اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
ترجمة وتقديم شاكر لعيبي*
إليزابيث بيشوب (Elizabeth Bishop) شاعرة أمريكية وكاتبة قصة قصيرة وتمارس الرسم. عملت مستشارةً للشعر في مكتبة الكونغرس من عام 1949 إلى عام 1950. حصلت على جائزة بوليتزر للشعر سنة 1956، وجائزة الكتاب الوطني الأمريكيّ سنة 1970، وجائزة فاينر الدولية للآداب سنة 1976.
ولدت إليزابيث في مدينة ورسستر في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية. توفي والدها (الذي كان بنّاء ناجحاً) وعمرها ثمانية أشهر، ثم أصيبت والدتها بمرض عقلي دخلت على أثره المشفى سنة 1916، وقد كتبت إليزابيث عن صراع والدتها مع المرض لاحقاً قصتها القصيرة «في القرية». عاشت إليزابيث يتيمة الأبوين في سن مبكرة، فتكفل برعايتها والدا أمها في حقل في القرية الكبيرة في نوفا سكوشا من الثالثة إلى السادسة من عمرها، بينما بقيت والدتها في مشفاها حتى وفاتها سنة 1934 ولم تلتقِ إليزابيث مع أمها أبدا طوال هذه المدة. بعد عمر السادسة مُنح والدا أبيها الأكثر ثراءً الحضانة، فاصطحباها إلى ورسستر، إلا أن انفصالها من جدّيها الآخرين (والدا والدتها) جعلها تشعر بالوحدة، وخلال فترة بقائها في ورسستر أصيبت بالربو، الذي ظل ملازما لها طوال حياتها. وقد وصفت حياتها في ورسستر باختصار بقصيدتها «في غرفة الانتظار». سرعان ما أدرك جدّاها بأن إليزابيث ليست سعيدة في العيش معهما، فأرسلاها سنة 1918 إلى خالتها مواد بومر شيفردسون وزوجها (جورج) ودفعا إليهما نفقات سكنها وتعليمها. كانت خالتها وزوجها يسكنان في أحد الأحياء الفقيرة في ريفير المزدحمة بالمهاجرين الإيرلنديين والإيطاليين، ثم انتقلت العائلة إلى مسكن أفضل في ساوجوس، وكانت خالتها هي من عرّفتها على قصائد العصر الفيكتوري وشعراء أمثال الفريد، ولورد تينيسون، وتوماس كارليلي، وروبرت براونينغ، وإليزابيث بارينت براونينغ.
تلقت إليزابيث القليل من التعليم الرسميّ بسبب مرضها. فقد التحقت بكلية ساجوس في السنة الدراسية الأولى عام 1926 ومن ثم قُبلت في كلية والنوت هيل للسنة الثانية، إلا أنها لم تستطع الالتحاق بها بسبب مواعيد لقاحاتها. وعوضاً عن ذلك التحقت بكلية (نورث شور كنتري داي) في سوامبسكوت، ثم التحقت بكلية (والنوت هيل) في ناتيك لتدرس الموسيقى، وفي تلك الكلية نشرت أول أشعارها في مجلة الطلبة بمساعدة صديقتها فراني بلوف. ثم التحقت بكلية فاسار في خريف عام 1929 قبل فترة وجيزة من انهيار سوق البورصة أو ما يُسمّى بالكساد الكبير، وخطّطت بأن تكون موسيقية ملحّنة، إلا أن خوفها من الأداء جعلتها تتخلى عن الموسيقى لتتحول إلى دراسة آداب اللغة الإنكليزية، وبدأت في تلقي دورات في أدب القرن السادس عشر والسابع عشر وتاريخ الرواية. ونشرت أعمالها أثناء دراستها الجامعية في «المجلة» وكان مقرها في كاليفورنيا. في سنة 1933 ساهمت في تأسيس «كون سبيرتو» المجلة الأدبية الثورية في فاسار مع الكاتبة ماري مكارثي (أستاذتها لسنة واحدة) ومرغريت ميلر والأخوات يونيس وإليانور كلارك. تخرّجت في الكلية سنة 1934.
من مجاميعها الشعرية:
«شمال وجنوب» 1946.
«ربيع بارد»، قصائد: تتضمن (شمال وجنوب وربيع بارد) طبعة عام 1955 وطبعة عام 1956.
«أسئلة السفر» 1965. «القصائد» 1969، حازت الجائزة الوطنية للكتاب. «جغرافيا III» 1976. «القصائد الكاملة: 1927-1979»، 1983. «إدغار آلان بو وصندوق الموسيقى»: قصائد غير مجموعة ومسوّدات ومقاطع، تحرير وتعليق أليس كوين 2006. قصائد 2011.
