اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يشهد الوسط الدرامي في مصر موجة لافتة من الأعمال المستوحاة من أحداث حقيقية هزّت المجتمع، وفي مقدمتها الجرائم التي شكّلت صدمة للرأي العام بسبب قسوتها أو غرابتها أو ارتباطها بشخصيات معروفة.
وفي هذا السياق، عاد الجدل من جديد بعد تصريحات المنتج جمال العدل حول مسلسل 'في رواية أحدهم: ورد وشوكولاتة'، وما إذا كان يستند بصورة مباشرة إلى قصة مقتل المذيعة شيماء جمال، وهي القضية التي أثارت اهتمامًا واسعًا وما تزال تفاصيلها تشغل الجمهور ووسائل الإعلام.
هذا التقرير يقدم خلفية موسّعة حول قضية شيماء جمال، ويحلّل تصريحات العدل، ويستعرض ملامح العمل الدرامي الجديد وسياقه الفني والاجتماعي، مع قراءة في أسباب الربط بينه وبين الجريمة الحقيقية.
وشكّلت واقعة مقتل المذيعة شيماء جمال واحدة من أبرز القضايا الجنائية في مصر خلال الأعوام الأخيرة، بسبب ملابساتها الغامضة وطبيعة الأطراف المتورطة. فقد اختفت شيماء في ظروف مفاجئة، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقًا عن تورّط زوجها، الذي كان يشغل منصبًا قضائيًا، في التخطيط لقتلها وإخفاء جثمانها، مستعينًا بشريك آخر في ارتكاب الجريمة.
القضية تسببت في صدمة حقيقية للرأي العام لعدة أسباب:
وأخذت القضية مساحة ضخمة في الإعلام، وأعيد طرحها مرارًا في النقاشات التي تتناول العنف ضد النساء، وانعكاسات الضغوط الاجتماعية والنفسية على العلاقات، وكيف يمكن أن تتحول الخلافات الخاصة إلى جرائم وحشية.
وقال المنتج جمال العدل إن العمل الجديد “ورد وشيكولاتة” مأخوذ عن أحداث حقيقية بالفعل، لكنه شدد على أن العمل لا يقدّم توثيقًا مباشرًا لقصة شيماء جمال.
وقال العدل إن العمل يركز على فكرة 'كيف يمكن لأناس عاديين أن يتحولوا إلى قتَلة تحت ظروف معينة'، موضحًا أن هذا المحور العام قد يتقاطع مع عدة وقائع، من دون أن يعني ذلك نقل قصة محددة حرفيًا.
وبهذا التوضيح، قطع العدل الطريق على التكهنات التي حاولت ربط المسلسل مباشرة بالقضية الشهيرة، مؤكدًا أن الدراما هنا تعالج فكرة عامة مستوحاة من الواقع، وليست سردًا وثائقيًا أو إعادة تمثيل لحادثة شيماء.
ومن جانبها، قالت والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال، السيدة ماجدة: 'أؤكد وبكل يقين أن مسلسل 'ورد وشيكولاتة' يروي قصة ابنتي شيماء جمال، فكل أحداثه تعكس ما جرى معها حرفيًا'.
وأضافت والدة شيماء جمال في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الرأي العام كله شاهد على القضية، وما يحدث في المسلسل ليس بحاجة إلى إثبات أو نفي، لافتة إلى أنه حتى ملابس الفنانة زينة في العمل هي نفس أسلوب شيماء، وحركاتها وتعبيراتها تجسّد ابنتي تمامًا، وكأن زينة تشربت شخصية شيماء وقدّمتها بكل تفاصيلها الدقيقة.
وتابعت: “المشهد الذي تظهر فيه زينة وهي ترمي الورد في وجه محمد فراج هو نفسه ما حدث بين شيماء وزوجها الجاني أيمن حجاج. وأنا أعرف قصة ابنتي بكل تفاصيلها، وأرى أمامي نفس المشهد يتكرر على الشاشة”.
ولفتت إلى أن شيماء كانت متزوجة مرتين قبل زواجها من أيمن، لكنها أحبّته بصدق واختارته لتكمل معه حياتها، لكنه لم يصن هذا الحب، فخانها، وانتهى الأمر بجريمة بشعة لا يستوعبها عقل.
وأجهشت بالبكاء، قائلة: “حتى لو كانت تملك ملفات ضده، لم يكن يضحي بها ويقتلها، والله شاهد أنني كنت مستعدة أعطيه الملفات بنفسي… المهم كان يسيبها وما يمسّهاش بسوء”.
وقالت والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال: “عندما أشاهد المسلسل، أشعر أن شيماء ابنتي هي التي تتحدث، وليس زينة”.
ولفتت إلى أن شيماء لديها ابنة تدعى جنى تبلغ الآن 13 عامًا، تتابع المسلسل مع جدتها، وتتأثر كثيرًا لأنها عاشت كل هذه الأحداث مع والدتها وأيمن حجاج، قائلة: 'جنى كانت في التاسعة عندما فقدت أمها، واليوم تقول لي أثناء المشاهدة: 'ده حصل… وده لأ… وده كان كده بالضبط'.
وتابعت: “ألمي على فراق ابنتي لا ينتهي، لكن الله نصرها. فقد تم القبض على الجاني في نفس يوم ارتكابه للجريمة، رغم ظنه أنه لن يُكتشف أبدًا”.
واختتمت قائلة: 'أحب أن أوضح أن شركة العدل جروب تنكر أن القصة تخص شيماء، ربما ظنًا منهم أنني سأطلب مقابلًا ماديًا، وأنا أقولها بوضوح: أنا لا أقبل جنيهًا واحدًا. أنا والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال… ولا أتاجر باسم ابنتي. ولو صُنّاع العمل كانوا سألوني، لقدّمت لهم تفاصيل أدق بكثير مما ظهر في المسلسل'.
المسلسل ينتمي إلى نوع الدراما الاجتماعية الرومانسية المعاصرة، لكنه يقدم مقاربة درامية 'عصرية وسريعة الإيقاع'، كما وصفه العدل. يعتمد العمل على معالجة حديثة تعكس واقع العلاقات والتحديات التي يواجهها الناس في المجتمع المصري، ويركز على:
القصة مستوحاة من رواية 'في رواية أحدهم' للكاتب محمد رجاء، الذي يشتهر بأسلوب سردي عميق يلامس الواقع ويقرأ الشخصيات من الداخل، ما يجعل العمل مرشحًا لأن يكون من أبرز الإنتاجات الدرامية في عامه.
من الطبيعي أن يرتبط العمل في أذهان الجمهور بقضية شيماء جمال، لعدة أسباب:
لكن تصريحات جمال العدل جاءت واضحة في نفي أي محاولة لتجسيد القصة نفسها، مؤكدًا أن العمل يقدّم رؤية مستقلة تستلهم الواقع بشكل عام.
في النهاية، يبقى المسلسل تجربة جديدة في قراءة التحولات النفسية والإنسانية داخل المجتمع، ويُنتظر أن يفتح نقاشًا جديدًا حول الظواهر الاجتماعية التي تجعل الواقع أحيانًا أكثر قسوة من الخيال.


































