اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٤ أيلول ٢٠٢٤
أزمة جوع ضارية ضربت السودان منذ أبريل قبل الماضي، نتيجة الحرب التي وقعت بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدت إلى ضرب سلاسل الإمداد الغذائي واستخدام المخزون الاستراتيجي للدولة وتناقصه.
ومؤخرًا باتت تُطلق الاستغاثات من قبل المنظمات الأممية لإنقاذ السودان من براثن الأزمة الغذائية التي وقعت فيها، لا سيما أن نقص الغذاء أدى بالأطفال إلى الإصابة بالأمراض المتعلقة به مثل فقر الدم أو الفقر الغذائي، ووفاة البعض منهم نتيجة عدم توافر الطعام، وعدم قدرة سلاسل الغذاء على استيعاب حجم الكارثة.
واتساقًا مع ذلك، حذرت ثلاث منظمات إغاثة كبرى تعمل في السودان، من أزمة جوع ذات مستويات تاريخية تشهدها البلاد، حيث أٌجبر العديد من العائلات على أكل أوراق الأشجار والحشرات، منددة بموقف اللامبالاة الذي يتخذه المجتمع الدولي.
وفي بيان مشترك، قال كل من المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومؤسسة 'ميرسي كوربس' العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية فيالسودان: “يشهد السودان أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة، ومع ذلك، فإن الصمت يصم الآذان ويموت الناس من الجوع كل يوم”.
وأضافت المنظمات: “إننا ندعو المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى معالجة أزمة الجوعالهائلة داخل البلاد، لافتة إلى أن الاهتمام والتحرك الدوليين أقل من اللازم ومتأخران للغاية، وحتى الآن لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلا بنسبة 41%”.
وتعمقت أزمة الجوع في السودان نتيجة الحرب، وفق حديث عدد من الخبراء لـ'الدستور' في التقرير التالي
لا يستبعد عمار حسن، مدير إدارة الأمن الغذائي في وزارة الزراعة السودانية،أن يكون هناك مجاعة في السودان وأزمة جوع نتيجة استمرار الحرب ودخولها العام الثاني، مبينًا أن الإمداد الغذائي في الخرطون يعاني بشكل كبير بسبب القصف المستمر.
وأوضح لـ'الدستور' أن المصانع تم تدميرها وتوقفت عمليات الإنتاج والتصنيع وفي نفس الوقت زاد الاستهلاك نتيجة الحرب مما أدى إلى أزمة جوع، وأصبحت الخرطوم منطقة استهلاكية بعدما كانت صناعية، إذ دمرت الحرب البنية التحتية والصناعية لها.
وأشار إلى أن المناطق المتاخمة للحرب كانت شريان مغذي لباقي الولايات ولكن تم استهدافها وضرب الشريان المغذي في العاصمة، ما أدى إلى اعتماد السودانين على المخزون الاستراتيجي للدولة وتناقصه إذ أوشك على النفاد قريبًا.
بلغ حجم الاستهلاك السنوي للسودانين من الحبوب الغذائية الرئيسية المُنتجة محليًا بالولايات 9166 ألف طن العام 2021
المصدر - تقرير أوضاع الأمن الغذائي في السودان للعام 2021
وتابع: “هناك فجوة ضخمة بين الإنتاج والاستهلاك أدت إلى أزمة جوع، لأن النازحين تكدسوا في مناطق بعينها تفتقر لتوافر الطعام، وأصبح هناك صعوبة في سد احتياجات الغذاء تحديدًا في السودان، لا سيما مع قصف ما يقرب من 90% من المصانع”.
وأكد أن تلك المصانع كانت مهمتها إنتاج السلع الغذائية الأساسية محليًا، ولكن بعد قصفها قل الإنتاج مع زيادة معدل الاستهلاك نتيجة الحرب الدائرة، مشيرًا إلى أن أزمة الغذاء تتعمق مع مرور الأيام وتزيد حدتها.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، وفي حين لم تتضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها قد تصل إلى 150 ألفًا.