OpenAI من البداية إلى الريادة.. قصة شركة أحدثت ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي

قالت شركة OpenAI الناشئة للذكاء الاصطناعي، الخميس، إن برنامج الدردشة بالذكاء الاصطناعي شات جي بي تي ChatGPT، لديه الآن أكثر من 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، وهو ضعف العدد الذي كان عليه في موسم الخريف الماضي.

وفي أقل من عامين، نجح برنامج الدردشة الآلي ChatGPT الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، في صنع اسم مألوف لـ OpenAI في عالم التكنولوجيا المتسارع، إلى جانب شركات التكنولوجيا الأكثر شهرة حول العالم مثل آبل ومايكروسوفت وجوجل، في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مسيرة OpenAI، نغوص في إنجازاتها الرئيسية، ونناقش أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

برزت OpenAI كقوة محورية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لعبت دورا بارزا في الثورة التقنية التي غيرت المشهد الرقمي والعلمي، تأسست الشركة في ديسمبر 2015 على يد مجموعة من مهندسي الأبحاث والعلماء، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي ألتمان، ورجل الأعمال إيلون ماسك، وخبير التعلم الآلي إيليا سوتسكيفر.

واشتهرت OpenAI في الأسواق في نوفمبر 2022، بفضل برنامج الدردشة الآلي ChatGPT، مما حفز موجة من الإبداع المدعوم بالذكاء الاصطناعي والذي أذهل العالم في فترة زمنية قصيرة، وتركز OpenAI على تقديم حلول تقنية مبتكرة، أبرزها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعد من بين الأكثر تقدما في العالم.

وبدءا من نموذج ChatGPT الذي يعيد تعريف حدود فهم اللغة الطبيعية، إلى AGI، وهو شكل أكثر تقدما من الذكاء الاصطناعي ينافس الذكاء البشري ويمكنه أن يتفوق علينا في العديد من المهام، وDALL-E الذي يمكنه خلق صور مدهشة من وصف نصي؛ تقدم OpenAI تقنيات تفتح آفاقا جديدة في الإبداع والابتكار، إلى جانب نموذج Codex الذي يعيد تشكيل طريقة كتابة الشيفرات البرمجية، مما يعزز من كفاءة المبرمجين ويشجع على التطوير السريع للتطبيقات.

ولم تقتصر إنجازات OpenAI على النواحي التقنية فقط، بل شملت أيضا مساهمات كبيرة في الأبحاث والتطوير، وتسعى الشركة إلى تحقيق توازن بين الابتكار وسلامة التكنولوجيا، من خلال نشر الأبحاث والتأكيد على استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق أخلاقية وآمنة.

وعلى الرغم من شهرتها- ويقع مقر الشركة في سان فرانسيسكو ورئيسها التنفيذي هو سام التمان-؛ إلا أنها لا تزال تعتبر شركة ناشئة.

OpenAI قدمت مجموعة من الابتكارات الرائدة تم إصدارها ضمن عائلة ChatGPT، وهي نماذج اللغات الكبيرة أو LLMs، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي مدربة على مجموعات بيانات ضخمة لفهم اللغة البشرية وتوليدها، إلى جانب نماذج التعلم العميق التي تعالج أنواع المحتوى الإضافية، ومن بينها:

- GPT-4: أو Generative Pre-trained Transformer 4 وهو نموذج لغوي متقدم يمكنه فهم النصوص والتفاعل معها بطرق شبيهة بالبشر، مما يعزز قدرة التطبيقات على التفاعل الطبيعي والكتابة التلقائية.

- DALL-E: أداة لإنشاء صور من وصف نصي، مما يتيح توليد صور مبدعة ومبتكرة بناءً على أوصاف محددة، من الفن التجريدي إلى الصور الواقعية، كما طورت نموذج تحويل النص إلى فيديو يسمى Sora والذي من المتوقع إصداره في وقت لاحق من هذا العام.

- Codex: نموذج مخصص لتوليد الشيفرات البرمجية، يساهم في تسريع عملية البرمجة من خلال توفير أكواد وحلول برمجية تلقائية، مما يدعم المبرمجين في تطوير التطبيقات بكفاءة أعلى.

- CLIP : أو ما يعرف بـ Contrastive Language-Image Pre-training، نظام يجمع بين النصوص والصور لفهم العلاقة بينهما، مما يعزز قدرات البحث والتصنيف والتفاعل بين النصوص والوسائط البصرية.

