اخبار مصر
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند التفكير في مصر، يتبادر إلى الذهن مباشرة إرثها المعماري العريق، من المعابد والأهرامات التي خلّدها المصريون القدماء، وصولًا إلى روائع العمارة الإسلامية كجامع الأزهر.
مع ذلك، تخفي مصر كنوزًا معمارية أخرى أقل شهرة، تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، لا تزال تحكي فصولًا مدهشة من تاريخها الحديث.
هذه المباني هي محور كتاب 'Dust' للمصورة الروسية السويدية المقيمة في القاهرة، زينيا نيكولسكايا، ويسلط الضوء على ما يُعرف عادةً بـ'العمارة الكوزموبوليتانية'، وفقًا لما ورد في موقعها الرسمي على الإنترنت.
بدأت المصورة الروسية السويدية، التي شعرت بضرورة ملحة لتوثيق هذه المعالم بسبب تدهورها، العمل على هذا المشروع في عام 2006.
فترة قصيرة من تاريخ مصر
عند تواجدها في العاصمة المصرية القاهرة لأول مرة، اندهشت نيكولسكايا بمدى التشابه بين المكان ومدينة سانت بطرسبرغ الروسية التي تنحدر منها.
ما أشعل اهتمامها نحو العمارة المهملة في مصر بالذات هو عدم تصديقها للحالة التي وصلت إليها، إذ قالت في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أنّها بدأت تتساءل: 'ما السبب وراء كون العديد من الأماكن غير مستخدمة ومهجورة'؟
رأت المصورة الروسية السويدية، التي تُدرّس التصوير الفوتوغرافي في الجامعة الألمانية بالقاهرة، أنّ هذه المعالم 'جزء من التاريخ المصري الذي يعرفه الناس بدرجة أقل من غيره. فهي ليست من التراث الفرعوني أو الإسلامي، بل تمثل فترة قصيرة جدًا في تاريخ مصر'.
في مجموعتها الفوتوغرافية، تبرز مبانٍ عديدة قديمة ومهملة، لكنها لا تزال تحتفظ بآثار فخامتها ورقيّها السابق، بمراياها الضخمة، وستائرها الحمراء المخملية.
يبدو الأمر كما لو أنّها تُذكِّر النّاظر إليها بما كانت عليه قبل أن تمتد إليها معالم النسيان.
أكّدت نيكولسكايا: 'رؤيتي الفنية تقوم على تصوير الأشياء كما هي. ما يجذبني ليس التدهور بحد ذاته، بل حالة عدم اليقين التي تعيشها هذه المباني. الزمن متوقف فيها، وليس من المعروف ما تنتظره... كما لو أنّها في فيلم رعب'.
شملت المباني التي وثقتها المصورة الروسية السويدية قصر الأمير سعيد باشا حليم، وقصر السكاكيني، وقصر سراج الدين، وغيرها.
عند الحديث عن التحديات التي واجهتها أثناء العمل على الكتاب، مزحت نيكولسكايا قائلةً إنّ العملية التي جرت وراء الكواليس تستحق كتابًا بحد ذاته.
إلى جانب إجراء أبحاث معمّقة شملت قراءة الكتب، وإجراء مقابلات مع أشخاص عاشوا في مبانٍ مشابهة، ومعماريين، ومؤرخين، استغرق تأمين الوصول إلى بعض هذه المواقع أيامًا أو حتى أشهرًا في بعض الأحيان، وهو ما حدث عند رغبتها في توثيق 'فيلا كاسداغلي' على سبيل المثال.
يُذكر أنه تم هدم عدد من المواقع التي وثقتها المصور الروسية السويدية كجزء من الكتاب، بينما خضعت مواقع أخرى لعمليات تجديد وتحديث.
رغم أنّ مستقبل المباني الباقية غير مؤكد، تمنح نيكولسكايا هذه المعالم فرصة جديدة للحياة، ولو عبر صورة.