اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٥
أثار اكتشاف أثري مثير وبالغ الأهمية قبالة سواحل مصر تساؤلات جديدة حول أقدم دليل مادي على وجود المسيح. فقد تم العثور على وعاء خزفي قديم، أطلق عليه اسم 'كأس المسيح'، وعثر عليه بموقع يضم ميناء الإسكندرية القديم، ويحمل نقشًا يونانيًا يعتقد بعض الخبراء أنه أول إشارة مادية فعلية للمسيح خارج النصوص الدينية.
وذكرت صحيفة 'دايلي ميل' البريطانية أن هذا الكأس، الذي اكتشفه فريق من علماء الآثار البحرية الفرنسيين بقيادة فرانك جوديو في عام 2008، بقي في حالة جيدة بشكل مدهش، حيث لم يفقد منه سوى مقبضه.
خلاف بين الخبراء حول صحة النقش وتأويله
وفقًا لصحيفة 'دايلي ميل'، فإن النقش الموجود على الكأس، 'DIA CHRSTOU O GOISTAIS'، يترجم إلى 'من أجل المسيح المرنِّم'، وفي حين يرى بعض الخبراء أن هذا الاكتشاف يمثل أول دليل مادي على وجود المسيح في القرن الأول الميلادي، إلا أن آخرين يختلفون حول هذا التأويل.
فبحسب الدكتور جيريميا جونستون، الباحث المتخصص في العهد الجديد، فإن تاريخ الكأس يعود إلى القرن الأول الميلادي، وهي الفترة التي شهدت حياة المسيح، مما يدعم الفرضية القائلة بأن النقش يشير إلى المسيح.
وذكر جونستون أن سمعة المسيح كمعالج وصانع معجزات كانت منتشرة في ذلك الوقت، مما جعل اسمه قوة يعتقد أنها قادرة على إضفاء الشرعية على الطقوس السحرية، مثل طقوس استشفاء وعرافة قديمة.
من ناحية أخرى، قدم خبراء آخرون تفسيرات بديلة للنقش. اقترح البروفيسور بيرت سميث، المتخصص في الآثار الكلاسيكية بجامعة أكسفورد، أن النقش قد يكون إهداءً أو هدية من شخص يُدعى 'كريستوس'، ينتمي إلى جماعة دينية محتملة تدعى 'الأوغيستاي'.
وأشار البروفيسور كلاوس هالوف، مدير معهد النقوش اليونانية، إلى أن كلمة 'أوغيستاي' قد تكون مرتبطة بعبادات لآلهة يونانية ومصرية قديمة مثل هيرميس وأثينا وإيزيس، كما أورد المؤرخون القدامى ذكر إله يُدعى 'أوسوغو' أو 'أوغوا'.
وقدم خبراء آخرون تفسيرات أكثر عملية، حيث يرى الباحث ستيف سينغلتون أن كلمة 'chrêstos' تعني ببساطة 'جيد' أو 'لطيف'، مما يترجم النقش إلى 'مُعطى من خلال اللطف للسحرة'.
بينما يرى جورجي نيميث أن الكأس ربما كان يستخدم في تحضير أنواع من الكريمات والمراهم، حيث تشير كلمة 'كريستوس' أو 'دياكريستوس' إلى كريمات ومرهم، وليس إلى شخصية دينية.
أهمية الاكتشاف
إذا تأكد أن النقش يشير بالفعل إلى المسيح، فإن هذا الاكتشاف سيغير من فهم العالم للتاريخ المبكر للمسيحية. فبوجود دليل مادي على وجود المسيح في القرن الأول الميلادي، سيتعين على المؤرخين إعادة النظر في الجدول الزمني والجغرافيا التي انتشرت فيها المسيحية، مما سيشير إلى أن المعرفة بحياة المسيح ومعجزاته وصلت إلى الإسكندرية بعد عقود قليلة من رسالته السماوية، كما قد يدفع هذا الاكتشاف إلى إعادة تقييم دور الإسكندرية كمركز للتبادل الديني، حيث تداخلت فيها التقاليد الوثنية واليهودية والمسيحية، وهو ما يظهر في الاكتشافات السابقة مثل جزيرة أنتيرودوس الغارقة، التي يعتقد أنها كانت موقع قصر كليوباترا.


































