اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمرحلة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم «صفقة شاليط»، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال الطرف الرئيسي في إنجاز الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، رغم دخول وسطاء دوليين على الخط.
وقال الدويري خلال حواره مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، في برنامج «الجلسة سرية» على قناة «القاهرة الإخبارية»: «بفضل الله، ثم بفضل القيادة السياسية وجهاز المخابرات والوفد المصري، تمكّنا في المرحلتين الأولى والثانية من تهيئة الأجواء بشكل كامل رغم مرور سنوات طويلة، لبدء تنفيذ صفقة شاليط».
وأوضح أن الوساطة الألمانية انضمت للمفاوضات بعد ملاحظة إسرائيل ميل الوفد المصري نحو دعم القضية الفلسطينية، وليس فصيلًا بعينه، وهو ما دفعها إلى البحث عن طرف بديل أو موازٍ، مضيفًا: «لم نرفض الوساطة الألمانية، بل رحبنا بها، لأننا لا نعترض على أي طرف يساهم بشكل إيجابي في دعم الموقف الفلسطيني».
وأشار إلى أن الوسيط الألماني كان ضابط مخابرات سابق، له خبرة بالملف العربي ومفاوضات حزب الله، والتقى الوزير الراحل عمر سليمان في القاهرة، مؤكدًا أنه سيبني على ما أنجزته مصر.
وأضاف أن المفاوضات أفضت إلى الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو يؤكد أن جلعاد شاليط على قيد الحياة، معتبرًا ذلك إنجازًا مشتركًا بين القاهرة وبرلين.
وأكد الدويري أن الوساطة الألمانية لم تحقق نتائج حاسمة رغم الدعم الإسرائيلي لها، موضحًا أن إسرائيل أدركت في النهاية أن «مصر وحدها هي القادرة على إنجاز الصفقة».
وقال: «تغيرت القيادات في إسرائيل أكثر من مرة، من إيهود أولمرت إلى بنيامين نتنياهو، لكن الإدراك ظل ثابتًا بأن القاهرة هي مفتاح الحل».
وفي أخطر ما كشفه من كواليس، تحدث الدويري عن مكالمة سرية حاسمة كادت تحول التفاوض إلى قضية “جثة لا أسير حي”، موضحًا: «تلقيت اتصالًا في الثالثة صباحًا من شخص قال بلهجة حادة: إذا استمر قصف المنازل الفلسطينية، سيتم التفاوض على جثة، وليس على أسير حي... أبلغت الإسرائيليين فورًا بالرسالة».
وأضاف أن الرسالة نقلت رسميًا إلى القيادة الإسرائيلية، وأدت إلى تهدئة فورية ووقف القصف في اليوم التالي بضغط مصري مباشر، وكان ذلك في عام 2006، مؤكدًا أن هذا الموقف جسّد بوضوح قوة الوساطة المصرية ومكانتها في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة.


































