اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
اقترح محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية لأجندة 2030، أن تتبنى مصر نهجا مختلفا تماما للإصلاح الاقتصادي عما كان عليه الوضع مع صندوق النقد الدولي الذي أوشك برنامجه على الانتهاء.
وقال محيي الدين، في مقابلة مع «العربية Business»، إن الاقتصاد المصري كان يدور على مدار 10 سنوات ماضية منذ عام 2015 و2016 وحتى نهاية علاقته الحالية مع صندوق النقد الدولي في إطار 'برنامج للتثبيت' من المفترض أن ينتهي في نوفمبر 2026.
وأضاف أن هذه العلاقة تأتي في إطار اقتصاد إدارة أزمات، لكن الوقت حان للتمرد على تلك العلاقة المقيدة للحركة والتي كانت مطلوبة في وقتها نتيجة وجود اختلالات مالية ونقدية منذ عام 2015، جاء بعضها من صدمات مختلفة وتعثرات متباينة منها بأسباب خارجية وأخرى لأسباب إدارة اقتصادية محلية لم تكن موفقة في بعض الأحوال.
وأشاد محيي الدين بإعلان رئيس الوزراء المصري بإعلان برنامج جديد وحديث وزير المالية المصري.
وأكد أنه «آن الأوان لمصر أن تتبنى نهجا مختلفا تماما عما كان عليه الوضع مع الصندوق الذي أوشك على الانتهاء».
وأوضح محيي الدين أن النهج يجب أن يتحول من مجرد برنامج لضبط الاختلالات النقدية والمالية إلى برنامج للنمو والتنافسية وزيادة التصدير والاستثمار وإعادة الأوضاع لطبيعتها في الإدارة الاقتصادية وأيضا إعادة تمكين الطبقة الوسطى والتعامل مع تحديات التنمية المستدامة ومن أهمها علاج مشاكل توزيع الدخل والفقر المدقع وهو ما لا يعالجه برنامج الصندوق.
وأشار إلى انتهاء أزمات سابقة مثل أزمة السوق السوداء للعملة، بفعل دور البنك المركزي المصري، وأيضًا وجود فائض أولي في الموازنة وهو مؤشر لا يهم عموم الناس لكنه يهم وزارة المالية، لكن هل الاقتصاد يلبي احتياجات عموم الناس وبعيد عن آثار الصدمات المتوقعة ويمكنه التصدي لها بشكل أفضل.
وقال إن الاقتصاد المصري لم يتحرك منذ عام 2015 وفق مؤشر الناتج المحلي الثابت وظل عند 480 مليار دولار دون نمو يذكر.
وأوضح أنه بالنسبة للمؤشر الآخر الذي يستخدمه صندوق النقد الدولي بشأن معدل النمو الاقتصادي بأسعار السوق هو حاليًا في حدود 350 مليار دولار، ونسبته من الاقتصاد العالمي لا تتجاوز 0.3% في حين أن عدد السكان مصر يتجاوز نسبة 1.3% من التعداد العالمي.
وتابع: «لذلك بالنظر إلى النمو والتنافسية والقدرة على الانطلاق يجب أن يكون الاقتصاد المصري أفضل مما هو عليه الآن على الأقل بنحو أربع مرات».
ومن جانبه، استنكر الخبير الاقتصادي د. أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، تصريحات محيي الدين، قائلًا: «عجبت لك يا زمن! كان مسئولا عن جانب من أسوأ صفقات الخصخصة والسياسات النيوليبرالية، وكوفيء بموقع مهم في صندوق النقد الذي وضع برنامج اقتصادي رديء أوصل الاقتصاد لأزمة مديونية خانقة، ولتدهور تاريخي للعملة الوطنية بكل ما ترتب عليه من غلاء وفقر وجمود اقتصادي، وبعد أن غادر الصندوق لمؤسسة أخرى بات يستعير جزء من خطاب وانتقادات كبار الاقتصاديين اليساريين لبرنامج الصندوق».
وتابع النجار، عبر صفحته على فيسبوك: «أتمنى يكون عن إيمان وليس لغرض، بعد أن كان يحارب أفكارهم، وأصبح يردد جزء منها الآن بدون اعتراف أو اعتذار. عموما إدراك الحق فضيلة، حتى ولو جاءت متأخرة».