اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا شك أن معرفة كيف تكفّر الذنب ؟، من أكثر وأهم الأمور التي لا ينبغي تفويتها أو تجاهلها، خاصة أن الذنب يعد من أكبر
المنغصات وأسباب المصائب وأشد البلاء في الدنيا والآخرة، لذا ينبغي معرفة كيف تكفر الذنب لتعيش سعيدًا في الدنيا وتفوز بالجنة في الآخرة.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أرشدنا إلى كيف تكفر الذنب باتباعه بحسنة بعده مباشرة .
واستشهد «جمعة» في إجابته عن سؤال: كيف تكفر الذنب ؟، بما أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21392) في صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1987، وحدثه الألباني ، عن أبي ذر الغفاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ( اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).
وأوضح أن تَقوَى اللهِ سبحانَه وتعالى، ودَوامُ المراقبةِ، ومُعامَلةُ النَّاسِ بأخلاقٍ حسَنةٍ مِن عَلاماتِ الصَّلاحِ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها في المسلِمِ حتَّى يُحسِّنَ عمَلَه، ويكونَ أقرَبَ إلى الجنَّةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: 'اتَّقِ اللهَ'.
وأضاف أن التَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه وأنْ تَجعَلَ بينَك وبينَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وتَكونُ بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتِناعِ عَن المُحرَّماتِ 'حيث ما كُنتَ'، أي: في كلِّ مكانٍ وجِهَةٍ، وفي سِرِّك وعَلانِيَتِك، وفي بَلائِك ورَخائِك، وفي كلِّ أحوالِك.
وتابع: 'وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها'، أي: إن وقَعتَ في سيِّئةٍ، فافعَلْ وَراءَها حسَنةً مِن صلاةٍ وصَدقةٍ، وسائرِ ما يُوصَفُ بالحسَنةِ؛ فإنَّ ذلك يَرفَعُ، ويَمْحو تلك السَّيِّئةَ، “وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ”.
وأردف: أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ، ففي الحديثِ: الأمرُ بتَقْوى اللهِ على كلِّ حالٍ، وفيه: أنَّ مُخالطةَ النَّاسِ لا تَعْني فِعْلَ المنهيَّاتِ معَهم.
واستطرد: نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة متواترة على الدعوة إلى اتخاذ المسالك المثلى والمثل العليا، منوهًا بأن المؤمن ما استجلب خيرًا بمثل جميل الخصال ومحاسن الفعال ، ومن الصفات العظيمة والمحاسن الجليلة لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام ما وصفه به ربه جل وعلا بقوله تعالى : «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ، ويقول صلى الله عليه وسلم : «إنما بُعثتُ لأُتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ».
سُمّيت الكفّارات بهذا الاسم كونها تكفّر الذّنوب، وتكفير الذّنوب هو سترها، وتتحقّق الكفّارة بالصّدقة، أو الصّوم، أو غير ذلك، فالكفّارة تقوم بتغطية الذنب وسَتره، وتُعرّف الكفارة بما يقوم به العبد من أجل سَتر الذنب ومحوه.
-التوحيد يعدّ توحيد الله -تعالى- أعظم سبب من أسباب مغفرة الذنوب، فلا مغفرة لمن لا يُوحّد الله -تعالى-، ويتطلّب التوحيد إخلاص العبد لله في أقواله وأفعاله وقلبه، حتّى إن قام به عند الموت.
فيغفر الله له جميع ذنوبه وإن كانت مثل زَبد البحر، وتُحقّق في قلبِ صاحبها التوكّل على الله، والتوجّه إليه، ومحبته، وتعظيمه، وخشيته، ورجائه.
-الحسنات الماحية قد يقوم العبد بالأعمال الصّالحة، والإتيان بالحسنات التي تمحو الذنوب بإذن الله وهي كثيرة، منها:
ورد أنها ما يُهدى للميت بعد موته يقوم أهل الميت وأحبابه ومعارفه بالأعمال التي توصِل الحسنات والأجر للميت، وتَبتدئ هذه الأعمال بالصّلاة عليه قبل دفنه، والصّدقات، والدعاء له بالرحمة، والاستغفار له، ووقف ما ينتفع به النّاس عنه؛ فيكون الأجر والثواب له حتى بعد مماته.


































