اخبار اليمن
موقع كل يوم -الثورة نت
نشر بتاريخ: ٢٠ أيلول ٢٠٢٥
انتهى اليمنيون من إحياء الربيع المحمدي الذي منه استمدوا أهداف ثورتهم السبتمبرية في رفض الظلم والظالمين ورفض الوصاية على بلدهم، والتي يحيون هذه الأيام ذكرى ربيعها الحادية عشرة، ثورة يمنية خالصة لم تأت بها رياح الغرب ولا نوايا دول الجوار وأيادي العمالة الرخيصة، ثورة صححت مسار الثورة التي قبلها وكسرت قيود الوصاية وأنقذت اليمن من الذهاب نحو التطبيع، ثورة قادها السيد بحكمة ورؤية وطنية وقرآنية تدعو إلى السلم والشراكة الوطنية دون إقصاء ولا تمييز،
ثورة حملت قضية فلسطين ضمن أهدافها وصرخت بتحريرها في كل مسيراتها، ثورة آتت أكلها في الحادي والعشرين من سبتمبر/٢٠١٤م أفشلت مخططات أمريكا وأخرجتها من اليمن تجر أذيال خيبتها.
لتأتي فيما بعد بعدوان على اليمن انتقاما من هذه الثورة التي كسرت هيبتها.
فما زاد العدوان هذه الثورة إلا وهجا واشتعالا وتحقيق لأهدافها التي نراها اليوم تتجلى عزة وكرامة تحت ظل يمن أصبح رقما صعبا على قائمة المعادلات الإقليمية والدولية.
وفي ذكرى هذه الثورة المباركة أجرى المركز الإعلامي بالأمانة استطلاعا لـ”الأسرة” حول أسبابها وأهدافها ومخرجاتها مع عدد من حرائر اليمن إعلاميات وناشطات ثقافيات.. إليكم الحصيلة:
الثورة / خاص
الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري بدأت حديثها بالقول: سنتحدث عن نقاط مهمة في إطار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وفي إطار موقفنا الجهادي والمسؤول.
وأضافت : هذه الثورة التي فتحت لنا آفاقاً جديدة وكشفت لنا العملاء المطبعين من النظام والحكومة التي كان ولاؤها لأمريكا وإسرائيل، هذه الثورة كشفت خبثهم وتواطؤهم وفضحت أساليبهم القذرة وقد رأينا كيف كان اليمن قبل الثورة تحت الوصاية الخارجية وكان السفير الأمريكي يدير كبار رجال الدولة، وكيف كان النظام العميل والحكومة العميلة المعين له في تنفيذ الخطط القذرة.
وتضيف المحاقري: وكان من ضمن الخطط تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم بهدف تفكيك وحدة اليمن وإضعافها لكي يسهل عليهم السيطرة التامة على اليمن .
وأشارت هناء إلى الوضع قبل هذه الثورة بالقول: رأينا قبل الثورة كيف كنا نعيش في حالة انفلات أمني كثرت فيه الاغتيالات من ضمنها حادثة التفجير الإرهابي للجيش في ميدان السبعين وهو يؤدي عرضاً عسكرياً وتم التفجير في العرضي وفجروا في الكلية الحربية وفي الجوامع وفي الأسواق وفي الطرقات وفي كل مكان .
قيود الوصاية
كما نوهت المحاقري إلى أن قرار اليمن كان بيد أمريكا، حيث قالت: رأينا كيف أنه قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أتى وفد أمريكي بقيادة امرأة أمريكية وقاموا بسحب كل أسلحة الدولة وقاموا بتفجيرها بإشراف أمريكي عفاشي، وهذا يدل على عمالتهم المبكرة مع الأمريكي والإسرائيلي وأن قيامهم بهذه الخطوة لكي يضعفوا سيادة اليمن واستقلاله وحريته .
وأكدت المحاقري أن الثورة السبتمبرية هي من أخرجت اليمن من تحت الوصاية وان هذه الثورة فتحت آفاقاً جديدة وجعلت لليمن الحرية والاستقلال والثبات على الحق.
