اخبار مصر
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
القاهرة - خديجة حمودة
أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواقف إسبانيا المشرفة إزاء دعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي لاتزال تمثل جوهر الصراع في المنطقة، معربا عن بالغ التقدير للموقف الإسباني التاريخي في نصرة الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته، واعتراف إسبانيا في توقيت بالغ الأهمية والحساسية بالدولة الفلسطينية لتكون من أولى الدول، التي بادرت بعد نشوب الحرب في قطاع غزة، باعتماد هذا القرار العادل، الذي يقف على الجانب الصحيح من التاريخ.
جاء ذلك خلال كلمة ترحيبية على هامش مأدبة غداء أقامها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والسيدة قرينته انتصار السيسي، لملك إسبانيا الملك فيليبي السادس، والملكة ليتيزيا، في أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر.
وقال الرئيس السيسي: «ليس بخاف عليكم، ما تواجهه مصر من تحديات جسام، على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، شرقا وغربا وجنوبا فضلا عن التحديات المشتركة على الصعيد المتوسطي، فإسبانيا تدرك جيدا مدى التحدي الذي باتت تواجهه القضية الفلسطينية، والتهديد المباشر الذي يتعرض له الأفق السياسي لتسويتها من خلال حل الدولتين، إثر ما تعانيه غزة من ويلات الحرب، والكارثة الإنسانية التي ألمت بالقطاع، على نحو لا يمكن تصوره، فضلا عما نشهده بشكل شبه يومي، من محاولات لتقطيع أوصال الضفة الغربية تارة بالحديث عن ضمها، وتارة أخرى بتفشي الاستيطان في أراضيها المحتلة». وشدد الرئيس السيسي على أن دعم إسبانيا للسلام العادل والشامل في المنطقة يعكس التزامها بمبادئ الأخلاق والحق والعدالة، مضيفا: «هو موقف يحظى بتقدير كبير لدينا، على المستويين الرسمي والشعبي.. ونرجو استمرار هذا الدعم، وأن نعمل معا، من أجل تحقيق سلام دائم وعادل لشعوب المنطقة».ورحب الرئيس بملك وملكة إسبانيا في بلدهما الثاني، قائلا: «مصر العالم القديم، وجسر التواصل بين الحضارات، ذلك البلد العريق، الذي شهد على مر التاريخ علاقات وثيقة مع إسبانيا وشعبها والأسرة المالكة الإسبانية.. فكان ومازال وطنا ثانيا لهم، يرحب بهم على أرضه، ويتسع فضاؤه لاستقبالهم، زائرين كراما وأصدقاء أعزاء».وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن زيارة الدولة التي يقوم بها الملك فيليبي السادس إلى مصر، وإن كانت هي الأولى له في أرض الكنانة، فإنها أيضا أول زيارة، يجريها مسؤول إسباني على أعلى مستوى إلى مصر، عقب ترفيع العلاقات بين البلدين الصديقين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بعد توقيع إعلان هذه الشراكة أثناء زيارة إسبانيا في فبراير الماضي. وأشار الرئيس السيسي إلى أن زيارة ملك إسبانيا تمثل تأكيدا جديدا على متانة أواصر الصداقة والتعاون، التي تربط بين البلدين، وتعبيرا صادقا، عن الرغبة المشتركة في تعزيزها، وتطويرها نحو آفاق أرحب. وقال الرئيس السيسي إن البلدين تجمعهما علاقات ثنائية إستراتيجية وثيقة، على كل الأصعدة وفي مختلف المجالات، مضيفا: «لقد قدم البلدان معا نموذجا رائدا يحتذى، في كيفية بناء علاقات إيجابية متطورة، وتخدم مصالح شعبيهما وتحقق أهدافهما المشتركة.. سواء في الإطار الثنائي، أو الإقليمي أو المتعدد الأطراف». وأشاد بما حققه التعاون الثنائي بين البلدين، من تقدم في مجال النقل، متطلعا الى استلهام نجاحه، على جميع أسس ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين، مشيرا إلى التعاون الثقافي المميز بين البلدين، وخاصة في مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ على التراث، حيث يوجد في مصر ما يناهز 13 بعثة أثرية إسبانية، تنشط في مناطق سقارة والأقصر وأسوان ووادي الجمال.