اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
شهدت زيارة رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في يوليو 2025 نقاشات مكثفة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قضايا حيوية مثل البرنامج النووي الإيراني وأزمة غزة، لكنها انتهت دون نتائج واضحة، مع إشارات متضاربة حول آفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وعلى الرغم من التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إيران، إلا أن التقدم نحو إنهاء الصراع في غزة ظل غامضًا، حيث تواجه المفاوضات عقبات كبيرة بسبب شروط متباينة بين إسرائيل وحماس.
تعكس هذه الزيارة التوازن الدقيق الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه بين ضغوط ترامب لإنهاء الحرب ومطالب الشركاء المتشددين في ائتلافه بمواصلة القتال حتى القضاء التام على حماس، وفقا للمجلس الأطلسي.
التنسيق بشأن إيران: توافق استراتيجي ولكن بتحديات
خلال زيارة نتنياهو، أظهرت الولايات المتحدة وإسرائيل توافقًا قويًا بشأن أهداف التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، حيث يسعى الطرفان إلى دفع إيران للتخلي عن اليورانيوم المخصب، ووقف أي تخصيب إضافي، والسماح بعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل.
كما أكدت واشنطن على تهديد فرض عقوبات 'العودة السريعة' بحلول خريف 2025، مع الإبقاء على خيار الضربات العسكرية إذا حاولت إيران إعادة بناء برنامجها النووي. ومع ذلك، فإن إيران، التي لا ترغب في الظهور بمظهر المنهزم بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا في يونيو 2025، من غير المرجح أن تقبل بهذه الشروط بسهولة، مما يجعل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي صعبًا.
يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية على زيادة الضغط الأمريكي على طهران، وهو ما قد يتطلب من إدارة ترامب اتخاذ خطوات أكثر صرامة في المفاوضات.
يرى المراقبون أن هذا التنسيق يعكس مصلحة مشتركة في ردع إيران، لكنه يواجه تحديات بسبب التعقيدات الجيوسياسية ورفض إيران التنازل عن خياراتها المستقبلية لتطوير برنامجها النووي.
غزة: آمال وقف إطلاق النار تواجه عقبات سياسية
فيما يتعلق بغزة، كانت الزيارة محاطة بتفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، الذين يُعتقد أن عددهم حوالي 50، منهم 20 على قيد الحياة و30 يُفترض أنهم لقوا حتفهم.
تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة، من خلال مبعوثها الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تضغط من أجل اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا يمهد لمفاوضات دائمة لإنهاء الحرب.
ومع ذلك، أصر نتنياهو على أن أي اتفاق يجب أن يضمن القضاء التام على حماس، مع بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في ممر موراج بين خان يونس ورفح، وهو موقف تعارضه حماس بشدة.
هذه الشروط، إلى جانب اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإنشاء 'مدينة إنسانية' تجمع 600،000 فلسطيني بالقرب من الحدود المصرية، أثارت مخاوف من انتهاكات القانون الدولي، خاصة مع تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي تشير إلى تهجير الفلسطينيين 'طوعًا'.
هذه الإشارات المتضاربة تعقد المفاوضات، حيث يخشى أن تؤدي مثل هذه السياسات إلى تقويض أي اتفاق محتمل وإبقاء الرهائن في الأسر.
طموحات ترامب الإقليمية والضغوط على نتنياهو
يسعى الرئيس ترامب إلى تحقيق اختراقات إقليمية كبرى، بما في ذلك توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وإبرام اتفاقيات عدم اعتداء بين إسرائيل وكل من لبنان وسوريا، والتي يتولى مبعوثه إلى سوريا توم باراك متابعتها.
كما يرغب في إجبار قادة حماس المتبقين في غزة على النفي، وهو هدف يتطلب وقف إطلاق النار كخطوة أولية.
ومع ذلك، فإن استمرار الحرب في غزة يعيق هذه الطموحات، حيث تشير التقارير إلى أن الدول العربية، بما في ذلك السعودية، لن تشارك في خطط ما بعد الحرب دون وجود قيادة فلسطينية بديلة مرتبطة بسلطة فلسطينية إصلاحية وخطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية.
ترامب، المعروف بعدم تردده في انتقاد القادة الأجانب علنًا، لم يوجه بعد انتقادات مباشرة لنتنياهو، ربما بسبب طبيعة حماس كمنظمة إرهابية تحتجز الرهائن منذ ما يقرب من 650 يومًا.
ومع ذلك، فإن صمته بعد الاجتماع الثاني مع نتنياهو يثير التساؤلات حول حدود صبره، مما قد يشير إلى ضغوط مستقبلية إذا لم يتم التوصل إلى تقدم في المفاوضات.
آفاق المستقبل: بين الفرص والتحديات
تُظهر زيارة نتنياهو إلى واشنطن التحديات المعقدة التي تواجه إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
بينما يبدو التنسيق بشأن إيران قويًا، فإن غياب اختراق في محادثات غزة يعكس الانقسامات العميقة بين أهداف نتنياهو السياسية الداخلية وضغوط ترامب لإنهاء الحرب.
وأشار المجلس الأطلسي إلى أن نجاح أي وقف إطلاق نار يعتمد على قدرة الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر على سد الفجوات حول قضايا مثل مدة الهدنة، انسحاب القوات الإسرائيلية، وتوزيع المساعدات.
كما أن تصريحات الوزراء الإسرائيليين المتشددين حول إجلاء الفلسطينيين أو الإبقاء على السيطرة العسكرية في غزة قد تعرقل الجهود الدبلوماسية، مما يثير مخاوف من استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية.
في الوقت نفسه، يبدو أن طموحات ترامب لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من خلال التطبيع والاتفاقيات الإقليمية تعتمد على تحقيق تقدم ملموس في غزة، مما يجعل هذه الزيارة نقطة تحول محتملة، ولكنها محفوفة بالمخاطر إذا لم يتم التغلب على العقبات الحالية.