أعمال أخرى:
«يوميات هيلانة مورلي Helena Morley» للمؤلفة أليس برانت، ترجمة مع مقدمة بقلم إليزابيث بيشوب 1957.
«ثلاث قصص بقلم كلاريس ليسبكتور»، مجلة كينون، العدد 26 (صيف 1964).
«قصيدة [قصصية] عن لص بابل» 1968.
«أنطولوجيا الشعر البرازيليّ في القرن العشرين» 1972.
«المختارات النثرية» 1984.
«فن: رسائل مختارة» حرّرها روبرت جيرو 1994.
«تبادُل القبعات»: رسوم بريشة اليزابيث بيشوب، حرّرها ويليام بينتون مع مقدمة 1996.
«زهور نادرة وزهور عادية»: حكاية إليزابيث بيشوب ولوتا دي ماسيدو سواريس، تأليف كارمن ل. أوليفيرا؛ ترجمة نيل ك. بيسنر، 2002.
قصائد ومجموعات نثرية ورسائل: حُرّرت من قبل روبرت جيرو ولويد شوارتز. 2008.
«كلمات في الهواء»: المراسلات الكاملة بين اليزابيث بيشوب وروبرت لويل، حُرّرت من قبل توماس ترافيسانو 2008.
«حوارات مع اليزابيث بيشوب»، تحرير جورج مونتيرو 1996.
حازت عدة جوائز منها: زمالة جائزة هوتون ميفلين الشعرية 1945، زمالة غوغنهايم 1947، جائزة الأكاديمية الأمريكية الفنون والآداب 1950، جائزة شيلي التذكارية 1953، عضو دائمة (مدى الحياة) في المعهد الوطنيّ للفنون والآداب 1954، جائزة بوليتزر للشعر 1956، زمالة الأكاديمية الأمريكية للشعراء 1964، زمالة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم 1968، جائزة الكتاب الوطني للشعر 1970، انتخُبت عضوا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب 1976، جائزة دائرة نقّاد الكتاب الوطنيّ 1977.
مقتطفات عن فن الشعر:
«إذا أصبح العالم بعد قراءتي لقصيدةٍ يشبه تلك القصيدة لمدة 24 ساعة، أو نحو ذلك، فأنا متأكدة من أنها قصيدة جيدة، وينطبق الأمر نفسه على اللوحات [المرسومة]».
…
«لقد عشتُ وتصرّفتُ طيلة حياتي مثل طائر الرمل الذي يجري على حواف البلدان والقارات، باحثا عن شيء ما».
«إن تكون شاعرا هو أحد أكثر الوظائف غير الصحية: لا توجد ساعات عمل منتظمة، وهناك الكثير من الإغراءات».
….
«أنا أؤمن بالمقارَبة غير المباشرة وأحتفظ بمشاعري لنفسي».
قصيدة لإليزابيث بيشوب
فنٌّ
إن إتقان فن الخسارة ليس بالأمر الصعب؛
فالكثير من الأشياء تبدو ممتلئة بنِيّة الفقدان
إلى الحد الذي يجعل فقدانها ليس بكارثةٍ.
إنك تخسر شيئا ما كل يوم. وترضي بالأمر مرتبكاً
فمفاتيح الباب الضائعة، والساعة التي أمضيتها في غير محلّها.
فن الخسارة ليس صعبا إتقانه.
ثم التدرُّب على الخسارة بشكل أكبر وأسرع:
فالأماكن والأسماء والبقع التي كنت تنوي السفر إليها. لن يؤدي [خسرانها] كلها إلى أي كارثة.
لقد فقدت ساعة والدتي. وها هي خسارتي الأخيرة أو ما قبل الأخير منزل من ثلاثة منازل أحببتها.
إن إتقان فن الخسارة ليس بالأمر الصعب.
لقد فقدتُ مدينتين، مدينتين رائعتين. ومن أوسع الممالك
التي كنتُ أمتلكها، نهرين وقارة.
إنني أفتقدها، لكن الأمر لم يكن كارثة.
ـ حتى لو خسرت (الصوت المازح، واللفتة
التي أحّبها) فلن أكذب. من الواضح أن فن الخسارة ليس صعبا إتقانه، على الرغم من أنه قد يبدو (اكتُبْها!) مثل كارثة.
