اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تتصاعد أزمة سياسية جديدة في واشنطن بعد تسريب مكالمة حساسة بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، ومستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف.
التسريب كشف أن ويتكوف قدّم نصائح مباشرة لموسكو حول كيفية مخاطبة ترامب في إطار المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا، ما أثار غضبًا واسعًا في الكونجرس ودفع نوابًا للمطالبة باستقالته فورًا.
تفاصيل المكالمة المسربة
وفقا لمجلة تايم الأمريكية، جرت المكالمة في 14 أكتوبر، حيث نصح ويتكوف أوشاكوف بأن يهنّئ بوتين ترامب ويقدّمه للعالم كرجل سلام، مع تجنّب الدخول في تفاصيل مؤلمة عن التنازلات المطلوبة. وأضاف أن الرئيس سيمنحه مساحة واسعة للتوصل إلى الصفقة.
بعد يوم واحد، نشر الكرملين ملخصًا لاتصال بين بوتين وترامب تضمّن إشادة بجهود ترامب في غزة، وهو ما اعتبره مراقبون دليلًا على أن موسكو أخذت بتوصيات ويتكوف.
بعد أسابيع، أعلنت الإدارة الأمريكية خطة سلام من 28 بندًا منسوبة لويتكوف، وصفتها وكالات غربية بأنها مستوحاة بشكل مباشر من ورقة روسية قديمة تحدد شروط موسكو لإنهاء الحرب. هذا التطور أثار تساؤلات حادة داخل الكونجرس حول طبيعة الدور الذي يلعبه المبعوث الأمريكي.
ردود الفعل في واشنطن
وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، وصف النائب الديمقراطي تيد ليو المبعوث بأنه 'خائن فعلي'، فيما حذّر النائب الجمهوري دون بيكون من أنه لا يمكن الوثوق به في قيادة المفاوضات. هذه التصريحات عكست حجم الغضب داخل الكونجرس، حيث يرى كثيرون أن ويتكوف تجاوز حدود دوره وأصبح أقرب إلى ناطق باسم الكرملين.
ورغم ذلك، دافع ترامب عن مبعوثه، معتبرًا أن ما قاله في المكالمة طبيعي ويمثل ما يفعله 'صانع الصفقات'. هذا الموقف عزّز الانقسام بين البيت الأبيض والكونجرس، وزاد من حدة الجدل حول مستقبل المفاوضات مع روسيا.
خلفية شخصية وسياسية
تايم أوضحت أن علاقة ويتكوف بترامب تمتد لعقود منذ تعارفهما في نيويورك عام 1986. لم يكن مجرد مستشار، بل صديق مقرّب تبرّع بملايين الدولارات لحملاته، وأصبح أحد أكثر رجال المفاوضات تأثيرًا في محيطه حتى لُقّب بـ'وزير الخارجية الحقيقي لترامب'. المجلة استعرضت أيضًا علاقاته التجارية وشراكاته السابقة، والدعم العاطفي الذي تلقاه من ترامب بعد وفاة ابنه عام 2011.
لكن تقارير غربية أعادت التذكير بروابطه القديمة مع شخصيات روسية مثيرة للجدل، بينها أناتولي جولوبتشيك المرتبط بالمافيا الروسية، إضافة إلى صلات محتملة مع الملياردير ليون بلافتنيك الذي تعاون مع فيكتور فيكسيلبرج الخاضع لعقوبات أمريكية. هذه الخلفيات عززت الشكوك حول طبيعة علاقاته بموسكو.
الموقف الأوكراني
مسؤولون أوكرانيون اتهموا ويتكوف بتكرار الرواية التي تتبناها موسكو خلال محادثاته، وأشاروا إلى أنه اعتمد أحيانًا على مترجم روسي في جلسات التفاوض، ما عزّز انعدام الثقة بينه وبين فريق الرئيس فولوديمير زيلينسكي. هذا الاتهام جاء في وقت حساس، حيث وسّع ترامب صلاحيات ويتكوف ليشرف مباشرة على التواصل مع روسيا، بينما انحصر دور كييث كيلوج في الملف الأوكراني فقط.
لغز التسريب
وتتوزع فرضيات التسريب بين ثلاثة أطراف: روسيا، أو أوكرانيا، أو جهة أمريكية من داخل المجتمع الاستخباراتي. ويستبعد المحللون أن تكون موسكو المصدر لأن التسريب يحرج المسؤول الروسي أوشاكوف ويكشف قنوات اتصال بالغة الأهمية، فيما تبدو كييف صاحبة مصلحة واضحة في إضعاف ويتكوف لكنها تخشى تداعيات الخطوة على علاقتها بواشنطن. أما الفرضية الثالثة، وهي تسريب من داخل الولايات المتحدة، فتظل الأكثر حساسية، وربما جاءت من أجهزة قلقة من مسار التفاوض أو من نفوذ ويتكوف داخل دوائر ترامب.
تداعيات الأزمة
برغم انشغال واشنطن بالبحث عن الجهة التي سرّبت التسجيل، يؤكد دبلوماسيون سابقون أن الضرر وقع بالفعل. موسكو أعادت تقييم قنوات الاتصال، والثقة اهتزت داخل فريق التفاوض الأمريكي. ومع إعلان ترامب عبر منصته 'تروث سوشيال' أن ويتكوف سيتوجه إلى موسكو لإتمام خطة السلام، يبدو أن الجدل سيشتعل أكثر، وأن المعركة الأكبر حول مستقبل المفاوضات لم تبدأ بعد.
ويبدو أن التسريب وضع ستيف ويتكوف في قلب أزمة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، وأثار شكوكًا حول ولاءاته وصلاته القديمة بموسكو. وبينما يصر ترامب على دعمه، يطالب نواب في الكونجرس باستقالته، لتظل القضية مفتوحة على احتمالات أكبر قد تهز مسار المفاوضات بين واشنطن وروسيا.


































