اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٤
تحدث الكاتب مجدي نصار، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، حول مؤتمر قصيدة النثر، ودوره في إحداث حراك في المشهد الثقافي، والمشهد الشعري تحديدا.
وقال نصار: في ظل حالة التهميش الثقافي لقصيدة النثر على المستويين الرسمي والشعبي، يغدو مؤتمر قصيدة النثر أكثر من مجرد مؤتمر، إذ يعد – في جانب من جوانبه - موقفا احتجاجيا حيال هذا التجاهل الأكاديمي والتنظيري والترويجي، كما يتجلى كمسار حتمي يلتجىء إليه شعراء النثر في طريقهم الواعر، ورحلة سعيهم الدائم لجلب اعتراف واهتمام مستحقين، لكنهما تأخرا كثيرا إما بسبب إنكار ناجم عن غياب الوعي الأدبي العميق أو بسبب هجوم نابع من قصدية ظالمة.
وأوضح “نصار”: ولا أعني أننا أمام مجرد فعل مقاومة، فالمؤتمر لا يستهدفها مباشرة، إنما هى قدرُ ملازم للمبدعين عموما ولشعراء قصيدة النثر خصوصا، يقاومون الوجود والعالم في القصيد، ويضطرهم الواقع إلى مزيد من المقاومة خارج القصيد، يتمردون على قوانين الشعر من جهة وعلى قوانين الواقع من جهة أخرى.
وتابع “نصار”: يمثل مؤتمر قصيدة النثر، عيدا سنويا لقصيدة النثر، يلتقي خلاله المبدع والناقد والباحث، تمتزج التجربتان الإبداعية والنقدية وفق منظومة يجتهد القائمون على المؤتمر في إعدادها، تتعرف الأصوات الخبيرة على الأصوات الشابة، يتعلم الشعراء والنقاد الشباب من الراسخين في الشعر والنقد، تتعرف القاهرة على منتج الأقاليم، يندمج الهامش في المركز ويصير الكل سواء. حتى خلال المؤتمر نفسه، تنزاح المركزية لحساب التشاركية، فالكل مركز، وكل الأصوات المدعوَّة تنال الترحيب والتقدير والفرصة لإلقاء الشعر وعرض النقد وطرح التجربة أمام الجميع الذي يتحول لحظتئذ إلى متلقي يستمع ويتذوق ويكون رأيا انطباعيا أو نقديا حول الطرح.
واختتم “نصار” حديثه مشددا على أن مؤتمر قصيدة النثر يقدم فرصا كبيرة لتلاقح التجارب الشعرية لتشكل مسارا للإبداع الجمعي، كما يُعِد أنطولوجياته الخاصة التي تعد نوعا من التأريخ للحركتين الشعرية والنقدية، ويسهم في تقوية الروابط بين التجارب متغلبا على المسافات والمواقيت. على أننا ونحن نشيد بجهود المؤتمر كرافد هام لنهر قصيدة النثر الذي يشق طريقا صعبا للغاية في واقعنا الأدبي، نتمنى من الجميع – مسئولين وأكاديميين ومتلقين – أن يتسع الصدر الثقافي لقصيدة النثر كنوع أدبي جامع ومنفتح، يستحق المزيد من الاهتمام التنظيري والتوعوي، ويستحق أيضا الدعمين المعنوي والتمويلي، ولا نحدد هنا آليات معينة لهذا الدعم، لكن أبسط الآليات أن يجد هذا المشروع - المؤتمر ذاته – نوعا من الترسيخ والتثبيت بإلزام الجهات المعنية بتوفير المكان وتحديد الزمان اللازمين للمؤتمر ومساعدة القائمين على المؤتمر في تمديد مساحته وتطوير برامجه وطرح منتجاته للنشر بشقيه الالكتروني والورقي، لأن جهودهم الفردية - وإن كنا نثمنها كثيرا ونقدرها للغاية - ستثمر أكثر مما أثمرت في السنوات السابقة إن امتدت أياد أخرى لتعينها في خطواتها العظيمة التي تقطعها بقصد إثراء القصيد النثري إبداعيا ونقديا.
يشار إلي أن الدورة الثامنة لـ موتمر قصيدة النثر المصرية، يقام في مؤسسة الدستور الصحفية، بمقرها الكائن في 16 شارع مصدق ــ الدقي. في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر الجاري.