضور كبير من زملائه في الوسط الفني وجمهوره ومحبيه.
ويُتوقع أن تشهد جنازته مشهدًا مهيبًا يعكس محبة الناس له، خاصة أن وفاة إسماعيل الليثي أحدثت صدمة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسمه قوائم البحث، وانهالت التعليقات التي ترثيه وتدعو له بالرحمة والمغفرة.
تحول خبر وفاة إسماعيل الليثي إلى حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الجمهور عن حزنه الشديد لفقدان فنان جمع بين الموهبة والبساطة.
امتلأت صفحات التواصل بصور الليثي مع نجله الراحل ضاضا، مصحوبة بكلمات مؤثرة من جمهوره الذي رأى في رحيله امتدادًا لمأساة بدأت قبل عام.
وكتب أحد المتابعين: “رحلتوا سوا يا حبايب.. الأب لحق بابنه.. الله يرحمكم ويجمعكم في الجنة”.
بينما كتب آخر: “إسماعيل الليثي كان فنان بسيط قريب من الناس، مش بس مطرب شعبي، كان إنسان طيب بكل معنى الكلمة”.
رحل إسماعيل الليثي تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيظل محفورًا في ذاكرة محبيه، فقد كان فنانًا عصاميًا صعد من المعاناة إلى النجومية، وعاش حياة مليئة بالتحديات والأوجاع حتى النهاية.
سيبقى اسمه حاضرًا بين رموز الأغنية الشعبية الحديثة التي أعادت لهذا اللون الفني بريقه في الشارع المصري.
وبرحيله، تفقد الساحة الفنية صوتًا صادقًا ونادرًا، لكن وفاة إسماعيل الليثي ستظل تذكيرًا دائمًا بأن خلف شهرة الفنانين قصص إنسانية مؤلمة لا يراها الجمهور دائمًا.
القدر جمع إسماعيل الليثي بابنه ضاضا في النهاية نفسها التي فرّقتهما الحياة عنها قبل عام.
قصة مليئة بالحب والحزن والمأساة، ختمت مشوار رجل عرفه الناس بصوته وضحكته البسيطة، وترك وراءه دموع الملايين.
ومع تكرار مأساة الموت داخل الأسرة، أصبحت وفاة إسماعيل الليثي حديثًا إنسانيًا يتجاوز حدود الفن، ليصل إلى قلوب الناس الذين رأوا في قصته دروسًا في الصبر والرحيل الهادئ رغم الألم.


































