اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
أظهرت وثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تدرس مقترحًا جديدًا لتوسيع وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطة من شأنها أن تحل محل «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن والتي أثارت جدلًا واسعًا بشأن حيادها وطبيعة عملها.
بحسب الوثيقة، يتضمن المقترح إنشاء ما يُعرف بـ «حزام غزة الإنساني»، وهو شبكة تتراوح بين 12 و16 مركز مساعدات تنتشر على امتداد الخط الذي انسحبت إليه قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع، بحيث تخدم المدنيين على جانبي هذا الخط.
وستكون هذه المراكز بمثابة قواعد عمليات تدعم عمل قوة إرساء الاستقرار الدولية المزمع تكليفها بمهام نزع السلاح من غزة، إضافة إلى تضمينها مرافق مصالحة طوعية تتيح للمسلحين تسليم أسلحتهم مقابل العفو.
وينص المقترح على أن يتم توزيع جميع المساعدات عبر هذه المراكز خلال 90 يومًا، بإشراف مركز التنسيق المدني العسكري الذي سيتولى تأمين القوافل ومراقبتها عبر الطائرات المسيرة لضمان عدم اعتراضها.
دور أممي ومنظمات إغاثة في التنفيذ
وفقًا للمقترح، ستُكلف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة باستخدام المنصة التي يديرها مركز التنسيق المدني العسكري لتوزيع السلع والمساعدات، على أن تعمل المراكز كمستودعات آمنة لتوزيع الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، ومواقع لوجستية لتوصيل الإعانات مباشرة إلى المدنيين داخل القطاع عبر شاحنات صغيرة.
كما تشمل الخطة تحويل بعض المراكز إلى منشآت بنية تحتية لإعادة تشغيل المياه والكهرباء والصرف الصحي والمرافق الطبية والمخابز الجماعية.
مخاوف من تكرار نموذج «عسكرة الإغاثة»
المقترح الأميركي الجديد أثار قلقًا داخل الأمم المتحدة وبين منظمات الإغاثة الدولية، نظرًا للتشابه بينه وبين أسلوب عمل «مؤسسة غزة الإنسانية» التي رُفض التعاون معها في وقت سابق بسبب اتهامات بتسييس وعسكرة المساعدات وإجبار المدنيين على النزوح في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال.
وقال مسؤول إغاثي دولي كبير — طلب عدم الكشف عن هويته — إن «وصف مراكز الإغاثة في الوثيقة مثير للقلق البالغ، لأنها تُشبه إلى حد كبير مواقع المؤسسة السابقة في مناطق الاحتلال داخل غزة».
واشنطن: المقترح قيد الدراسة فقط
من جانبه، أكد مسؤول أميركي مطلع على الخطة أن المقترح لا يزال واحدًا من عدة أفكار قيد البحث ضمن جهود واشنطن لتسهيل تدفق المساعدات بعد عامين من الحرب، مشددًا على أنه ليس المفهوم الوحيد المطروح.
وأحالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) وكالة رويترز إلى بيانها الصادر الثلاثاء، بشأن افتتاح مركز التنسيق المدني العسكري المكلف بتيسير تدفق المساعدات الإنسانية والأمنية إلى غزة، فيما لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض حتى الآن.
وقال مسؤول إغاثي آخر إن الوثيقة تمثل «ورقة عمل أولية أو تصورًا مبدئيًا» وليست سياسة معتمدة بعد، موضحًا أنها قد تتحول — في حال إقرارها رسميًا — إلى «نسخة محسنة مما حاولت مؤسسة غزة الإنسانية تطبيقه سابقًا».
يأتي هذا المقترح في ظل استمرار وقف إطلاق النار الهش بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث عشر، وسط تحذيرات من أزمة تجويع كارثية في القطاع، بعد أن أشار المرصد العالمي للجوع في تقريره الصادر في أغسطس الماضي إلى أن سياسات الحصار الإسرائيلية تدفع غزة إلى حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة.


