قيادة حكيمة
وذكرت المحاقري أن هذه الثورة شاهدة على منجزات كبيرة وأولها أن القرار أصبح يمنيا خالصا بيد الشعب يسنده جيشه ويحميه، وأن على الجميع أن يعرف هذه الثورة هي التي جعلت لليمن سيادته واستقلاله وأفشلت مخططاً أمريكياً إسرائيلياً بريطانياً قذراً كان يهدف لاحتلال وتمزيق بلدنا وامتلاك مقدراتنا، لكن بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وبفضل المجاهدين الثوار وبفضل دماء الشهداء، تم إفشال هذا المخطط بكل قوة وثبات وعزه ويقين وتحرك أحرار شعبنا جادين يطلبون العزة والمجد والعون من الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
أهداف محققة
وكما أكدت المحاقري أن هذه الثورة حققت أهدافها واليوم بفضل الله وهذه الثورة شعبنا اليمني يصنع أعظم الصورايخ الباليستية الفرط صوتية وفلسطين ٢ وذو الفقار والطائرات المسيَّرة والزوارق البحرية للتنكيل بالعدو في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب ووصلت هذه الصواريخ إلى عمق أراضي المحتل الإسرائيلي وحققت بفضل الله نجاحاً وهذا بفضل المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي وبفضل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وهذه من منجزات الثورة.
وتابعت هناء المحاقري حديثها بالقول: ومن الإنجازات العظيمة عدم الارتهان وعدم العمالة للخارج، ونرى اليوم الحرية كل الحرية في الخروج المشرف كل أسبوع مساندة للشعب الفلسطيني وأننا بهذا الخروج اتخذنا قرارنا ومصيرنا وأننا منتصرون وثابتون حتى استئصال الغدة السرطانية من الجذور.. فالحمد لله على نعمة الهداية ونعمة القيادة ونسأل الله تعالى أن يفرغ علينا صبراً وأن يثبتنا وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
بين ربيعين
بدورها الكاتبة نسيبة عواض بدأت حديثها بالقول: من غار حراء شع نور الربيع المحمدي، لينير هذه الأرض ويخرج البشرية جمعاء من ظلمات الجاهلية الجهلاء إلى نور دين الهدى، ومن قيم وتعاليم هذا الدين المحمدي شع الربيع السبتمبري بثورة ضد عنجهية وعهر وفساد وبطش ومكر عملاء وخونة اليمن، وكما استطاع الربيع المحمدي أن يقضي على الظلم وقادات الجاهلية الأولى آنذاك واليهود الذين عملوا على محاربة الدين المحمدي، استطاع الربيع السبتمبري القضاء على ظلم الحكام المستبدين الذين سلموا سيادة بلدهم وقرارها للسفير الأمريكي وجعلوها حديقة خليفة للسعودية، فكما قطعت يد خيبر بالسيف المحمدي، قطعت يدها بالسيف السبتمبري، فالثورة السبتمبرية امتداد للثورة المحمدية.
واقع مؤلم
وتواصل نسيبة عواض : ظهور الجاهلية الأخرى، بقيادة قرن الشيطان، وإعداد ومتابعة وتخطيط ورسم وتوجيه خيبر العصر، وتنفيذ أحفاد هند وأبو لهب، فقد ظهر الفساد في البلاد والعباد، فعملوا على ضرب الروحية الإيمانية التي يتحلى بها شعب الحكمة والإيمان، فضربت اليمن أرضا وإنساناً، جردوا الإنسان اليمني من مبادئه وأخلاقه وقيمه المحمدية القويمة تحت شعار التحضر والموضة والتطور والانفتاح والمساواة، وذلك عبر شن حرب ثقافية وفكرية شعواء، استهدفت الروحية الإيمانية، من خلال تحريف المنهج وطمس تاريخ الرسول والرسالة وطمس أعلام ورموز الدين المحمدي القويم، وتلميع شخصيات هي في الأصل من المؤلفة قلوبهم من أسلمت خوفاً، حتى أوشك الإنسان اليمني أن يزيغ عن الصراط المستقيم، وكذلك ضرب الأرض اليمنية الطيبة، من خلال العمل على إخراجها كليا عن الإنتاج الزراعي بشتى أنواعه، فقد جاءت الثورة بعد أن صنفت اليمن الدولة الرابعة في البطالة، رغم أنها معروفة على مر التاريخ بتضاريسها وتنوع مناخها وخصوبة تربتها، وبجغرافيتها وبثرواتها المعدنية والبحرية والزراعية والحيوانية، وبعقلية إنسانها، إلا أن أحفاد خيبر وأحفاد قريش، عملوا على ضرب كل مقومات الحياة في اليمن، فكانت تلك هي الأسباب الرئيسية، لقيام الثورة الـ21 من سبتمبر.
