اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
على مدي أكثر من عقدين. خلف القضبان الحديدية. لا يزال مروان البرغوثي، حاضرا في المشهد الفلسطيني. لا يغيب عن الذاكرة ولا عن الحسابات. فهو الأسير الحر، الذي أضحي رمزا وطنيا وسياسيا. تعمل له إسرائيل ألف حساب. بل وتخشاه. حتي وهو في زنزانته. ففي إبريل عام 2002، أعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، من رام الله، بعد اتهامه بقيادة عمليات مسلحة لكتائب الأقصي. التابعة لحركة فتح. خلال الانتفاضة الثانية. محكمة إسرائيلية، حكمت عليه بالسجن 5 مؤبدات و 40 عاما. حكما كان أبعد ما يكون عن الإدانة القضائية. كان رسالة سياسية، ومحاكمة لحقبة بارزة من النضال الفلسطيني. فـ البرغوثي، بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، ليس مجرد قيادي من 'فتح'. بل رمزا يمكنه إعادة ترتيب المشهد الفلسطيني برمته، من الداخل، ويحطم جدار الانقسام الممتد بين فتح ونفسها و'حماس'. من جهة أخري.
'مانديلا' فلسطين، هكذا تسميه قطاعات واسعة في الشارع الفلسطيني. فيما يري فيه الغرب، واحد من القيادات القليلة القادرة علي جمع شتات الفلسطينيين، حول مشروع وطني موحد. علي الرغم من إدراج اسمه في أكثر من مفاوضات تبادل أسري. منذ صفقة 'شاليط'، عام 2011، إلي المداولات الأخيرة، في حرب غزة. إلا أن تل أبيب، تصر دائما وأبدا علي استبعاده. حيث يري مراقبون، أن الافراج عن البرغوثي، حسب السردية الإسرائيلية، هو تهديد استراتيجي. في الوقت الذي يرفض فيه اليمين الإسرائيلي، أي حديث عن إطلاق سراحه. ويروج لهذا الرفض، من خلال اتهامه بارتكاب جرائم في حق الاحتلال. غير أن الرفض الحقيقي، أعمق من ذلك. فالرجل، يعتبر شخصية وطنية جامعة ومهمة، في تحقيق الوحدة الوطنية. وقد يغير قواعد اللعبة السياسية إن خرج. فهل تنجح فصائل المقاومة في تحريره هذه المرة؟ وهل المطالبة بالافراج عنه، مطلب تكتيكي، أم خطوة استراتيجية عميقة؟. ويبدو أن حرية البرغوثي، في الوعي الفلسطيني، قد تكون الحرية لفلسطين نفسها. أما في الوعي الإسرائيلي، فقد يكون الافراج عنه، بداية معادلة جديدة. لا يريد أحد هناك أن يختبرها.