اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مقال نشرته صحيفة 'هآرتس'، شكك الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي البارز تسيفي برائيل في فعالية المرسوم التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الإخوان المسلمين.
وأشار برائيل إلى أن سيباستيان جوركا، مستشار ترامب وكبير المسؤولين في مجلس الأمن القومي، وصف القرار بأنه 'خطوة تكتونية'، مشددًا على أن الجماعة 'تقوّض الاستقرار وتعمل ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط'.
لكن الكاتب الإسرائيلي رأى أن هذا الوصف 'مبالَغ فيه'، موضحًا أن القرار يفتقر إلى العمق الاستراتيجي، ويحمل طابعًا سياسيًّا أكثر من كونه أمنيًّا.
ولفت برائيل إلى أن المرسوم يستهدف بشكل رئيسي فروع الإخوان في مصر، لبنان، والأردن، لكنه يتغاضى بشكل لافت عن فرعين محوريين في تركيا وقطر، اللتين تُعدان من أبرز الداعمين السياسيين والماليين للجماعة على مدار العقد الماضي.
واعتبر هذا الاستثناء ضربة قاصمة لمصداقية القرار، مشيرًا إلى أنه يكشف أن الخلفية السياسية — لا المعايير الأمنية الموضوعية — هي التي تقود هذا الإجراء، ما يجعله أداة ضغط دبلوماسية محدودة الأثر، أكثر من كونه جزءًا من استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف أو إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة.
وأكدت 'هآرتس'، نقلاً عن تحليل برائيل، أن المرسوم لم يدخل بعد حيز التنفيذ، إذ ينتظر صدور تقرير شامل من الإدارة الأمريكية خلال 30 يومًا يحدد الآليات التنفيذية.
ومن بين الإجراءات المتوقعة:
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذه الإجراءات — حتى لو نُفذت — لن تُعدّ 'زلزالًا سياسيًّا'، بل ستبقى ضمن دائرة العقوبات الرمزية التي لا تمس البنية التنظيمية العميقة للجماعة.
وأوضح برائيل أن الأردن ومصر لا تحتاجان إلى أمر أمريكي لتتحركا ضد الإخوان، إذ يعتبر البلدان الجماعة تهديداً أمنيًّا داخليًّا منذ عقود، ولديهما قوانين صارمة وآليات أمنية راسخة لمكافحتها، سواء عبر التشريع أو الممارسة الميدانية.
وأكد أن العلاقة مع الإخوان في كلا البلدين معقّدة وتاريخية، ولا يمكن تغييرها 'بجرة قلم' عبر قرار أمريكي، خاصةً أن القرار لا يُضيف شيئًا جديدًا على الأرض، بل يكرّس واقعًا سائدًا بالفعل.
كما لفت المحلل الإسرائيلي إلى أن المرسوم لن يؤثر على مكانة حركة حماس في مصر والأردن، موضحًا أن كلا الدولتين تتعاملان مع الحركة وفق حسابات سياسية وأمنية خاصة، تختلف جذريًّا عن تعاملهما مع 'الجماعة الأم'، رغم الروابط الأيديولوجية بينهما.
وأشار إلى أن القاهرة وعمّان تنظران إلى حماس كـ'لاعب فلسطيني' له وظائف أمنية وسياسية معقدة، لا كامتداد بسيط للإخوان.
وختم برائيل مقاله بالتأكيد على أن استثناء تركيا وقطر — المحورين الرئيسيين لدعم الإخوان — يكشف الغرض الحقيقي من القرار: ليس مكافحة الإرهاب، بل ممارسة ضغط سياسي على خصوم واشنطن الإقليميين، ما يقلل من فعاليته ويُضعف تأثيره الاستراتيجي.
المصدر: صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية


