أهداف ثورية
وذكرت عواض في سياق حديثها أهداف هذه الثورة قائلة: إن أهداف الثورة تتمثل في الرجوع إلى القرآن الكريم، والعمل وفقا لتوجيهاته، وتولي أعلام الهدى من آل البيت، والإنطلاق للجهاد وتحرير البلاد من الظالمين، بل وتحرير البشرية جمعاء من ظلمهم ورجسهم وغيهم، وكذلك العمل على ترسيخ مبدأ الدفاع عن مقدسات الأمة والتمسك بالقضية المركزية، وتحرير اليمن من وصاية الأعداء، وإعادة البناء الروحي والفكري والعقائدي والديني، وذلك بترسيخ المبدأ المحمدي الكراري، ومحو الجديد والدخيل الذي عمل الأعداء على ترسيخه، وكذلك إعادة إحياء الأرض وقطع يد الغاصب والناهب الغربي، وملاحقة العملاء والخونة ومحاسبتهم، وتطهير مؤسسات ومنشآت الدولة من دنس العملاء والخونة وقلع جذور المحتل الغربي والصهيوني والإماراتي والسعودي منها.
ثمار الثورة
وأكدت نسيبة عواض أن هذه الأهداف تحققت بفضل الله وبحكمة القيادة الربانية ومشروعها القرآني العالمي، مؤكدة أن أهم هذه الأهداف التي تحققت هو قطع الوصاية الأمريكية بطرد السفير الأمريكي من صنعاء وإغلاق السفارة الأمريكية، بهروب الخونة من الداخل، وإفشال مطامع ومساعي السعودية والإمارات، وتحقيق الكثير من الإنجازات، مثل العمل على التصنيع العسكري، فقد أصبحت اليمن تصنع من الطلقة إلى الصاروخ، وكذلك ترسيخ الوعي بين أوساط المجتمع اليمني، في كل المستويات، الوعي الثقافي والفكري والوعي السياسي والوعي الاقتصادي والوعي المجتمعي، وكل ذلك جاء بمنظور قرآني وبثقافة منبثقة من القرآن، فشعشع وشعشع الربيع السبتمبرية، حتى بلغ شعاعه الأقصى واليوم هناك يهد أوكار الظلام الصهيوني ويبدد غمة الاحتلال الغاصب، وينير درب المجاهدين في غزة ويشفي صدور مظلومي أهلنا في غزة، وسوف يستمر الشعاع المحمدي السبتمبري يتوهج حتى ينير أرض البشرية جمعاء ويحررها من ظلم وبطش أعداء البشرية أمريكا وإسرائيل وكل من دار في فلكها من عالم النفاق العربي والغربي والأوربي، وغيرهم، ونوهت إلى أن تأثير هذه الثورة ملموس ومشهود.
شواهد ملموسة
وأفادت بأن وما يصنعه اليمن اليوم بقيادة السيد المولى عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله ورعاه – خير شاهد ودليل على أن هناك علاقة وثيقة تربط الربيع المحمدي بالربيع السبتمبري، فالربيع السبتمبري، مشروع يحمل الربيع المحمدي على عاتقه حتى يكمل مسيرته الإلهية، فلازال الربيع المحمدي ماضياً على درب الجهاد ونشر دين الله في كل زمان ومكان حتى نهاية الأرض، فمن تكفل بحمله في هذا الزمن هو الربيع السبتمبري اليماني، فاليوم كل عالم البشرية يترقب وصلنا ونحن نحمل الراية المحمدية لنحرره من طغاة الأرض، بدايةً بفلسطين وأقصاها ومكة وحرمها ومصر ونيلها والعراق وفراتها ولبنان وجنوبها وسوريا وجولانها والأردن وحدودها وصولا إلى آخر الدنيا .
إرادة شعب
فيما وصفت الكاتبة حنان عوضة ثورة الـ ٢١ من سبتمبر بالثورة اليمنية الحرة البحتة التي تفجرت من أعماق إرادة الشعب الحر الذي لم يرض على نفسه بالوصاية الخارجية، وأنها الثورة التي قام بها أحرار الوطن دون اللجوء إلى معونة أي طرف خارجي للدعم والإسناد.
