قتل الزوجات.. جرائم بشعة تهز المجتمع (تحليل نفسي واجتماعي)

تتزايد حالات العنف الأسري وجرائم قتل الزوجات، ما يُبرز أزمة مجتمعية لا تقتصر على أفراد الأسرة المعنية فحسب، بل تنعكس على المجتمع بأسره، ورغم تعدد الدوافع وراء هذه الجرائم، سواء كانت نتيجة ضغوط اجتماعية، أو مشكلات نفسية، أو تأثيرات ثقافية تبقى النتائج مأساوية منها فقدان الأرواح وتفكك الأسر.

وعن دوافع قتل الزوجات قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الدوافع قد تكون نفسية أو اجتماعية أو أخلاقية وتكون أحيانًا بسبب ما يسمى بنوبات الغضب كرد فعل معين لموقف دون وعي ويحدث للأشخاص حادين الطباع أو الانطوائيين.

وقد تكون بسبب دوافع أخلاقية لسوء أخلاق الزوجة يقتلها الزوج أو أحد أقاربها دفاعًا عن الشرف أو يكون بسبب تعاطي الزوج المواد المخدرة فيدخل في غيبوبة حسية تجعله غير مدرك أفعاله، حيث أن المخدرات التخليقية تهيء لمرتكب الجريمة جو غير حقيقي وتجعله يتعايش فيه ويتأقلم فيه فيتصور أشياء غير حقيقية، أو ارتكاب الزوجة نوع من أنواع الخيانة تدفع الزوج لقتلها.

وأوضح أن الحرمان الجنسي قد يدفع الزوج لقتل زوجته لمنعه من حقوقه الشرعية وعدم استجابتها له، فيتخلص منها أثناء مشاجرة، كما أن الضغوطات العائلية والمادية قد تزيد من حدة الخلاف بين الزوجين ويتسبب في قتل الزوجة، موضحًا أن ذلك يؤثر على تفكك الأسرة وظهور عقد وأمراض نفسية للأطفال في الأسرة وتغيير طباعهم ولجوئهم للعنف في حل مشاكلهم مما يدق ناقوس الخطر.

وقال الخطيب محمد، الخبير القانوني، إن جرائم القتل عادة ما تكون عمدًا خاصة في قتل الزوجات وإذا ثبت وجود النية والإصرار والتخطيط للجريمة تكون عقوبة المتهم هي الإعدام شنقًا وفقًا لنص المادة 230: 'كل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام'.

وعقب وضع تفسيرات قانونية ونفسية عن أسباب العنف الأسري وقتل الزوجات في المنازل والتسبب في تفكك الأسرة نتيجة قتل الأم وسجن الأب أو نهاية حياته بحكم الإعدام.. نرصد عدد من وقائع قتل الزوجات في الأسبوع الجاري.

وقعت جريمة بشعة عندما أقدم صاحب ورشة خراطة على قتل زوجته بإطلاق النار عليها من سلاح ناري ثم ذبحها بالسكين، ولم يتحمل ما فعله فقام بوضع السلاح الناري داخل فمه وأنهى حياته.

وتم العثور على جثتي 'علاء الدين' 53 سنة، صاحب ورشة خراطة، به آثار طلق ناري من الفم وخروج من الرأس، وبجواره جثة زوجته 'هدى م' 51 سنة، ربة منزل بها آثار طلق ناري وآثار ذبح بالرقبة.

وقال نجل المتوفين إن والده أطلق النار على والدته ثم ذبحها بالسكين ووضع السلاح الناري بفمه وأنهى حياته بسبب خلافات أسرية بينهما.

وفي مركز العسيرات بمحافظة سوهاج، قتل موظف حياة زوجته، بعدما تعدى عليها بعصا شوم أثناء تواجدهما في حجرة النوم، حيث تم العثور على جثة 'رقية. ص' 34 عامًا ربة منزل مسجاة في غرفة النوم بمنزل أسرتها، ترتدي كامل ملابسها.

وبمناظرتها تبين إصابتها بجرح رضي بفروة الرأس وكدمات وسحجات متفرقة بالجسد، وتبين أن وراء إرتكاب الواقعة زوجها 'علاء. م' 49 عامًا موظف.

تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بما توصلت إليه التحريات، وأضاف بأنه تعدى عليها بالضرب بعصا شوم وأحدث إصابتها التي أودت بحياتها.

وفي أبو النمرس، شك عاطل في سلوك زوجته فهشم رأسها وجسدها بـ'شومة' بعد أشهر قليلة من زواجهما.

وتبين أن المجني عليها سيدة في الثلاثينات من عمرها مصابة بتهشم بالجمجمة وإصابات في مختلف أنحاء الجسد نتيجة التعدي عليها بجسم صلب، وتبين أنها عروس متزوجة منذ عدة أشهر فقط وحامل في الشهر السابع.