بعد خلافات ماسك وترامب.. كيف تأثرت تسلا وأعمال الملياردير الأمريكي الشهير؟

ذكر موقع 'بار تشارت' الأمريكي، المتخصص في متابعة أداء الأسهم والأصول المالية المهمة عبر العالم، أن ظلال الخلاف الأخير بين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيس دونالد ترامب تلوح فوق خطة إطلاق تسلا لخدمة الروبوتاكسي، إذ تستعد شركة تسلا لإطلاق خدمة الروبوتاكسي في أواخر يونيو الجاري في مدينة أوستن بولاية تكساس، في خطوة واعدة بإعادة تشكيل مستقبل النقل الحضري.

ستبدأ الخدمة بما يتراوح بين 10 إلى 20 سيارة من طراز موديل واي ضمن منطقة محددة جغرافيًا، مع الاعتماد على مشغلين عن بُعد لضمان السلامة. وبحلول 28 يونيو، قد تصبح تسلا قادرة على تسليم سيارة ذاتيًا من المصنع إلى العميل، في إنجاز رمزي يعزز رؤية إيلون ماسك.

ومع خطط إنتاج سيارة سايبركاب في 2026، تهدف تسلا إلى التوسع السريع، وربما دمج سيارات المالكين في الأسطول. كما أن دمج هذه الخدمة مع أنفاق شركة ذا بورينغ كومباني قد يوفر حلًا مبتكرًا لتجنب الازدحام الحضري، مقدمًا لمحة عن تنقل سلس.

صراع ماسك - ترامب يثير الفوضى في الأسواق

تسبب الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك بشأن مشروع قانون جمهوري ألغى الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية في انخفاض حاد في أسهم تسلا الأسبوع الماضي، حيث خسرت الشركة أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية، مع هبوط الأسهم بنسبة 14% قبل أن ترتد بنسبة 4% لتغلق فوق 295 دولارًا.

ويعكس انخفاض أسهم تسلا بنسبة 25% منذ بداية العام قلق المستثمرين بعد تراجع الإيرادات بنسبة م في الربع الأول من 2025. وقد زادت تهديدات ترامب بقطع العقود الحكومية مع مشاريع ماسك، بما في ذلك سبيس إكس، من حدة التداعيات.

ورغم أن مكالمة هاتفية حديثة بين الطرفين خففت التوتر، فإن الحادثة تبرز تأثير ترامب الكبير على استقرار تسلا في السوق.

تداعيات الخلاف

أثار الخلاف بين ماسك وترامب، الذي بدأ بانتقادات ماسك العلنية لمشروع القانون الجمهوري على وسائل التواصل الاجتماعي، موجة بيع واسعة في أسهم السيارات الكهربائية، حيث خشي المستثمرون من بيئة سياسية أقل دعمًا.

وأثارت تصريحات ترامب الحادة، بما في ذلك اقتراح فرض رسوم جمركية على المكونات الصينية الصنع المستخدمة في سيارات تسلا، مخاوف بشأن اضطرابات سلسلة التوريد. كما كشفت التقلبات عن ضعف تسلا أمام التيارات السياسية، مع ارتفاع أحجام التداول إلى أعلى مستوياتها في أشهر.

وعلى الرغم من أن منشورات ماسك التصالحية على منصة إكس ساعدت في تخفيف الضرر، فإن الحادثة هزت ثقة المستثمرين، مما أثار تساؤلات حول قدرة تسلا على التعامل مع إدارة يقودها ترامب.

الآثار الأوسع على تسلا

بعيدًا عن الاضطرابات السوقية المباشرة، سلط الصراع الضوء على اعتماد تسلا على الحوافز والعقود الحكومية، التي قد تعرضها سياسات ترامب للخطر.

إلغاء الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، إلى جانب دفع ترامب نحو سياسات تدعم الوقود الأحفوري، يهدد بتآكل ميزة تسلا التنافسية في سوق السيارات الكهربائية المزدحم.

ويضع دور ماسك المزدوج كمستشار لترامب ومدير تنفيذي لشركة تعتمد على إعانات الطاقة النظيفة تسلا في موقف دقيق.

ورغم أن التهدئة الأخيرة قد تستقر أسهم تسلا مؤقتًا، فإن عدم اليقين المستمر بشأن موقف ترامب طويل الأمد تجاه السيارات الكهربائية قد يبقي المستثمرين في حالة تأهب.

تقييم أسهم تسلا على المحك

يتم تداول أسهم تسلا بنسبة سعر إلى أرباح مرتفعة للغاية، معتمدة على الروبوتاكسي وتقنية القيادة الذاتية الكاملة لتحقيق النجاح.

ومع ذلك، فإن انخفاض الإيرادات بنسبة 20% في الربع الأول من 2025 وتزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية يثيران علامات تحذير.

كما تضيف العوائق التنظيمية، خاصة في ولايات مثل كاليفورنيا، واعتماد ماسك على الذكاء الاصطناعي القائم على الكاميرات بدلًا من أجهزة استشعار أكثر تكلفة، مخاطر إضافية.

تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الأجزاء الصينية لسيارة سايبركاب قد تعرقل خطط الإنتاج. وإذا تعثرت تجربة الروبوتاكسي، فقد تتسع الفجوة بين تقييم تسلا والواقع بشكل حاد.

هل تستطيع تسلا تفادي المتاعب؟

يعد إطلاق الروبوتاكسي لحظة حاسمة بالنسبة لتسلا. فالانطلاقة الناجحة قد تؤكد تحول ماسك نحو القيادة الذاتية، معززة ثقة المستثمرين ومواجهة التيارات السياسية التي يثيرها ترامب. لكن المخاوف المتعلقة بالسلامة، والتقنيات غير المثبتة، والتحركات السياسية غير المتوقعة لترامب تشكل تحديات كبيرة.

وتوفر أنفاق شركة ذا بورينغ كومباني حلًا جريئًا للازدحام الحضري، لكن التنفيذ أمر حاسم.

وبينما تسارع تسلا لإثبات رؤيتها، فإن التنقل بين تأثير ترامب المتقلب وتحقيق وعود تسلا سيحدد ما إذا كانت هذه المغامرة ستنجح أم ستتعثر.