وأشارت عوضة إلى أن هذه الثورة استندت إلى قيادة حكيمة ربانية قرآنية لتحقيق أهداف سامية وتطبيق توصيات قرآنية وصى بها الله المسلمين بالتحرر من وصاية اليهود والنصارى وأعوانهم ممن يستبيحون خيرات وثروات بلدنا الحر الأبي ويسعون إلى استعباد شعب الإيمان والحكمة.
وتواصل : أن من البديهي والفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها منذ قديم الأزل إلى وقتنا الحاضر أن تثور الشعوب على الظلم والطغيان وتجاهده وتدحره، ومنها الثورات العربية والإسلامية ضد الأنظمة الحاكمة الظالمة لتستقل بقراراتها وخيراتها وثرواتها، ولكن لعدم وجود قيادة حكيمة من أعلام الهدى الذين وصى الله ورسوله باتباعهم من يمتلكون كفاءة القيادة وصدق التوجه نحو أوامر الله من تخلوا نفسياتهم من الأطماع والسقوط في واقع العمالة والخيانة، ولذلك كانت هذه الثورات تبوء بالفشل وسرعان ما تتعرض تلك الشعوب المخدوعة بقادتها لاستعمار ووصاية من نوع آخر ومن تلك الثورات ثورة السادس والعشرون من سبتمبر وثورات الربيع العربي، التي كانت أهدافها الأولى والمبدئية والظاهرية لصالح الشعوب ودحر الاستعمار والوصاية الأجنبية وإخراج المستعمرين من أنظمة حاكمة أو ممالك من أراضيها، وعلى رأس تلك الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا تلك الدول الاستكبارية التي استغلت ضعف نفوس بعض الشخصيات التي تولت قيادة تلك الثورات العربية وعملت على تدمير جميع البلدان العربية والإسلامية التي قامت بالثورات والسيطرة عليها وعلى حريتها واستقلالها أكثر مما كانت عليه قبل الثورة.
ونوهت حنان عوضة بظروف قيام هذه الثورة وأهدافها بالقول: في ٢١سبتمبر/٢٠١٤م انبثقت ثورة يمنية فريدة، حيث كان الوضع والظروف وما مرت به اليمن منذ عام ٢٠٠١م وضعاً استثنائياً جعل من تلك الثورة حدثاً استثنائيا ونموذجا فريداً تمتلك من الأهداف والخصائص والتجارب السابقة ما افتقرت إليه معظم الثورات.
بداية الثورة
وذكرت أن ثورة ٢١ سبتمبر كانت بدايتها وجذورها منذ عام ٢٠٠١م وكانت ذات مضامين دينية ومشروع قرآني عظيم بدأ به السيد الشهيد / حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- والذي ضحى بنفسه وبالكثير من أهله وأصحابه وأتباعه لتحقيق هذا المشروع القرآني العظيم للتخلص من الوصاية الأمريكية وتحرير الشعوب.
وقد كان من نتاج هذا المشروع القرآني وقائده الرباني صاحب المنهجية الحسينية، أن تعرض لست حروب ظالمة على صعدة فانفضح النظام السابق العميل والخانع لأمريكا وإسرائيل، كما تشكل وعي لا بأس به لدى الشعب اليمني الحر وفهم عدالة ومشروعية القضية، فتولدت لديه الروح الثورية الحسينية والذي اكتسبها من خلال التجارب السابقة ونشات قيادات مؤمنة محنكة مستعدة للتضحية تحت قيادة ربانية قيادة السيد المجاهد / عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله.
انكشاف الأقنعة
وأوضحت أن اليمن مرت بمراحل سياسية خطيرة كشفت بفضل الله أقنعة الكثير من أصحاب العمالة والارتزاق للحضن الأجنبي والخليجي.
وأن هذه المراحل كلفت الشعب والوطن الكثير من التضحيات واستنفدت الصبر العميق لدى الأحرار والذي أدى على إثرها إلى انفجار ثورة الحق والعدل والثبات والحرية والاستقلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تحت قيادة ثورية قرآنية ربانية من أعلام الهدى غير قابلة للارتهان والارتزاق والعمالة حافظت على مبادئ وأهداف الثورة لسنوات طويلة.
