خلاف جديد بين إدارة ترامب والكونجرس حول تعليق تسليح أوكرانيا

اشتعل خلاف جديد بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكونجرس بعد قرار البنتاجون تعليق شحنات الأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا، في خطوة أثارت جدلًا حادًا حول أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. يأتي هذا القرار وسط توترات متصاعدة مع روسيا، حيث حذرت كييف من أن وقف الدعم العسكري قد يؤدي إلى إزهاق المزيد من الأرواح ويعزز هجمات موسكو. في المقابل، تدافع إدارة ترامب عن القرار كجزء من إعادة تقييم المصالح القومية، في تحول عن نهج الإدارة السابقة التي قدمت دعمًا عسكريًا لأوكرانيا تجاوز 65 مليار دولار منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

قرار البنتاجون: حماية المخزونات أم إضعاف الحلفاء؟

أعلنت وزارة الدفاع، البنتاجون، تعليق شحنات أسلحة تشمل صواريخ دفاع جوي وذخائر دقيقة، مستندًا إلى مخاوف من استنزاف المخزونات العسكرية الأمريكية، وفقًا لما نقلته واشنطن بوست. أكدت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن القرار يعكس 'أولوية مصالح أمريكا'، بينما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، إلى استمرار التزام ترامب بدعم أنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت، حسب رويترز. لكن القرار، الذي وصفه مسؤول أمريكي بأنه 'غير متوقع'، أثار استياءً واسعًا في الكونجرس، حيث يرى نواب ديمقراطيون وجمهوريون أن هذه الخطوة تهدد أوكرانيا بإزهاق المزيد من الأرواح أمام التصعيد الروسي.

ردود فعل متباينة: تحذيرات كييف وترحيب الكرملين

أثار القرار انقسامًا دوليًا. وصف فيدير فينسلافسكي، عضو لجنة الأمن والدفاع الوطني الأوكرانية، التعليق بأنه 'مدمر'، محذرًا من أن أي تأخير قد يؤدي إلى إزهاق المزيد من الأرواح ويعزز هجمات روسيا على البنية التحتية، وفقًا لتصريحات نقلتها سي إن إن. في المقابل، رحب الكرملين بالقرار، معتبرًا إياه خطوة قد تسرع نهاية النزاع، حسب بيان نقلته وكالة تاس الروسية. أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها لم تتلق إشعارًا رسميًا من واشنطن، مما يعكس الارتباك الناجم عن هذا القرار المفاجئ.

مواجهة سياسية في الكونجرس

يواجه ترامب انتقادات حادة من الكونجرس، حيث يرى نواب ديمقراطيون أن التعليق يقوض التزامات أمريكا تجاه حلفائها. حتى بعض الجمهوريين، مثل السيناتور ميت رومني، طالبوا بتوضيحات حول دوافع الإدارة، مشيرين إلى مخاطر إزهاق المزيد من الأرواح في أوكرانيا، وفقًا لما أوردته بلومبرج. يستحضر هذا الخلاف أزمة 2019، عندما اتهم ترامب بحجب مساعدات عسكرية لأوكرانيا لأغراض سياسية، مما أثار تحقيقات واسعة. اليوم، يرى معارضو ترامب أن القرار يعكس تراجعا لمكانة أمريكا دوليا لحساب التركيز المفرط على المصالح الداخلية، بينما يدافع مؤيدوه عنه كخطوة للحفاظ على الموارد العسكرية الأمريكية.

دوافع ترامب: الأمن القومي أم استراتيجية دبلوماسية؟

كشف العقيد المتقاعد دوجلاس ماكجريجور، المستشار السابق في البنتاجون، أن ترامب يهدف إلى إعادة تقييم المساعدات العسكرية لضمان حماية المصالح الأمريكية، وفقًا لتصريحات نقلتها عنه شبكة فوكس نيوز. اقترح ترامب دعم أوكرانيا مقابل تزويدها الولايات المتحدة بمعادن أرضية نادرة كجزء من تسوية مالية، مما أثار مخاوف حلفاء أمريكا. رفضت كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فكرة وقف تسليح أوكرانيا، مؤكدة ضرورة استمرار الدعم لمواجهة روسيا، حسب الجارديان.

تداعيات دولية: توازن القوى على المحك

يأتي قرار البنتاجون في توقيت حساس، حيث أوقفت واشنطن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، مما دفع فرنسا للتحضير لسيناريوهات استمرار الدعم دون مساعدة أمريكية، وفقًا لبوليتيكو. يرى محللون أن التعليق قد يعزز موقف روسيا في المفاوضات، خاصة بعد مكالمة بين ترامب وبوتين أثارت تساؤلات حول نوايا واشنطن. اقترح نائب الرئيس الأوكراني، جيه دي فانس، تجميد الحدود الإقليمية عند وضعها الحالي، وهو اقتراح اعتبره البعض تنازلًا لروسيا، بينما يراه آخرون محاولة لتسريع السلام، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

دعوة للحلول الدبلوماسية

مع تصاعد الجدل، طالب أعضاء الكونجرس بتوضيحات من إدارة ترامب حول خططها لدعم أوكرانيا. يحذر مراقبون من أن استمرار التعليق قد يقوض الثقة بحلفاء الولايات المتحدة ويعزز نفوذ روسيا في المنطقة، مما قد يؤدي إلى إزهاق المزيد من الأرواح. في المقابل، يرى فريق ترامب أن إعادة تقييم المساعدات ضرورية للحفاظ على المخزونات العسكرية الأمريكية.