اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في ظل تراجع المظلة الأمريكية وتقلب سياسات واشنطن، برزت العلاقات السعودية الباكستانية كنموذج تحالف استراتيجي مستقل، تُوّج بتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك الاستراتيجي (SMDA)، التي تنص صراحة على أن أي عدوان على أحد البلدين يُعتبر عدوانًا على الآخر، وفقًا لتحليلات موقع يورآسيا ريفيو المتخصص في الشؤون الجيوسياسية.
تحالف تاريخي يمتد لعقود
لم يكن التحالف بين الرياض وإسلام آباد وليد اللحظة، بل امتداد لعقود من التعاون التكتيكي والاقتصادي. منذ خمسينيات القرن الماضي، دعمت السعودية باكستان بالنفط بأسعار مخفضة وودائع ضخمة، بما في ذلك إنقاذ مالي مباشر عام 2018 بقيمة 6 مليارات دولار.
مقابل ذلك، قدمت باكستان حماية عسكرية: تدريب الضباط السعوديين، وإرسال قوات خاصة لحماية العائلة المالكة، والمشاركة في حماية الحدود أثناء غزو العراق للكويت عام 1990.
حتى خلال الأزمة اليمنية عام 2015، حافظ التحالف على تماسكه، ليصبح أكثر من مجرد صفقة «مال مقابل عضلات»، بل شراكة قيم ومصالح مشتركة، مدعومة بالروابط الدينية والاجتماعية بين المجتمعات السنية في البلدين.
الاتفاقية الجديدة: أبعاد عسكرية واستخباراتية واقتصادية
تأتي اتفاقية SMDA في ظل انهيار الثقة في الحماية الأمريكية، خصوصًا بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة صيف 2025. وتشمل بنود الاتفاقية:
المناورات والتنسيق العملياتي: تدريبات مشتركة واسعة تسمح للقوات بالعمل كجيش واحد.
التعاون الصناعي الدفاعي: استثمارات سعودية في الصناعات العسكرية الباكستانية لتوطين 50% من الإنتاج بحلول 2030.
الدمج الاستخباراتي الكامل: تبادل معلومات حول الإرهاب والدفاع الصاروخي والتهديدات الهجينة.
البعد النووي الضمني: عبارة «جميع الوسائل العسكرية» تُفسر ضمنيًا على أنها تشمل المظلة النووية الباكستانية كخيار ردع استراتيجي.
عمق استراتيجي وخطوط اقتصادية جديدة
الاتفاق يمنح السعودية «قوة نووية بالوكالة»، ويتيح لباكستان عمقًا استراتيجيًا في الخليج، ويربط ميناء غوادار بمصفاة الرويس السعودية العملاقة، ليخلق ممرًا اقتصاديًا وعسكريًا موازيًا لقناة السويس ومضيق هرمز.
اقتصاديًا، تجاوزت الاستثمارات السعودية في باكستان 35 مليار دولار منذ 2019، لتدعم بناء محور اقتصادي إسلامي يمتد من الخليج إلى بحر العرب بعيدًا عن الممرات الخاضعة للسيطرة الأمريكية.
رسالة سياسية واضحة
سياسيًا، يعكس التحالف السعودي-الباكستاني موقفًا جريئًا: دعم سعودي لباكستان في قضية كشمير، ودور باكستاني في تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران، مع رسالة واضحة مفادها: لن يكون البلدان بعد اليوم أحجارًا على رقعة شطرنج أمريكية.


































