اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
استهدفت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض يوم ١٣ مايو ٢٠٢٥ تعزيز الشراكات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث رافقه وفد بارز من قادة الشركات التكنولوجية العملاقة، مثل إيلون ماسك من تسلا وإكس، وسام ألتمان من أوبن إيه آي، وجينسن هوانغ من إنفيديا، وآندي جاسي من أمازون، لحضور منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي. كان حضور هؤلاء القادة، إلى جانب رؤساء تنفيذيين من شركات مثل جوجل، أوراكل، وبلاك روك، جزءًا من استراتيجية سعودية لجذب استثمارات أمريكية ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، والطاقة النظيفة.
أعلنت السعودية عن تعهد باستثمار ٦٠٠ مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، مع تركيز كبير على البنية التحتية الرقمية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس طموح المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وتتماشى هذه الزيارة مع رؤية السعودية ٢٠٣٠، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط من خلال الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة. أعلنت شركات مثل جوجل وأوراكل وأوبر عن استثمارات مشتركة بقيمة ٨٠ مليار دولار مع شركاء سعوديين لتطوير الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
على سبيل المثال، تعهدت إنفيديا ببيع مئات الآلاف من رقائق 'بلاكويل' المتقدمة إلى شركة 'هيوماين' السعودية المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، لدعم نماذج الذكاء الاصطناعي.
كما أعلنت أمازون ويب سيرفيسز عن استثمار ٥٫٣ مليار دولار لبناء مراكز بيانات في المملكة، مما يعزز قدرات الحوسبة السحابية وتحليل البيانات.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذه الشراكات تعكس اعتماد صناعة التكنولوجيا الأمريكية على تمويل الخليج لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بينما تسعى السعودية إلى تعزيز مكانتها كمركز تقني إقليمي وفقا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.
من بين الحضور البارزين، كانت روث بورات، رئيسة الاستثمار في ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، التي ساهمت خبرتها المالية في تعزيز دور جوجل في المنتدى دون الحاجة إلى حضور الرئيس التنفيذي سندر بيتشاي. كما حضر دارا خسروشاهي، الرئيس التنفيذي لأوبر، الذي استفادت شركته سابقًا من استثمار بقيمة ٤٠٠ مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شركة كلاود كيتشنز الناشئة.
وأوضحت صحيفة واشنطن بوست أن هؤلاء القادة لم يحضروا فقط لدعم ترامب، بل لتعزيز مصالحهم التجارية في السوق السعودية، التي أصبحت، وفقًا لمنشورات على منصة إكس، أكبر اقتصاد رقمي في المنطقة، مع استثمارات تجاوزت ١٣ مليار دولار في الشركات التكنولوجية الأمريكية خلال ٢٠٢٤-٢٠٢٥.
كما ناقش الحضور قضايا مثل الأمن السيبراني والطاقة المتجددة، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية للسعودية كشريك اقتصادي وفقا لصحيفة بيزنس إنسايدر.
أثار حضور قادة التكنولوجيا مخاوف بشأن تضارب المصالح، خاصة مع وجود مشاريع عقارية لعائلة ترامب في السعودية، مثل برج ترامب في جدة.
وأشار تقرير في فورين بوليسي إلى أن الزيارة قد تكون مدفوعة جزئيًا بمصالح تجارية شخصية لترامب، خاصة مع علاقاته الوثيقة بقادة مثل إيلون ماسك، الذي يملك استثمارات كبيرة في المملكة من خلال صندوق الاستثمارات العامة.
كما حضر تيم سويني من إبيك جيمز، الذي يعكس حضوره تنوع الأجندات في المنتدى، حيث ناقش قضايا مثل اقتصاديات الألعاب الرقمية والذكاء الاصطناعي. هذه الزيارة عززت من صورة السعودية كوجهة استثمارية جذابة، حيث أبرزت صحيفة واشنطن بوست أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على استثمارات في شركات التكنولوجيا الأمريكية، مما يعكس اعتمادًا متبادلًا بين الطرفين.
ومع ذلك، أثارت هذه العلاقات تساؤلات حول تأثير الاستثمارات السعودية على قرارات الشركات الأمريكية، خاصة في ظل المخاوف الأخلاقية المرتبطة بحقوق الإنسان في المملكة وفقا لموقع مجلة فورين بوليسي.