اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
صنعاء - سبأ:
تعيش المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من قبل التحالف السعودي الإماراتي أوضاعاً كارثية، في ظل أزمات متلاحقة، وفوضى متصاعدة، وانفلات أمني، وانهيار اقتصادي شامل، ضمن مشروع ممنهج تنفّذه قوى التحالف بأدوات من فصائل المرتزقة المتصارعة التي تموّلها وتديرها.
لم تقتصر الأوضاع المأساوية على جانب معين، بل امتدت لتشمل كل مناحي الحياة، حتى بات الوضع الأمني والاقتصادي والمعيشي يشكل كابوساً يؤرق مختلف فئات المجتمع، في ظل غياب الدولة، وانعدام الاستقرار، واستيلاء المليشيات التابعة للتحالف على مؤسسات الدولة، وممارستها لأعمال القتل والاغتيال والاختطاف، تنفيذاً لأجندات خارجية.
فالعاصمة الاقتصادية 'عدن'، التي كانت أول مدينة أدخلت خدمة الكهرباء في شبه الجزيرة العربية منذ عشرينيات القرن الماضي، تعيش اليوم واحدة من أسوأ أزماتها على الإطلاق، حيث تجاوزت ساعات انقطاع التيار الكهربائي 20 ساعة يوميا، وسط انهيار شبه تام للخدمات الأساسية، وتدهور مستمر في البنية التحتية، ما جعل حياة السكان أشبه بالجحيم، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ومع استمرار هيمنة التحالف السعودي الإماراتي على المحافظات الجنوبية والشرقية، وغياب دور حكومة الفنادق، تتفاقم معاناة المواطنين جراء تدهور الخدمات، وانهيار العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، تجاوز فيها سعر الدولار 2800 ريال، والريال السعودي 760 ريالا، ما يكشف بوضوح عن تعمد قوى التحالف إذلال المواطن ونهب ثروات البلد.
الصراع القائم بين أدوات التحالف ساهم في اتساع حالة الفوضى والانفلات الأمني، وتحولت جرائم القتل، والسطو المسلح، والاغتيالات، والاعتقالات، إلى مشهد يومي مألوف، تفرضه قوى الاحتلال كأمر واقع على السكان، ما يستدعي من أحرار هذه المحافظات التلاحم والوقوف صفاً واحداً لطرد المحتل وأدواته العميلة.
ورغم القمع الممنهج الذي تمارسه المليشيات المسلحة التابعة لدول تحالف العدوان تجاه أي تحرك شعبي يرفض الهيمنة الأجنبية ومشاريع التقسيم، شهدت المحافظات المحتلة مؤخراً احتجاجات واسعة شاركت فيها مختلف فئات المجتمع، مطالِبة برحيل قوى التحالف ومحاكمة الفاسدين، كان أبرزها التظاهرات النسائية في عدن، التي جوبهت بالقمع والاعتقال من قبل مليشيا ما يسمّى بالمجلس الانتقالي.
يؤكد مراقبون أن ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية من فوضى واغتيالات واحتجاجات يُعد نتيجة حتمية لسياسات التحالف السعودي الإماراتي، التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي، وتكريس التبعية، وتنفيذ أجندات استعمارية قذرة ترتبط بالسيطرة على الجزر والموانئ والمصادر السيادية للنفط والثروة.
وأمام هذا المشهد المتدهور، وما يتعرض له أبناء المحافظات المحتلة من إذلال وتجويع وقمع، تبرز الحاجة إلى موقف وطني جامع لا يساوم على الكرامة والسيادة، خاصة بعد انكشاف حقيقة الأطماع السعودية الإماراتية، وسعيهما المحموم للسيطرة على مفاصل الثروة والقرار، سواء بشكل مباشر أو عبر أدوات مرتزقة لا تمثّل سوى مشاريع الارتهان والخيانة.
إكــس