مركز المناخ: الموسم الزراعي الحالي يحمل تحديات مناخية غير مسبوقة

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز المناخ بوزارة الزراعة، أن الموسم الزراعي الحالي يحمل تحديات مناخية غير مسبوقة، ما يتطلب اتباع إجراءات ومعاملات زراعية مختلفة تتوافق مع هذه التغيرات لضمان إنتاجية المحاصيل وجودتها، وفي حديثه عن محصول القمح، الذي يعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، شدد على ضرورة التعامل مع كل مرحلة زراعية وفقًا لظروفها المناخية والتوقيت الزمني لها.

أوضح الدكتور فهيم، أنه بالنسبة للقمح المزروع منذ بداية شهر هاتور، يُفضل عدم تأخير 'رية المحاياة' أو 'التشتية' عن 25-30 يومًا، إلا إذا تساقطت الأمطار أو كانت الأرض تحتفظ بالمياه بشكل جيد، كما أشار إلى أهمية مكافحة الحشائش العريضة قبل الري بيوم، مع رش الحشائش الرفيعة بعد الري باستخدام المبيدات المناسبة.

ونصح بإضافة 10-12 لترًا من حامض الفوسفوريك أو منقوع السوبر فوسفات أثناء الري، لتحفيز نمو الجذور في ظروف البرودة الليلية وتشبع التربة بالرطوبة.

وأكد على ضرورة الري المنتظم دون تعطيش النباتات، خاصة في مراحل التفريع وطرد السنابل، مع الحذر من الإفراط في استخدام المياه.

وفيما يتعلق بالقمح المزروع خلال الأيام القليلة الماضية، أشار الدكتور فهيم إلى تأثير البرودة الليلية والشبورة على نمو هذه الزراعات، مؤكدًا على أهمية رش الأسمدة الغنية بالفسفور (بنسبة تزيد على 40%) مع سيتوكينين 4% أو الأحماض الأمينية، لتعزيز النمو، ونبه إلى أهمية تصريف مياه الأمطار بسرعة، لتجنب برودة التربة التي قد تُضعف النباتات الصغيرة.

كما أكد على الالتزام بمواعيد استخدام مبيدات الحشائش دون أي اجتهادات قد تضر بالمحصول، لتفادي أي أخطاء قد تؤثر سلبًا على نمو النباتات.

بالنسبة للقمح الذي سيتم زراعته خلال الأيام القادمة، أوصى الدكتور فهيم باستخدام أصناف مبكرة مثل 'مصر 4'، 'سخا 95'، 'سدس 14'، و'سدس 15'، كما نصح بنقع التقاوي في محلول مخفف من نترات البوتاسيوم لمدة ساعة قبل الزراعة، أو في محلول ملحي إذا كانت التربة مالحة.

وأشار إلى ضرورة إضافة شيكارة يوريا أثناء الزراعة لتحفيز نمو البادرات، وفي حالة الزراعة على خطوط، خاصة بعد محاصيل مثل الذرة أو الفاصوليا، أوصى بنثر 200 كجم من سوبر فوسفات و50 كجم من الكبريت الزراعي على الخطوط قبل الزراعة، لتحسين تدفئة التربة وتسريع الإنبات.

وشدد الدكتور فهيم على أهمية الالتزام بالإرشادات الفنية، والتعامل بدقة مع كل مرحلة زراعية، لضمان تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة لمحصول القمح، رغم التحديات المناخية الحالية.