اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكدت جامعة الدول العربية أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يستلزم أن تتخلى حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن أوهام الهيمنة الإقليمية وما تسميه 'حلم إسرائيل الكبرى'، مشددا على أن دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الدول العربية لن تسمح تحت أي ظرف بفرض السيطرة أو الهيمنة على المنطقة.
وقال السفير ماجد عبد العزيز المراقب الدائم لبعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن لبحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، إنه على إسرائيل أن تدرك أن عدوانها العسكري المدان على فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وقطر لن يخدم مصالحها على المدى القصير أو الطويل بل سيقود إى مواجهة إقليمية أكبر لا تحمد عقباها.
وحذر من أن الوضع في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة يمر بمفترق طرق رئيسي يحمل في طياته بارقة أمل، لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف عميقة من فشل التنفيذ وما قد يترتب على ذلك من انعكاسات سياسية وأمنية خطيرة على المنطقة بأكملها.
وأعرب ممثل الجامعة العربية عن تفاؤله بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، معتبرا أنه 'يمثل بداية أمل حقيقية رغم هشاشته'، موضحا أن المرحلة الأولى من الاتفاق بدأت بإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وتسليم رفات آخرين مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، تمهيدا لتنفيذ مراحل لاحقة تتعلق بوقف التجويع والإبادة وضمان دخول المساعدات الإنسانية وبدء خطط التعافي وإعادة الإعمار، وصولا إلى تسوية سياسية نهائية تنفذ حل الدولتين وتمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وثمن السفير عبد العزيز الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع مسار التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، معربا عن تقدير الجامعة العربية لأدوار مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار، وكذلك للجنة الوزارية العربية الإسلامية برئاسة المملكة العربية السعودية والتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين.
وشدد على أهمية التزام إسرائيل بما ورد في الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر الجاري، الذي أكد مسئولياتها كقوة احتلال تجاه الشعب الفلسطيني والأمم المتحدة، خصوصًا في دعم وكالة الأونروا ووقف التجويع الممنهج والانتهاكات الإنسانية.
وأكد أن التوصل إلى تسوية شاملة لن يكون ممكنًا دون الدور الرئيسي للأمم المتحدة في تنفيذ إعلان نيويورك، الذي أرسى الأفق السياسي الدولي للتعامل مع القضية الفلسطينية بمختلف أبعادها، مشيرا إلى أن ذلك 'يعزز فرص إقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة العضوية في الأمم المتحدة'.
وأشاد بالنجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الوزاري والقمة العالمية اللذان عقدا بالأمم المتحدة برئاسة السعودية وفرنسا، وأسفرا عن زيادة عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين واعتماد إعلان تاريخي كخريطة طريق نحو الحل النهائي، مؤكدا أهمية دعم الإصلاحات التي التزمت بها السلطة الفلسطينية وتوفير الموارد المالية لتمكينها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، بعيدا عن أي مخططات أخرى أو نفوذ إسرائيلي أو خارجي وأن يتم إقامة قوة الاستقرار الدولية بموافقة السلطة الفلسطينية ومشاركتها الفاعلة وتميهدا لنقل اختصاصتها للسلطة بعد استقرار الأوضاع.
وأكد السفير ماجد عبد العزيز أن استمرار الحكومة الإسرائيلية في استفزاز المشاعر الدينية للمسلمين والمسيحيين من خلال الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها أعضاء في حكومتها للأماكن المقدسة، يعد انتهاكا صارخا لحرمة هذه المقدسات وللقانون الدولي، محذرا من أن مثل هذه الممارسات تُعمّق مشاعر الغضب والبغضاء، وتهدد أي فرص لتحقيق العيش المشترك بسلام ووئام في المنطقة.
وأشار إلى أن السياسات الاستيطانية الإسرائيلية المتواصلة لن تضعف من تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، ولن تنال من عزيمته في استعادة أرضه المسلوبة، مؤكدًا أن ممارسات التجويع والحصار والإرهاب، وإعاقة جهود إعادة الإعمار، لن تمنح إسرائيل السيطرة على قطاع غزة أو الضفة الغربية، ولن تدفع الشعب الفلسطيني إلى الرحيل عن أرضه.
واختتم كلمته قائلا 'إن الشعب الفلسطيني الحر سيظل ثابتا في نضاله المشروع من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف'، مشددا على أن هذا الهدف يحظى بدعم كامل من جامعة الدول العربية والدول الأعضاء والأمم المتحدة.


































