اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢٥
في السنوات الأخيرة، اتجه عدد من نجوم الفن والإعلام إلى عالم الأعمال، محاولين استثمار شهرتهم في إطلاق مشروعات تجارية خاصة، لكن كثيراً ما واجهت هذه المشاريع عراقيل لم تكن في الحسبان، ما أدى إلى إغلاقها بشكل مفاجئ أو تسبب في أزمات كبيرة لأصحابها. هذه الظاهرة تكررت كثيراً، وكان أحدثها إغلاق عيادة التجميل الخاصة بشام الذهبي، ابنة الفنانة الشهيرة أصالة نصري، لتثير من جديد التساؤلات حول مدى قدرة المشاهير على إدارة مشاريعهم بعيداً عن الأضواء.
رغم أن عيادة التجميل التي كانت تملكها شام الذهبي في أحد أحياء القاهرة الراقية شهدت إقبالاً كبيراً في البداية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتفادي الأزمة. فقد تم اكتشاف وجود أدوية ومستحضرات تجميل غير مصرح باستخدامها من قبل وزارة الصحة المصرية، ما أدى إلى قرار مفاجئ بإغلاق العيادة. هذا الحادث أعاد إلى الأذهان سلسلة من المشاريع التي أطلقها الفنانون والإعلاميون، وواجهت المصير نفسه.
الفنان محمد فؤاد قرر خوض تجربة جديدة بعيداً عن الفن، بإطلاق شركة للتطوير العقاري بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال. الحفل الافتتاحي كان ضخماً، ووعود المشروع كانت مغرية، خاصة مع تخصصه في بناء وبيع وحدات سكنية فاخرة بإحدى المدن الجديدة. لكن سرعان ما بدأت الأزمات تتوالى، حيث شكا عدد كبير من العملاء من عدم التزام الشركة بالعقود. في النهاية، اتهم فؤاد شركاءه بالنصب واستغلال اسمه في الترويج، ورفع دعاوى قضائية لاسترداد حقوقه، لكن المشروع انهار تماماً بعد سلسلة من المشكلات القانونية.
الإعلامية والفنانة سلمى صباحي دخلت عالم التسويق الإلكتروني عبر مشروع يعتمد على التسويق الشبكي أو 'التسويق الهرمي'. المشروع اجتذب العديد من الشباب، خاصة مع وجود وجه إعلامي معروف كصاحبة له. ولكن سرعان ما بدأت الشكاوى تتصاعد من العملاء الذين تعرضوا لخسائر مالية فادحة. وصلت القضية إلى ساحات المحاكم، وتبين لاحقاً أن المشروع كان وهمياً، وأن سلمى لم تكن تعلم بطبيعة التلاعب الذي جرى، لتنتهي القضية بحصولها على البراءة.
الإعلامي أحمد يونس افتتح مقهى ومطعماً أطلق عليه اسم برنامجه الإذاعي الشهير 'عالقهوة'، مستغلاً النجاح الكبير الذي حققه البرنامج. إلا أن إدارة القناة التي كانت تبث البرنامج اتهمته بالسطو على الملكية الفكرية، معتبرة أن الاسم ملك للقناة وليس له. تصاعدت الأزمة حتى انتهت برحيله عن القناة وتوقف البرنامج، ثم صدور حكم قضائي بإغلاق المقهى.
أما مؤدي المهرجانات حمو بيكا، فقرر دخول مجال المطاعم والكافيهات وافتتح مشروعاً يحمل اسمه بمدينة الإسكندرية. رغم الحملات الترويجية المكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المشروع لم يدم طويلاً، حيث تم إغلاقه بعد فترة قصيرة بسبب عدم حصوله على التراخيص الرسمية، بالإضافة إلى مخالفات إدارية أخرى.
تعكس هذه القصص واقعاً صعباً يواجهه الكثير من المشاهير عند محاولتهم خوض تجربة ريادة الأعمال. فبين الطموح في استثمار الأضواء لتحقيق مكاسب تجارية، وبين الواقع العملي الذي يتطلب فهماً دقيقاً للإدارة والقانون، تظل المسافة كبيرة. والدرس الأهم الذي يمكن استخلاصه، هو أن النجاح في عالم الفن لا يضمن بالضرورة النجاح في عالم المال والأعمال. المشاريع تحتاج أكثر من اسم لامع، تحتاج إلى خبرة، تخطيط، وامتثال للقوانين، وهو ما يفتقده كثيرون حين يدخلون هذا العالم الجديد.