مقتطفات من مقابلة مع إليزابيث بيشوب عن الشعر وجغرافيا المخيّلة
في ما يلي مقتطفات من مقابلة مع إليزابيث بيشوب أجرتها ألكسندرا جونسون Alexandra Johnson، ونُشرت في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» (23 مارس/آذار 1978) وفي وقت لاحق في كتاب «حوارات مع إليزابيث بيشوب» Conversations with Elizabeth Bishop الذي حرّره جورج مونتيرو George Monteiro ونُشر في عام 1996:
*لماذا تكتبين الشعر؟ ما الذي يجذبك إليه، كنوع أدبي، مُقارَنة بأشكال الكتابة الأخرى؟
ـ حسنًا، من يدري حقا؟ بدأت عندما كنت صغيرا جدا، حوالي الثامنة من عمري. كنت منعزلة جدا كطفل وربما كان الشعر هو طريقتي في جعل ما أراه من حولي مألوفا. ربما ساهمت أشياء كثيرة في ذلك. على سبيل المثال، كانت جدتي في نوفا سكوشا Nova Scotia مغنية ترانيم رائعة. نشأتُ على تلك الأصوات، وفي الواقع، مئات منها ما زالت عالقة في ذهني. كانت عمتي، مثل العديد من سكان فيكتوريا، تنتمي إلى جمعية الشعر في القرية وكانت تتلو عليّ الكثير من أشعار لونجفيلو وبراونينج وتينيسون Longfellow, Browning, Tennyson. من الواضح أنني حفظتُ الكثير من الشعر، الذي سرعان ما أصبح جزءا لا شعوريا مني. لطالما بدا الشعر الطريقة الأكثر طبيعية للتعبير عما أشعر به. لم أكن أنوي أبدا أن «أكون» شاعرة، مثلما يسعى الناس إلى القيام به اليوم كما أعتقد. لم أرغب أبدا في التفكير في أي تصنيف. من الأهمية بمكان أن تستمر في كتابة الشعر بدلاً من أن تفكر في نفسك شاعراً مهمته كتابة الشعر طوال الوقت. ماذا يفعل هؤلاء الأشخاص خلال تلك الفترات الطويلة غير المثمرة؟ يجب أن يكون الشعر حاضرا لا شعوريا قدر الإمكان.
*هل تبدأ القصيدة بالنسبة لك بصوت أو صورة أو فكرة؟
ـ يختلف الأمر من قصيدة إلى أخرى. تبدأ بعض القصائد بمجموعة من الكلمات التي لا تعرف ما الذي ينطبق عليها، ولكنها تتراكم في النهاية وتتحوّل إلى أسطر، ثم ترى ظهور نمط معين. أحيانا تطاردني فكرة لفترة طويلة، على الرغم من أن القصائد التي تبدأ بأفكار تكون أصعب كثيرا عند الكتابة. يكون الأمر أسهل عندما تبدأ بمجموعة من الكلمات التي تبدو لطيفة ولا تحمل الكثير من المعاني، ولكنها تكشف في النهاية عن غرضها. ومرة أخرى، فالجودة اللاواعية مهمة جدا. لا تسأل القصيدة عن معناها، عليك أن تدعها تخبرك.
*كم من الوقت تحتفظين بقصيدة في رأسك قبل أن تدونيها على الورق؟
ـ من 10 دقائق إلى 40 عاما. إحدى الصفات الجيدة القليلة التي أعتقد أنني أمتلكها كشاعرة هي الصبر. لديّ صبر لا نهائيّ. أشعر أحيانا بأنه يجب أن أغضب من نفسي لأنني على استعداد للانتظار لمدة 20 عاما حتى تنتهي القصيدة، لكنني لا أعتقد أن الشاعر الجيد يمكن أن يكون عجولا.
*أحد الأشياء التي أحبها في شعركِ هي قدرته على تحويل العادي إلى شيء غير عاديّ، وجعلنا ننظر مرارا وتكرارا إلى المألوف. هل هذا دافع واعٍ من جانبك؟
ـ لا أحاولُ القيام بأي شيء محدّد في شعري – فقط [أكتبه] لإرضاء نفسي. التحدّي الأكبر بالنسبة لي هو محاولة التعبير بلغة بسيطة عن الأفكار الصعبة. أنا أقدّر الوضوح والبساطة. أحب تقديم الأفكار المعقدة أو الغامضة بأبسط الطرق الممكنة. هذا هو الانضباط الذي لا يراه مهما العديد من الشعراء كما أراه. أعتقد أن التعقيد يحجب غالبا التفكير الغامض أو طمر الشعر في هيئة شعر. إذا لم يكن الشعر منضبطًا، فربما كانت العين التي لاحظت، أو العقل الذي ترجم التجربة يفتقر إلى انضباط معين.
