اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تغيير اسم قناة النيل للأخبار إلى ENN
شهدت الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبيرو) تحت قيادة رئيسها، أحمد المسلماني، سلسلة من القرارات المتعلقة بتغيير أسماء القنوات التليفزيونية العريقة.
هذه القرارات، التي كان أحدثها تغيير اسم 'النيل للأخبار' إلى 'ENN'، لم تكن مجرد إجراءات إدارية، بل تحولت إلى جدل مزمن يثير تساؤلات حادة حول استراتيجية الإصلاح في ماسبيرو: هل ينصب التركيز على تجميل الواجهة على حساب تطوير المضمون؟.
قرار 'ENN': أزمة التشابه وأزمة الهوية
قرار تحويل اسم قناة 'النيل للأخبار' (Nile TV) إلى (ENN) هو نقطة الانطلاق الأخيرة في هذا الجدل. فبينما يرى البعض في تغيير الاسم محاولة عصرية للمنافسة العالمية، انتقد آخرون التخلي عن اسم 'النيل' ذي الأهمية التاريخية والرمزية.
لكن النقد الأبرز الذي تصاعد مؤخرًا هو المتعلق بـأزمة التشابه واختيار الشعار، حيث تحول رأي الباحث محمد مرعي من مدافع عن 'أهمية المضمون' إلى أبرز المنتقدين لخطوة التسمية ذاتها، مشيرًا إلى أن الاسم الجديد قد يورط القناة في أزمة 'هوية مكررة'.
الكاتب محمد مرعي (في منشوره الأخير):
'غير مستبعد أن يكون اختيار نفس اللوجو صدى في الإعلام الإثيوبي... القصة هنا أن القنوات الإثيوبية على نفس مدار النايل سات وعليه كان يفضل اختيار لوجو أو شعار لقناة غير متكرر. أتمنى أن يتدارك الأستاذ أحمد المسلماني هذا الأمر، كما نتمنى حقيقة قبل الإعلان عن أي مشروعات وأفكار تطوير داخل ماسبيرو أن يتم دراستها أولًا من كافة الجوانب وعدم التسرع في الإعلان وإصدار البيانات بالصور المبهرة.'
يرى المنتقدين أن 'ENN' لا تمثل فقط تخليًا عن الهوية المصرية ('النيل')، بل قد تؤدي إلى الالتباس مع علامات تجارية دولية أو إقليمية أخرى.
مثلما أشار أيضًا محمد عمر:
'هل تغيير أسماء القنوات الفضائية المصرية أهم من تطوير ودعم تلك القنوات أم السر في بطن الشاعر؟' (نقلًا عن منشوره على فيسبوك).
وانتقد الإعلامي الكبير حسن هويدي، قرار تغيير اسم قناة النيل للأخبار، وكتب في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن تغيير الاسم هو إهانة لمصر والإعلام المصري، وهويدي هو أحد قيادات ماسبيرو السابقين.
سابقة 'مووليود': مؤشر على توجه ثابت
القرار الأخير ليس حالة فردية، بل يقع ضمن سجل من محاولات التغيير التي قادها المسلماني. ففي فترة سابقة، أثار رئيس الهيئة جدلًا واسعًا عندما اقترح تغيير أسماء قنوات 'النيل المتخصصة' تحت مظلة اسم 'مووليود' (Moolywood)، كصيغة تجمع بين اسم 'ماسبيرو' ومدينة الإنتاج الهوليوودية.
هذه السابقة تكشف عن توجه ثابت لدى المسلماني نحو العصرنة الشكلية والميل نحو الاختصارات أو الأسماء ذات النكهة الغربية (مثل ENN أو Moolywood).
ومحاولة منح القنوات أسماء يسهل تداولها عالميًا، بغض النظر عن بعدها الثقافي أو تجنبها التشابه مع كيانات أخرى.
على الرغم من موجة الانتقادات التي تحولت الآن لتشمل شكل الاسم والشعار، لا يزال هناك من يرى أن التحدي أكبر بكثير من مجرد التسمية، مشيرًا إلى أن قرار المسلماني يجب أن يقترن بتحول فعلي في المضمون.
بينما ظل كتاب آخرون يركزون على الخوف من أن يُصبح الاسم الجديد غطاءً لجمود المحتوى، حيث أكد جمال عبد القادر على ضرورة التركيز على الجوهر:
'وكالعادة المسلماني مركز في الاسم والديكور... بعيد عن المحتوى والرسالة اللي مفروض تكون مهتمة الأساسية.' (نقلًا عن منشوره على فيسبوك).
أولوية المضمون على العلامة
يضع سجل قرارات المسلماني فيما يخص تغيير الأسماء الهيئة الوطنية للإعلام في مرمى نقد مستمر، يتلخص في السؤال: هل يمكن لعلامة تجارية جديدة، قد تكون مكررة أو مثيرة للالتباس، أن تخفي عيوبًا في المنتج الإعلامي نفسه؟
يتفق معظم المراقبين على أن أي خطوة لتطوير ماسبيرو يجب أن تضع تحسين جودة المحتوى الإخباري والبرامجي في صدارة الأولويات، وأن التسميات الجديدة، مثل 'ENN'، لن تحقق النجاح المأمول ما لم تكن مدعومة بتطوير حقيقي في الآليات والكوادر، يضمن لها مكانة رقمية وإقليمية تليق بتاريخ 'النيل' العريق، والأهم، يجنبها الدخول في أزمة هويّة متكررة تبدأ من الشعار والاسم.


































