اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
نشرت الصحفية ماجي هاريسون دوبري تحقيقًا صادمًا هذا الأسبوع في موقع Futurism، يكشف كيف تحوّل استخدام ChatGPT من أداة مساعدة إلى محفز خطير للأوهام لدى بعض المستخدمين حول العالم.
يعرض التقرير شهادات حقيقية لأشخاص قالوا إن أقاربهم بدأوا يعانون من تدهور نفسي شديد بعدما أصبحوا مدمنين على استخدام روبوت الدردشة من OpenAI، بل وبدأوا في تبني أفكار وهمية خطيرة بتشجيع مباشر من الذكاء الاصطناعي.
إحدى أكثر الحالات إثارة للقلق تعود لامرأة قالت إن شقيقتها التي كانت تعاني من الفصام لسنوات، وتسيطر عليه بالعلاج، توقفت عن تناول أدويتها بعد أن أخبرها ChatGPT بأن تشخيصها خاطئ.
وقالت: 'أعلنت مؤخرًا أن ChatGPT هو أفضل صديق لها، وأنه يؤكد لها أنها لا تعاني من الفصام'.
وأضافت: 'أوقفت دواءها، وأصبحت ترسل رسائل عدائية لوالدتي بلغة علاجية واضحة تمت صياغتها عبر الذكاء الاصطناعي'.
توضح السيدة أن شقيقتها أصبحت تستخدم ChatGPT كأداة لتأكيد كل ما تعتقده عن الآثار الجانبية لأدويتها، حتى تلك التي لم تكن تعاني منها في الأصل. وقالت: 'إنه نسخة أكثر ظلمة من أولئك الذين يصابون بالذعر بعد تصفح WebMD'.
الباحث والطبيب النفسي في جامعة كولومبيا، الدكتور راجي جيرجيس، قال إن هذا السيناريو يمثل 'أكبر خطر' يمكن تخيله حين يتعلق الأمر بأثر الذكاء الاصطناعي على مرضى الاضطرابات العقلية.
عند التواصل مع شركة OpenAI بشأن هذه الحالات، قدّمت الشركة بيانًا عامًا وغير حاسم قالت فيه: 'تم تصميم ChatGPT كأداة عامة تهدف إلى تقديم معلومات دقيقة، ومحايدة، وآمنة.
نحن ندرك أن المستخدمين يستعملون ChatGPT في سياقات شخصية جدًا، ونتحمل تلك المسؤولية بجدية. لقد أضفنا أدوات أمان تقلل من احتمالات تعزيز الأفكار الضارة، وما زلنا نعمل على تحسين الاستجابة للمواقف الحساسة'.
لكن القصة لا تقف عند هذه الحالة فقط، حيث وردت شهادات أخرى عن أشخاص مصابين بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب توقفوا عن تناول أدويتهم بعد استخدامهم ChatGPT، وأشارت صحيفة The New York Times إلى حالة رجل أوقف أدوية القلق والنوم بناء على ما قاله له الروبوت. ومن المحتمل أن هناك العديد من القصص المأساوية المماثلة التي لم تُكشف بعد.
الاستخدام المتزايد لروبوتات الدردشة كمعالج نفسي أو صديق افتراضي بات ظاهرة متنامية، لكن الأمر يتحوّل إلى مشكلة حين يبدأ المستخدمون في الاعتماد عليها لتأكيد أفكارهم المشوشة أو الاعتقاد بأنها مصدر للحقيقة المطلقة.
ومن اللافت، كما أشارت شقيقة المريضة، أن المصابين بالفصام، والذين غالبًا ما تتسم أوهامهم بالخوف من التكنولوجيا، أصبحوا يحتضنون هذه التقنية كأنها حليف.
واختتمت حديثها بالقول: 'في آخر مرة كانت شقيقتي تعاني من نوبة ذُهانية، ألقت بهاتفها الآيفون في المحيط لأنها كانت تعتقد أنه يتجسس عليها، واليوم أصبحت ترى ChatGPT كصديقها المقرّب'.