اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
لا تزال أزمة أكاديمية الفنون المصرية في روما محاطة بالكثير من الغموض، بعد تضارب الأنباء حول مصير الدكتورة رانيا يحيى، التي شغلت منصب مديرة الأكاديمية منذ أغسطس 2024، قبل أن يصدر وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو قرارًا بإنهاء ندبها، فخلال الأسابيع الماضية، ترددت معلومات متباينة حول تجديد ندبها لعام جديد، أو الاكتفاء بفترة العام التي قضتها، في وقت لم يصدر فيه بيان رسمي يحسم هذا الجدل حتى الآن.
البداية كانت مع تداول أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بصدور قرار من 'جهات عليا' بتجديد تكليف رانيا يحيى على رأس الأكاديمية لعام جديد، وقد ساهمت تهنئة الفنان انتصار عبد الفتاح لها عبر صفحته الشخصية على 'فيسبوك' في زيادة الجدل، إذ كتب مهنئًا: 'ألف مبروك للأستاذة الدكتورة القيادية الرائعة رانيا يحيى لصدور قرار القيادة السياسية العليا بتجديد عملها رئيسًا للأكاديمية المصرية بروما'، مشيدًا بجهودها في تعزيز التواصل الثقافي والفني بين مصر وإيطاليا.
هذه التهنئة وما تبعها من منشورات على صفحات بعض المثقفين والفنانين، أعطت الانطباع بأن القرار صدر بالفعل، وأن وزير الثقافة بصدد إعلان رسمي لاحقًا.
لكن سرعان ما ظهرت تصريحات من مصادر مطلعة بوزارة الثقافة تنفي صحة هذه الأخبار، مؤكدة أن الوزير لم يصدر حتى الآن أي قرار بالتجديد للدكتورة رانيا يحيى، وأشارت المصادر نفسها إلى أن القرار الأقرب يتمثل في تكليفها بشكل مؤقت بـ'تسيير الأعمال' لحين اختيار مدير جديد للأكاديمية أو البت في التجديد لها.
وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، بدوره، زاد من حيرة الموقف، حين أكد في تصريح صحفي: 'ليست لدي أية معلومات، ولم تخطرني أي جهة في مصر بعودتها إلى موقعها برئاسة أكاديمية روما، وليس لدي أي تعليق حول هذا الأمر'، هذا التصريح أعاد الأزمة إلى مربع الغموض، إذ بدا أن هناك فجوة بين الخطاب الرسمي وما يتم تداوله في الكواليس أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
مصادر داخل الوزارة كشفت أن الوزير رشّح بالفعل ثلاثة أسماء لخلافة رانيا يحيى في إدارة الأكاديمية، من بينهم الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف مدير المسرح القومي الأسبق، والفنانة التشكيلية إيمان أسامة قومسير المعرض العام، على أن يُحسم القرار قريبًا، هذا التسريب عزز فكرة أن بقاء رانيا يحيى في منصبها غير محسوم، وأن هناك نية لتغيير الإدارة، إلا إذا تدخلت جهات عليا بقرار مختلف.
رانيا يحيى، التي تخرجت في المعهد العالي للموسيقى 'الكونسرفتوار' عام 1998 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وحصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم على دكتوراه فلسفة الفنون من المعهد العالي للنقد الفني، تعد من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي المصري، فهي عميدة المعهد العالي للنقد الفني، وعضو المجلس القومي للمرأة، ونائب مقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة، فضلًا عن كونها عازفة فلوت بأوركسترا أوبرا القاهرة.
كما صدر لها أكثر من عشرة كتب في النقد والموسيقى، منها: 'جماليات موسيقى أفلام يوسف شاهين' و'فرسان النغم في السينما المصرية'، ونالت عدة جوائز كان أبرزها جائزة الدولة للتفوق، وقد مثلت مصر في محافل ومؤتمرات دولية عديدة، ما جعل تكليفها العام الماضي بإدارة أكاديمية روما خطوة لاقت ترحيبًا في الأوساط الثقافية.
حتى اللحظة، يبقى مصير رانيا يحيى داخل أكاديمية الفنون بروما معلقًا بين شائعات عن تجديد تكليفها، ونفي رسمي يشير فقط إلى احتمال استمرارها بشكل مؤقت لتسيير الأعمال، وبينما ينتظر الوسط الثقافي حسم القرار بشكل واضح، يبدو أن الأزمة أكبر من مجرد منصب أكاديمي، إذ تعكس حالة من الارتباك الإداري والتضارب في التصريحات الرسمية وغير الرسمية.
وفي ظل غياب بيان شفاف يضع حدًا لهذه البلبلة، يستمر الجدل قائمًا: هل عادت رانيا يحيى بالفعل إلى إدارة الأكاديمية بقرار سياسي غير معلن؟ أم أن إنهاء ندبها لا يزال نافذًا، بانتظار اختيار خليفة جديد يقود الأكاديمية في المرحلة المقبلة؟