اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد عدة ولايات في السودان منذ عدة أيام موجة أمطار غزيرة وفيضانات، فيما أصدرت وحدة الإنذار المبكر في إدارة شؤون مياه النيل بوزارة الزراعة والري إنذارًا أحمر أي خطورة قصوى من الفيضانات على امتداد الشريط النيلي نتيجة زيادة تدفق المياه من النيلين الأزرق والأبيض.
تحذيرات بالإنذار الأحمر على النيل
كما أصدرت إدارة شؤون مياه النيل الإنذار الأحمر الذي تركز في ولايات النيل الأزرق، سنار، الخرطوم، نهر النيل، والنيل الأبيض، وأيضًا محطات الخرطوم وشندي وعطبرة وبربر وجبل الأولياء، بعدما تعرضت المدن السودانية للغرق، وذلك نتيجة لتعنت أديس أبابا في توقيع اتفاق بشأن قواعد الملء والتشغيل واتخاذ إجراءات أحادية فيه، سواء فيما يخص بناء السد أو تشغيله.
ومع شدة فيضانات السودان بدأت التساؤلات حول مدى تأثر قرى ومدن مصر بها، بعدما تم فتح خزانات سد النهضة لتصريف المياه، مما أدى إلى غرق مساحات واسعة من أراضي السودان.
عاجل.. رئيس وزراء السودان: سنجري مراجعة تفصيلية لملف السد الإثيوبي
وزير الخارجية لـ البرهان: مصر تتضامن مع السودان وتدعم استقراره وأمنه وسيادته
كما أشارت بيانات إلى زيادة معدلات المياه بـ 300 مليون متر مكعب، بينما بلغ إيراد النيل الأزرق أكثر من 730 مليون متر مكعب يوميًا، في حين بلغ تصريف سد الروصيرص 670 مليون متر مكعب، وسد سنار 600 مليون متر مكعب، وسد مروي 700 مليون متر مكعب يوميًا.
التنسيق المسبق بين دول حوض النيل
وأكد خبراء أهمية التنسيق المسبق بين دول حوض النيل، خاصة بعد الفيضانات، وأن التذبذب المفاجئ في معدلات التصريف يزيد من صعوبة اتخاذ قرارات تخفيفية فعّالة، مما يعرّض منشآت حيوية ومحاصيل المزارعين لمخاطر مباشرة.
وقال الدكتور علاء عبد الله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية، إن تأثر مصر بفيضانات السودان محدود للغاية مقارنة بالسودان نفسه، والسبب الأساسي هو وجود السد العالي في أسوان الذي يعمل كـ 'حائط صد' ومخزن ضخم للمياه.
السودان ليس لديه منشآت تخزين عملاقة
وأوضح الصادق لـ'الرئيس نيوز'، أن السودان ليس لديه منشآت تخزين عملاقة مثل السد العالي، لذلك عندما تحدث فيضانات كبيرة على النيل الأزرق أو الأبيض، يتعرض مباشرة لغرق المدن والقرى القريبة من ضفاف النيل مثل الخرطوم ومناطق الجزيرة، كما أن الطبيعة الطبوغرافية في السودان منخفضة وتسمح بانتشار المياه على مساحات واسعة.
وأشار الصادق إلى أن السد العالي بسعته التخزينية الضخمة (بحيرة ناصر تسع 162 مليار متر مكعب من المياه)، يمتص الزيادات الكبيرة في تصريف النيل، لذلك حتى لو وصل إلى مصر فيضان شديد قادم من السودان، فإن السد العالي يستوعبه دون أن يحدث غمر واسع للمدن والقرى على ضفاف النيل داخل مصر.
كما يظهر التأثير أكثر في زيادة مخزون بحيرة ناصر، وهو أمر إيجابي في سنوات الجفاف لاحقًا، فضلًا عن الإدارة الدقيقة لفتحات التصريف في السد العالي لتجنب أي ضغط مفرط على جسم السد.
تأثير محدود للفيضانات على مصر بفضل السد العالي
وقال إن السودان معرض مباشرة لغرق الأراضي والمدن بسبب غياب سد تخزيني ضخم، أما مصر فهي محمية إلى حد كبير بفضل السد العالي الذي يمنع غرق القرى والمدن على النيل.
وتابع أن مصر قد تتأثر بشكل غير مباشر من الفيضانات عبر زيادة معدلات الطمي القادم مع الفيضان، مما قد يقلل كفاءة التخزين في بحيرة ناصر على المدى الطويل، ويغير نمط الإيراد المائي، وهو ما يؤثر على خطط إدارة المياه داخل مصر.
وأكد الصادق ضرورة التنسيق المسبق بين دول حوض النيل، خاصة أن التذبذب المفاجئ في معدلات التصريف يزيد من صعوبة اتخاذ قرارات تخفيفية فعّالة، مما يعرّض منشآت حيوية ومحاصيل المزارعين لمخاطر مباشرة.
من جانيه، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن فيضانات السودان خلال الأيام الأخيرة لن يكون لها تأثير فعلي على مصر، وذلك نتيجة وجود السد العالي الذي يستوعب كل الزيادات المفاجئة سواء في مستويات ارتفاع منسوب المياه، أو قوة التدفق التي تسببت في أزمة وظهرت في فيضانات السودان الأخيرة.
كما أوضح أستاذ الموارد المائية أن السد العالي يمكنه استقبال كميات ضخمة من المياه تصل إلى نحو مليار متر مكعب يوميًا، لذا فإن الكميات المتدفقة من الهضبة الإثيوبية لن تمثل أي خطورة على الأراضي المصرية، بجانب وجود خطط دائمة للطوارئ قادرة على التعامل مع أي مستجدات أو فيضانات في السودان.
عاجل| غرق 6 ولايات وخسائر فادحة.. الفيضانات تضرب السودان بسبب سد النهضة (صور)
السودان في أتون حرب لا ترحم.. اغتصاب مسنات واختطاف أطفال رضع