اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، تتضح عدة نقاط رئيسية على جدول الاجتماعات مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تشمل العلاقات مع إسرائيل، المساعدات العسكرية الأمريكية للسعودية، البرنامج النووي السعودي، وغيرها من القضايا. غير أن القضية الأهم، بحسب خبراء، يجب أن تكون التركيز على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهو ما يعتبره السعوديون مسألة حاسمة لضمان الاستقرار الإقليمي، وفقا لتحليل المجلس الأطلسي، ومقره واشنطن.
تأتي هذه الحاجة بعد الحرب التي شهدتها المنطقة في يونيو الماضي بين إسرائيل وإيران، والتي استمرت 12 يومًا دون التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران. على الرغم من نجاح الولايات المتحدة وإسرائيل في إلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، وكذلك القضاء على عدد من العلماء النوويين، فقد شرعت إيران فور انتهاء الحرب في إعادة بناء قدراتها العسكرية، ما يعكس عدم استسلامها واستعدادها لمواجهة مستقبلية محتملة مع إسرائيل.
ومن وجهة نظر الرياض، فإن استمرار هذا الوضع دون اتفاق نووي يعرض الخليج، بما في ذلك السعودية، لمخاطر كبيرة. فحتى مع تحسن العلاقات الدبلوماسية مع إيران في السنوات الأخيرة، فإن احتمالية اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وإيران تظل حقيقية، وقد تشمل هذه الحرب دول الخليج، مع تهديدات إيرانية باستخدام القوات البحرية وفرض حصار على مضيق هرمز وتهديد حركة الملاحة وصادرات النفط والغاز، فضلًا عن احتمالية استهداف قواعد أمريكية في المنطقة.
وفي هذا السياق، يُعد لقاء ترامب وولي العهد فرصة استراتيجية لمحمد بن سلمان للضغط من أجل استئناف المفاوضات النووية، وربما التوسط بين واشنطن وطهران، رغم أن سلطنة عمان هي المرجح أن تستضيف الاجتماعات. كما يمكن أن يناقش ولي العهد إنشاء اتحاد نووي إقليمي يعزز من طموحات السعودية النووية، بما في ذلك إمكانية إنشاء بنك إقليمي للوقود النووي، وربما التوصل إلى اتفاق يسمح برمزية تخصيب محدود لإيران مقابل السماح للسعودية بالقيام بالتخصيب على أراضيها.
وتظل العلاقات بين ترامب وولي العهد عاملًا مساعدًا للرياض، إذ يمنح ذلك الأمير محمد بن سلمان نفوذًا إضافيًا لإقناع الإدارة الأمريكية بأهمية تسوية الملف النووي الإيراني قبل أي تصعيد محتمل.
وتجاهل هذه القضية في حوار ترامب ومحمد بن سلمان قد يكلف السعودية الكثير، خصوصًا مع ارتفاع احتمالية تجدد الحرب في الخليج. ومن ثم، من الضروري أن يستثمر ولي العهد جهوده في سد الفجوة بين إيران والولايات المتحدة، لتقليل المخاطر الأمنية والاقتصادية على المملكة والمنطقة.
وأضاف المجلس الأطلسي: “يمكن القول إن زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن ليست مجرد مناسبة دبلوماسية تقليدية، بل فرصة استراتيجية لتحديد مستقبل الاستقرار في الخليج، وتعزيز المفاوضات النووية مع إيران بما يخدم مصالح الرياض وواشنطن على حد سواء، ويحد من احتمال اندلاع صراع شامل يهدد المنطقة بأسرها”.


































