اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٤
لم يكن زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس، يحيى السنوار، قائداً عسكرياً أو مقاتلاً ميدانياً أو أسيراً مناضلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 20 عاماً، وإنما كان الشيهيد الستيني أديباً ألف 5 كتب أثناء فترة اعتقاله التي تنقل فيها بين عدد من السجون الممتدة على طول أراضي ومدن فلسطين المحتلة.
وتناولت رواية الشوك والقرنفل العديد من الذكريات الشخصية للسنوار في سنوات طفولته، وجاء أبرزها علاقته بالمصريين المتواجدين في قطاع غزة آنذاك وتحديداً في عام 1967، إذ قال زعيم الحركة الراحل، إن المصريين كانت قلوبهم رحيمة ومحبة للأهالي، وكانت تجمعهم بهم صداقات وعلاقات طيبة، وذكر ذلك الأمر نصاً في روايته، إذ كانت حالتهم المادية والمعيشية صعبة للغاية، ولم يكونوا حينها مقتدرين على شراء الحلوى التي تتوق لها نفس الأطفال بطبيعة الحال.
ووصف السنوار يومياته مع المصريين المتواجدين في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غرب مدينة غزة: «كنت في الخامسة من عمري وفي صبيحة يوم من أيام الشتاء تحاول شمس الربيع أن تحتل مكانها الطبيعي لتزيل آثار هجوم الشتاء الليلي الكالح على المخيم، فيأخذ أخي محمد ابن السابعة بيدي ونسير في طرقات المخيم إلى أطرافه، كان المصريون في ذلك المعسكر يحبوننا كثيراً، أحدهم تعرف علينا وعرفنا بالأسماء، فإذا ما أطللنا نادى علينا محمد أحمد، تعالا هنا، فنذهب إليه ونقف إلى جواره نتذلل ونحني رؤوسنا في انتظار ما سيعطينا كالعادة فيمد يده إلى جيب بنطاله ويخرج لكل واحد منا قطعة من حلوى الفستقية يلتقط كل واحد منا قطعته ويبدأ بقضمها بنهم شديد، يُربّت ذلك الجندي على أكتافنا ويمسح على رؤوسنا ويأمرنا بالرجوع إلى البيت فنبدأ بجرجرة أرجلنا عائدين في طرقات المخيم».