أم الملك إخناتون أول موحد بالله.. عالم آثار يتحدث عن الملكة تي|حوار

تمتعت الملكة تي بمكانة استثنائية في التاريخ المصري القديم، فقد كانت نموذجًا للملكة التي تملك السلطة والنفوذ إلى جانب زوجها، وكانت رمزًا للحكمة والقوة.وتمثل الملكة تي صورة نادرة لامرأة تمكنت من كسر القيود التقليدية التي كانت مفروضة على النساء في ذلك الوقت، لتصبح شريكة في صنع القرار وقائدة فاعلة في تاريخ مصر القديمة.

أحد أبرز علماء الآثار الذين اهتموا بحياة الملكة تي كان الدكتور حسين عبد البصير عالم الآثار ومدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لذلك كان هذا الحوار الذي قدم من خلاله رؤيته لإمرأة حديدية استطاعت أن تحكم مع زوجها أهم حضارة عرفها العالم القديم.

لأنها تعد من أكثر الشخصيات نفوذًا وأهمية في التاريخ المصري القديم. فقد ولِدت في أسرة غير ملكية، لكنها استطاعت أن تحتل مكانة عظيمة في القصر الملكي، ليس فقط باعتبارها زوجة الفرعون أمنحتب الثالث، بل كشريك سياسي واستراتيجي ذات نفوذ بالنسبة للأسرة الثامنة عشرة. فقدولدت تي في مدينة أخميم في صعيد مصر. كانت ابنة ليويا وتويا، وهما شخصيتان من عائلات ذات نفوذ ديني وسياسي. يعتقد البعض أن أصلها قد يكون أجنبيًا، وربما من النوبة أو منطقة أخرى، استنادًا إلى ملامحها التي ظهرت في بعض التماثيل والرسوم. وهذا غير صحيح. وقد أسهم التنوع الثقافي والاجتماعي في تشكيل شخصيتها ودورها البارز.

عندما تزوجت تي من أمنحتب الثالث في سن صغيرة، في بداية فترة حكمه. كانت الملكة تي شريكة في الحكم. فقد استطاعت أن تؤثر في سياسات الدولة الداخلية والخارجية، ويبدو أنها كانت العقل المدبر خلف العديد من القرارات المهمة. تشير النصوص والآثار إلى أنها لعبت دورًا مركزيًا في الحفاظ على استقرار الدولة، وكانت حاضرة في جميع نواحي الحياة الملكية لذلك استطاعت أن تسيطر على جزء كبير السياسات الخارجية لمصر. ويعتقد أنها كانت العقل المحرك وراء العديد من التحالفات الدبلوماسية، مثل تلك التي تمت مع القوى الكبرى في منطقة الشرق الأدنى القديم. تكشف رسائل تل العمارنة عن مراسلات دبلوماسية بين الملكة تي وحكام الدول المجاورة، مما يدل على مكانتها الرفيعة في السياسة الخارجية.

أتفق معك تمامًا فقد كان لها تأثيرًا كبيرًا بالنسبة لعبادة الإله آمون. شاركت في العديد من الاحتفالات الدينية الكبرى، وتم تصويرها في مشاهد دينية إلى جانب زوجها وابنها. كما أنها ساعدت في تمهيد الطريق لعبادة آتون، التي انتشرت لاحقًا خلال حكم ابنها إخناتون. وبالمناسبة لم يقتصر دورها على السياسة والدين فحسب، بل كانت أيضًا راعية للفنون والعمارة. إذ أقيم لها العديد من المعابد والمباني الدينية، وكان من أبرزها معبد في مدينة صولب النوبية، والذي خصص لعبادة الإله آمون. كما أقيمت تماثيل ضخمة لها ولزوجها، والتي ما تزال شاهدة على عظمتها ونفوذها.

الملكة تي أنجبت العديد من الأبناء، من بينهم الأمير تحتمس الذي توفي شابًا، وابنها الشهير أخناتون الذي أحدث ثورة دينية في مصر من خلال تبنيه لعبادة آتون. وتشير الأدلة إلى أن الملكة تي لعبت دورًا مهمًا في تربية وتعليم أخناتون، وربما كانت لها تأثيرات كبيرة على أفكاره الدينية. لكنبعد وفاة أمنحتب الثالث، استمرت الملكة تي في لعب دور بارز في الحياة السياسية والدينية لمصر. كانت ما تزال حاضرة في المشهد الملكي خلال فترة حكم ابنها إخناتون، ويعتقد البعض أنها قد تكون أثرت على سياساته الدينية والاجتماعية. تشير بعض الأدلة إلى أنها انتقلت للعيش في العاصمة الجديدة التي أسسها أخناتون، آخت آتون (تل العمارنة حاليًا).