اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
على مدار أكثر من 20 عامًا، تخوض الممثلة ومقدمة البرامج الحوارية روزي أودونيل معركة علنية شرسة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتجاوز الخلافات السياسية المعتادة إلى عداء شخصي مستمر، تخلله تنمّر وتهديدات متبادلة.
هذه الخصومة المثيرة للجدل لا تزال قائمة، على عكس علاقات ترامب المتذبذبة مع خصوم سياسيين كبار، نجح في طي صفحاتها، مثل باراك أوباما وجو بايدن.
تناقض صارخ في سلوك ترامب تجاه خصومه
خلافًا لعداوته العنيدة مع أودونيل، أظهر ترامب مرونة سياسية لافتة مع خصومه. ففي 2024، عيّن جي دي فانس نائبًا له رغم وصف الأخير له بـ'هتلر أمريكا'.
كما ظهر ودودًا مع باراك أوباما خلال جنازة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، وتحدث مازحًا عن إمكانية صداقته مع جو بايدن في كتابه '2024'.
هذا التباين يثير تساؤلات حول موقف ترامب المتشدد تجاه النساء المنتقدات له، لا سيما وأن روزي أودونيل تبقى المرأة الوحيدة التي لم يغفر لها، ما دفعها إلى مغادرة الولايات المتحدة والاستقرار في إيرلندا مع ابنها.
حرب كلامية وتهديد بسحب الجنسية
مؤخرًا، لوّح ترامب بإسقاط الجنسية الأمريكية عن أودونيل، المولودة في نيويورك، بعد تحميلها إياه مسؤولية مقتل أكثر من 130 شخصًا في فيضانات تكساس، نتيجة تدميره برامج الإنذار المبكر ضمن خططه التقشفية.
ويعتبر هذا التهديد غير دستوري، إذ يمنع التعديل الـ14 للرئيس من سحب الجنسية من مواطن وُلِد على الأراضي الأمريكية، حسبما تؤكد الخبيرة الدستورية أماندا فروست.
مناظرات وتراشق: بداية الخلاف
بدأت الخصومة في 2006 حين انتقدت أودونيل قرار ترامب بعدم تجريد ملكة جمال أمريكا من لقبها رغم تعاطيها الكحول والمخدرات.
تصاعد الهجوم بين الطرفين عبر الإعلام، ووصفها ترامب بأنها 'امرأة خارجة عن السيطرة'، وردّت أودونيل باتهامه بـ'الغرور والنفاق'.
العداء اشتد بعد ترشح ترامب للرئاسة، حيث استخدم اسمها كرد ساخر على اتهامات بالإساءة للنساء في مناظرة الحزب الجمهوري عام 2015، قائلًا: 'فقط روزي أودونيل'.
منفى اختياري: أودونيل تغادر أمريكا
بعد فوز ترامب في انتخابات 2024، أعلنت أودونيل مغادرتها إلى إيرلندا، مؤكدة أنها لن تعود إلى الولايات المتحدة حتى 'يتمتع كل المواطنين بحقوق متساوية'.
واصلت انتقادها الحاد لترامب، الذي وصفها مؤخرًا بـ'تهديد للإنسانية' وطالب ببقائها في 'بلدها الجديد'.
وفي لقائه مع رئيس وزراء إيرلندا، سخر ترامب من قبول دبلن لأودونيل، قائلًا: 'من الأفضل له ألا يعرفها'.
تحذيرات قانونيين من محاولات ترامب تسييس الجنسية زادت بعد قرارات وزارة العدل بمراجعة ملفات المجنسين ممن يواجهون تهمًا جنائية.
وتخشى أوساط حقوقية من استغلال صلاحيات الرئيس ضد الخصوم، خاصة بعد أن حاول تقليص منح الجنسية بالولادة في ولايته الأولى، وواجه أحكامًا قضائية بوقف قراراته التنفيذية.
وترى أودونيل أن تهديد ترامب بسحب جنسيتها ليس سوى محاولة لصرف الأنظار عن أزمات أكبر، مؤكدة أن تنمره المستمر يعكس 'هوسًا شخصيًا لا تفسير له'.