اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
فيما تبدو أنها أول خطوة عملية على الأرض، في منطقة الخليج ذو الأهمية الاستراتيجية حيث إمدادات الطاقة إلى أوروبا، بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتوصيات قمة الدوحة العربية والإسلامية، بالتنسيق والتعاون الأمني، وقعت السعودية وباكستان اتفاقا دفاعيا مشنركا، وسعتا به الدولتين شراكتهما الدفاعية، إلى درجة اعتبار أي هجوم خارجي مسلح على أحد البلدين هو بمثابة اعتداءً على كليهما.
المحاضر في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء سامح أبو هشيمة، يقول الاتفاق حتى وإن لم يمهد له إعلاميا وجاء على حين غفلة، إلا أنه يعد تحصيل حاصل؛ ةذلك للتاريخ الطويل من العلاقات بين الدولتين، فالجميع يعلم حجم الدعم السعودي لباكستان، وكيف أن الدولتان يعتبران مصيرهما واحد وان المملكة لعبتدوراكبيرافي إقامة دولة باكستان.
يؤكد اللواء ابو هشيمة أن ما حدث في قطر يحتم على الجميع الوحدة والتضامن، وعلى الرغم من أن دول الخليج بينها اتفاق دفاعي مشترك إلا أن الإمكانيات الدفاعية والخبرات العسكرية لباكستان كبيرة كما أن باكستان من الدول النووية إذ من المرجح امتلاكها لنحو ١٧٠:٢٠٠ رأس نووية.
أشار أبو هشيمة إلى أن الصراع العسكري بين الهند وباكستان على الرغم من أنه تم إنهاءه بواسطة أمريكية إلا أن جولات الصدام حسمت في كثير من الأوقات لصالح باكستان ذو التسليح الشرقي وتحديدا تسليح صيني، أي أن القدرات العسكرية الباكستانية أصبحت محط أنظار العديد من دول الجوار الباكستاني. موضحًا أن العدو الأول لباكستان هي الهند، والعدو الأول للسعودية هي إيران حتى وإن كان في الوقت الحالي اتفاق لتسوية الخلافات بين الرياض وطهران.
وعما إذا كان اتفاق الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان موجها ضد إسرائيل، يقول أبو هشيمة هو رادع في المقام الأول ولا يمكن اعتباره موجها ضد دولة الاحتلال، فلا ملفات خلافية مشتركة بين السعودية وإسرائيل من جهة، وبين باكستان وإسرائيل من جهة أخرى، فهناك جولات صدام بين إيران وإسرائيل، وإسرائيل ولبنان، وإسرائيل وسوريا، إلى جانب المجازر في غزة، والدولتان السعودية وباكستان يكتفيان بالإدانة والتأكيد على دعم تلك الدول، دون اتخاذ إجراءات عملية تعكس هذا الدعم.
وتساءل أبو هشيمة عن حدود تفعيل الاتفاق بين الدولتين، فهل يمكن للسعودية أن تنخرط في صراع مع الهند إذا ما تجدد الصراع بين باكستان والهند، مع العلم أن المملكة السعودية تملك علاقات مهمة مع الهند، وكذلك الأمر مع باكستان هل من الممكن أن تنخرط في صراع مع إيران إذا ما انداعت اشتباكات بين المملكة السعودية وإيران أو اذرعها، فعلى سبيل المثال باكستان لم تنخراط في الحرب السعودية على الحوثيين في اليمن، لذلك من الممكن القول إن الاتفاق يستهدف في المقام الأول رسالة ردع للقوى الإقليمية في المنطقة.
وعن الموقف المصري من الاتفاق السعودي الباكستاني، فيقول أبو هشيمة إن الأمر سيادي والقاهرة تدعم بلا شك أي إجراءات تتخذها الدول العربية لحماية أمنها وحفظ سيادتها، والقاهرة لطالما دعت إلى تشكيل قوات عربية مشتركة لحفظ الأمن العربي، ولكن الاستجابة العربية لم تكن على حجم التطلعات المصرية.
توقيع الاتفاق
ووقّع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، في الرياض، الأربعاء، بعد جلسة محادثات رسمية، استعرض خلالها الجانبان العلاقات «الثنائية الوثيقة»، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
كما ناقشت الجلسة، وفق المصادر الرسمية، الجهود التنسيقية لتعزيز أوجه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق الأمن والاستقرار.
وتأتي الاتفاقية تتويجًا لمسار طويل من التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، يمضي الآن نحو فصل جديد من الشراكة الدفاعية يقوم على مبدأ المصير الأمني الواحد.
وفق بيان مشترك، تأتي الاتفاقية «في إطار سعي البلدين في تعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، والتي تهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، وتنص هذه الاتفاقية على أن أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما».
وعلَّق وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على اتفاقية الشراكة، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، قائلًا: «السعودية وباكستان... صفًا واحدًا في مواجهة المُعتدي... دائمًا وأبدًا».
ووفق تقارير سعودية يرى مراقبون بأن الاتفاقية الجديدة لا تستهدف أي طرف بعينه، ولا تمثل بديلًا عن أي تعاون قائم مع دول أخرى، بل تُعدّ ممارسة طبيعية لحق سيادي مشروع. وهي تعكس إدراكًا متبادلًا أن التحديات الأمنية المعاصرة لم تعد محصورة في نطاق حدود وطنية، بل عابرة للمنطقة والقارات. من هنا تأتي أهمية صياغة اتفاق واضح، يضع البلدين في جبهة دفاعية واحدة، ويمنحهما قوة ردع إضافية في ظل التحولات الجارية في النظام الدولي وتبدل التحالفات التقليدية.
وعلى مدى عقود، نفَّذت القوات المسلحة في البلدين مناورات دورية شملت الجوانب الجوية والبحرية والبرية، وأسست لبنية دفاعية متينة عزَّزتها اتفاقيات في مجال الإنتاج العسكري والتعاون الفني. ومع ذلك، فإن إدراج بند «يعتبر أي اعتداء على أحد الطرفين هجومًا على الآخر» يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة، ترفع سقف الالتزام إلى مستوى الشراكات الدفاعية الكبرى.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني وصل والوفد المرافق له إلى الرياض، ظهر الأربعاء، في زيارة دولة، حيث رافقت طائرته بعد دخولها أجواء السعودية، مقاتلات «إف - 15» تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وتأتي زيارة شهباز شريف للرياض بعد يومين من لقاء جمعه بالأمير محمد بن سلمان في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش أعمال القمة العربية - الإسلامية الطارئة، حيث بحثا خلاله آفاق العلاقات بين البلدين، واستعرضا تطورات


