- GPT-4o وGPT-4o Mini: هما أحدث طرازات ChatGPT، وهي نماذج للذكاء الاصطناعي تعمل على تسهيل تفاعلاتنا مع Chatbot.

هذه الابتكارات لا تقتصر فقط على تطوير التكنولوجيا، بل تسعى أيضا إلى تحسين كيفية تفاعل البشر مع الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة.

OpenAI هي الشركة التي طورت روبوت الدردشة عبر الإنترنت ChatGPT، والذي تم إصداره لأول مرة في نوفمبر 2022، تسمح تقنية الذكاء الاصطناعي العامة التي تدعم ChatGPT للروبوت بإنشاء استجابات لمطالبات المستخدم من تلقاء نفسه.

يمكن أن تتضمن المطالبات طلبات نصية أو شفهية بالعديد من اللغات لأي شيء تقريبا، طالما أن الاستعلام يقع ضمن معايير السلامة الخاصة بـ OpenAI.

كان ChatGPT يعتمد في الأصل فقط على نموذج لغة كبير، حيث تم تدريبه على مجموعات كبيرة من البيانات لفهم وتوليد اللغة البشرية، أحدث طراز من GPT، GPT-4o، هو نموذج متعدد الوسائط، مما يعني أنه يفهم الصور والصوت والفيديو أيضا.

وتقول OpenAI إنها تقوم بتصفية البيانات التي لا تريد أن تتعلمها نماذجها، مثل خطاب الكراهية ومحتوى البالغين والبريد العشوائي، وتُسمى المعلومات التي يتم إدخالها في LLM ببيانات التدريب.

قدمت OpenAI مفهوم المحولات التوليدية المدربة مسبقا، في ورقة بحثية عام 2018، وهو قادرا على إنشاء نص، بالإضافة إلى استخدامه لتقنية الذكاء الاصطناعي التي تسمى المحول، وهو نوع من التعلم العميق الذي يمكنه ترجمة النص والكلام في الوقت الفعلي تقريب

وكان أول نموذج لغة قائم على المحولات هو OpenAI-GPT أو GPT-1 تم تقديمه عام 2018، وتبع ذلك GPT-2 وGPT-3 في عامي 2019 و2020 على التوالي، كانت هذه النماذج متاحة للمطورين منذ فترة طويلة، ولكن إصدار GPT-3.5 وواجهة ChatGPT في عام 2022 هو الذي أتاح لأي شخص تقريبا استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما أدى إلى إطلاق عصر التحول الذي نعيشه الآن.

أحدث موديلات GPT هي GPT-4o وGPT-4o Mini، يوفر GPT-4o استجابات أكثر حداثة من تلك التي سبقتها، ويمكنه فهم أجزاء أكبر من النص وتوليدها، بينما يعد GPT-4o Mini هو نموذج لغة صغير يوفر قوة الذكاء الاصطناعي والسرعة دون التكلفة العالية أو موارد الحوسبة المطلوبة لشهادة LLM.

تقدم OpenAI أيضا واجهات برمجة التطبيقات للمطورين الذين يرغبون في إنشاء تطبيقات جديدة تعتمد على تقنية OpenAI أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة التي تسمى GPTs، والتي يمكنك إنشاؤها ومشاركتها في متجر تطبيقات OpenAI. هناك الملايين من أدوات GPT المتاحة، بما في ذلك تلك الخاصة باللياقة البدنية وقص الشعر والكتب.

وإلى جانب نماذج اللغة وروبوتات الدردشة، لدى OpenAI عائلة من نماذج تحويل النص إلى صورة تسمى Dall-E. تم إصدار الإصدار الأحدث، Dall-E 3، في أكتوبر 2023، فهو يعمل بشكل جيد مع كل من الصور الواقعية والسريالية لتشجعك على الإبداع.

بينما يقدم نموذج Sora لتحويل النص إلى فيديو من OpenAI نفس الفرضية لمقاطع الفيديو الواقعية، لكنه لا يزال قيد الاختبار بحثا عن الأضرار والمخاطر المحتملة، مثل إنشاء محتوى مضلل.

وفي الوقت نفسه تقوم OpenAI باختبار نموذج أولي لمحرك بحث يسمى SearchGPT. إنه متاح حاليا لمجموعة صغيرة فقط من المختبرين، ويعمل SearchGPT على إنشاء إجابات للأسئلة، مع روابط للمصادر عبر الإنترنت التي وجد فيها المعلومات، وتخطط OpenAI في النهاية لدمج وظائف البحث في ChatGPT.