اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
فازت شركة تشاينا إنرجي الهندسية الدولية المحدودة، إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، بعقد إنشاء أول مشروع لتحويل النفايات إلى طاقة في جمهورية مصر العربية.
وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست الصينية إن هذا العقد يمثل نقطة تحول محورية في العلاقات البيئية والاقتصادية بين الصين ومصر، كما يؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات التنمية المستدامة.
يقع هذا المشروع الرائد، المعروف باسم مشروع أبو رواش لتحويل النفايات إلى طاقة، في محافظة الجيزة، ويمتلك قدرة هائلة على معالجة ما يصل إلى 1200 طن من النفايات البلدية الصلبة يوميًا، مع توليد طاقة كهربائية مستدامة تُقدر بقدرة 30 ميجاوات.
يشمل نطاق عمل الشركة الصينية تصميم المحطة بالكامل، وتوريد كافة المعدات والتقنيات اللازمة، بالإضافة إلى تجميع الوحدات وتشغيل المحطة ووضعها في الخدمة، مما يعكس خبرة الشركة الواسعة وقدراتها المتكاملة في تنفيذ مشاريع الطاقة المعقدة والضخمة على المستوى الدولي.
ووفقًا لموقع ميد ميدل إيست المتخصص في شؤون المشاريع، من المتوقع أن يتم تنفيذ هذا المشروع الطموح في منطقة أبو رواش بالجيزة، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية لقربها من القاهرة الكبرى، حيث تتراكم كميات هائلة من النفايات الصلبة يوميًا. سيعمل المشروع على معالجة آلاف الأطنان من النفايات الصلبة سنويًا، وتحويلها بفعالية إلى طاقة كهربائية نظيفة ومستدامة تُسهم بشكل مباشر وفعال في تلبية جزء من احتياجات المنطقة المتزايدة من الطاقة، بالإضافة إلى تقليل العبء البيئي الناتج عن تراكم النفايات.
يُنفذ المشروع باستخدام نموذج التصميم والبناء والتملك والتشغيل (DBOT)، وهو نموذج استثماري مبتكر يسمح للشركة المطورة بالتحكم في المشروع من البداية وحتى التشغيل الكامل، مما يضمن كفاءة التنفيذ وجودة الأداء.
يُقدر حجم الاستثمار في هذا المشروع بحوالي 120 مليون دولار أمريكي، وهو استثمار كبير يعكس الثقة في السوق المصري وإمكانات قطاع الطاقة المتجددة. وسيعمل المشروع لمدة خمسة وعشرين عامًا، وبعد هذه الفترة الطويلة، ستنتقل ملكية الأصول بالكامل إلى محافظة الجيزة، مما يضمن استمرارية الفائدة للمجتمع المحلي على المدى الطويل. يتكون الائتلاف المطور للمشروع، والذي يُعرف باسم رينيرجي جروب (Renergy Group)، من كيانات مصرية وبحرينية ذات ثقل، تشمل الهيئة القومية للإنتاج الحربي المصرية، وشركة جرين تك إيجيبت، بالإضافة إلى شركة أوك القابضة ومقرها مملكة البحرين، مما يعزز جانب الشراكة الإقليمية والدولية.
تعتمد التقنية المستخدمة في هذا المشروع الرائد على أحدث أنظمة الحرق الحراري المتطورة للنفايات، بالإضافة إلى تقنيات إعادة التدوير المبتكرة، والتي طورتها شركة تشاينا إنرجي بناءً على خبرتها الواسعة وتراكم معرفتها في هذا المجال الحيوي على مدى عقود.
وقد أكدت الشركة التزامها الراسخ بالمعايير البيئية الدولية الأكثر صرامة، بهدف ضمان تقليل التأثيرات السلبية على البيئة المحيطة، مع التأكيد على أهمية نقل التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتراكمة إلى الشركاء المحليين في مصر. هذا الجانب من المشروع لا يضمن فقط استدامة التشغيل، بل يعزز أيضًا بناء القدرات المحلية في مجال إدارة النفايات وإنتاج الطاقة النظيفة. من المتوقع أن يساهم المشروع بشكل كبير وفعال في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، وتحسين جودة الهواء في المنطقة بشكل ملحوظ، فضلًا عن تقليل كميات النفايات التي يتم التخلص منها في المدافن التقليدية. إلى جانب الفوائد البيئية، يُتوقع أن يخلق المشروع فرص عمل جديدة ومستدامة للشباب المصري في مختلف التخصصات، حيث التزمت الشركة بتخصيص حوالي 40% من العقود الفرعية للشركات المصرية المحلية، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الصناعات المحلية.
يأتي هذا المشروع الطموح والمبتكر في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاقتصاد الأخضر، وتطوير حلول مستدامة وشاملة لإدارة النفايات الصلبة، والحد من التلوث البيئي الناتج عن هذه النفايات.
ويُعد المشروع نموذجًا رائدًا وفريدًا من نوعه ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأكملها، حيث يعكس التزام الحكومة المصرية الراسخ بالاستفادة القصوى من النفايات كمصدر قيم للطاقة النظيفة والمتجددة، بدلًا من اعتبارها عبئًا بيئيًا. كما يفتح هذا المشروع الباب واسعًا أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الطاقة المتجددة المتنامي وإدارة النفايات في مصر، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي محوري للطاقة المستدامة والابتكار البيئي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. هذا النجاح يعكس التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية ويبرزها كوجهة جاذبة للاستثمار في المستقبل الأخضر.
كما يفتح المشروع الباب أمام المزيد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة وإدارة النفايات في مصر، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة المستدامة.