*يشعر المرء وكأنكِ لا تلتقطين شيئا للمرة الأولى، بل تعودين إليه مرارا وتكرارا لالتقاط «اختلافه».. هل يمكنك التعليق؟
ـ أنا منبهرة جدا بالأشياء. غالبا ما كتب النقّاد أنني أكتب عن الأشياء أكثر من الناس. هذا ليس واعيا من جانبي. أحاول ببساطة أن أرى الأشياء من جديد. إن الفضول الشديد بشأن العالم من حولي هو أحد أهم الأشياء في الحياة. إنه الفضول الذي يكمن وراء كل الشعر تقريبا. أنا مغرمة جدا بالرسم وقد يكون هذا هو السبب وراء بعض اهتمامي بمراقبة الأشياء عن كثب. كانت عمّاتي ترسمن وتلوّنّ بالألوان المائية، وقد يكون هذا قد أثّر عليَّ بشكل خفيّ. في الواقع، غالبا ما أتمنى لو كنت قد ولدتُ رسّامة وليس كاتبة.
*ما هي المصادر التي تثريك؟
ـ الإلهام كلمة غريبة للغاية. عندما كنت أعيش في البرازيل، كان لديّ مكتب على جانب جبل يطل على شلال وبركة صغيرة تحته. وفي الجوار مجموعة من الخيزران الملكي. عندما يأتي الزوار، وكثير منهم لم يقرأوا قط سطرا واحدا مما كتبته، كانوا يشيرون إلى الخيزران ويقولون، «إذن هذا هو المكان الذي تحصلين منه على إلهامك!» فكرت في وقت ما في تثبيت لافتة على الخيزران مكتوب عليها «الإلهام». هذا الشيء الغامض الذي نسميه الإلهام ليس من السهل تحديده. لكن هذا هو الشيء الغريب والرائع في كتابة الشعر – لا يمكنك أبدا التنبؤ بمكان أو بوقت أو حتى بدافع كتابة قصيدة. هذا ما أعنيه عندما قلت إن القصيدة تأتي في أشكال عديدة. قد تكون القصيدة مستوحاة من أمر حدث قبل 20 عاما، وحتى لو كتبتها [اليوم]، فربما لا أدرك أنني تأثرت كثيرا [بالأمر] في ذلك الوقت. أعتقد أنك تثق في أن العين والعقل يسجّلان باستمرار، ولتكن صبورا بما يكفي لاكتشاف ما لاحظاه [فيما سبق]…
*تستخدم قصائدك صورا موسّعة للخرائط والجغرافيا. هل يمكنك قول السبب؟
ـ حسنًا، كانت عائلة والدتي تتجول كثيرا وأحبت عالم الترحال الغريب. كانت أول قصيدة في كتابي الأول مستوحاة من جلوسي على الأرض، في ليلة رأس السنة الجديدة في قرية غرينتش، بعد تخرجي من الكلية. كنت أحدق في خريطة وكتبت القصيدة. سيقول الناس إنها تتوافق مع جزء مني لم أكن أعرفه في ذلك الوقت. قد يكون هذا الأمر صحيحا.
*يتعلق ديوانك «جغرافيا III»، جزئيا، بالبحث عن الوطن وتعريفه. هل كتابة الشعر هي طريقتك للعثور على هذا الوطن أو امتلاكه؟
ـ من المثير للاهتمام أن العديد من هذه القصائد كُتبت عندما قررتُ مغادرة البرازيل، حيث عشت لفترة طويلة. ربما ساهم [القرار] في هذا الشعور. لم أشعر أبدا بالتشرّد، ولكن، أيضا، لم أشعر أبدا بأنني في الوطن بشكل خاص. أعتقد أن هذا وصف جيد جدا لإحساس الشاعر بالوطن. إنه يحمله في داخله.
*لقد قاومتِ تقريبا كل الإغراءات التي تشدّ الشعراء الجيدين والسيئين اليوم – مثل الشعر الاعترافي والشعر البنيويّ الغامض. هل كان لديك دائما إحساس حقيقي بصوتك الشعري؟
ـ لا، لم يكن لديّ. هذا الأمر يقلقني كثيرا وما زال كذلك. في كتابي الأول، كنت قلقة من عدم توافق أي من القصائد معا، وعدم وجود موضوع واضح. أشعر بهذا تجاه كل ما قمت به على الإطلاق. لكن من الواضح أن هذا صوت متسق. أنا ممتنة ولكني مندهشة لسماع هذا.
*ومع ذلك، فإننا نجد في كل قصيدة تقريبا صوت إليزابيث بيشوب الهادئ والمتسق. هل يحدث هذا بشكل طبيعي إذن؟
ـ حسنا، أنا لست هادئة، لكن من الجيد أن أسمع ذلك! لا أفكر أبدا بأي نبرة عند الكتابة. إنها تأتي فقط، أعتقد…
*سؤال أخير: ما هي الميزة التي يجب أن تتمتع بها كل قصيدة؟
ـ المفاجأة. يجب أن يفاجئك الموضوع واللغة التي تنقله. يجب أن تُفاجأ برؤية شيء جديد وغريب حي.
*شاعر ومترجم عراقي