وأكدت عوضة أن السنوات التي مضت منذ عام ٢٠١٤م إلى عام ٢٠٢٥م شهدت العديد من الانتصارات على قوى الظلم والاستكبار، وتحققت فيها العديد من الإنجازات والتقدم الكبير في كافة المجالات أهمها التقدم العسكري الذي أربك العالم وأن ثمار هذه الثورة اليمنية العادلة وصلت إلى أرض فلسطين للقيام بالواجب الديني في نصرة إخواننا في غزة وفلسطين وضرب الاستكبار الصهيوامريكي في قعر داره وتدمير أقوى مصالحه واقتصاده.
واختتمت حنان عوضة حديثها قائلة: بإذن الله تعالى ستغير هذه الثورة خريطة العالم وتدمر أجندة ومسارات دول الاستكبار العالمي وتمنع فرض الاستباحة العالمية.
ثورة قرآنية
بدورها الكاتبة صفاء المتوكل، بدأت حديثها بالربط بين الربيع المحمدي والربيع السبتمبري حيث قالت: مذ بزغ فجر الرسالة المحمدية في ربيعها الأول كان ذلك الربيع نوراً للبشرية كلها، ثورة على الظلم والعبودية والتحكم الاستكباري، ثورة أعادت للإنسان كرامته وأخرجته من عبادة الطغاة إلى عبادة الله وحده واليوم ونحن نعيش الذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نجد أن ذلك الربيع المحمدي قد امتد في مسيرتنا السبتمبرية ليبعث فينا نفس الروح ويمنحنا نفس العزم، فكما كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صوت الحق في وجه قوى الكفر والجاهلية، كان شعبنا اليمني صوت الحرية في وجه قوى الوصاية والهيمنة.
وأوضحت المتوكل أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لم تكن نزوة عابرة ولا صرخة بلا مضمون وإنما كانت ضرورة فرضتها معاناة شعب مقهور يواجه الفساد والتبعية والفقر والتهميش.
وعي ثوري
وتابعت المتوكل: لقد ضاقت الأرض بأبنائها تحت سطوة قرارات مرتهنة للسفارات وأصبح الوطن مسلوب القرار والإرادة، فنهض الشعب بعزيمته ليقول كفى وليكسر قيود التبعية وليفتح باباً جديداً لليمنيين نحو الاستقلال والسيادة والكرامة وقد عبر السيد القائد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- عن ذلك حين قال إن شعبنا تحرك ليقول كفى وصاية وكفى هيمنة ولن يكون قراره مرهوناً لأحد.
وأكدت المتوكل أن هذه الثورة المباركة وضعت لنفسها غاية واضحة هي التحرر من التبعية واستعادة القرار اليمني وتثبيت الهوية الإيمانية والانطلاق لبناء وطن مستقل قوي لا يخضع لإملاءات الخارج ولهذا كان العدوان العالمي الذي شن على بلادنا منذ اليوم الأول شاهداً على أن الثورة أصابت مراكز الاستكبار في مقتل، فأرادوا وأدها قبل أن تشتد جذورها ولكنهم فشلوا، لأن هذه الثورة تستمد روحها من قيم الرسالة المحمدية ومن صبر الشعب اليمني وإيمانه ووعيه.
الوصاية الحرية
وأشارت المتوكل إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر صنعت واقعاً جديداً، حيث أن اليمن الذي كان تابعاً، أصبح اليوم حراً عزيزاً والجيش الذي كان منهكاً، أصبح قوة ردع تزلزل العروش وتصنع معادلات جديدة في المنطقة والسياسة التي كانت مرهونة، أصبحت مستقلة تنطق بلسان اليمن لا بلسان الآخرين ومن بركات هذه الثورة أنها ربطت اليمن بقضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين وغزة التي لم تعد شعاراً في خطابنا، بل أصبحت هدفاً عملياً في ميدان المواجهة، وقد قال السيد القائد إن وقوفنا مع فلسطين ليس خياراً سياسياً بل واجب ديني وإيماني وجزء من مسؤوليتنا التي حملتها ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر.
وأفادت صفاء المتوكل بالقول: اليوم ونحن نرى سفن العدو تُستهدف في البحر الأحمر ونرى اليمن يعلن حضوره في قلب المعركة إلى جانب غزة، ندرك أن هذه الثورة لم تكتف بتحرير الداخل، بل صنعت يمن العزة الذي يساند قضايا الأمة وينصر المستضعفين في كل مكان، إنها بحق ثورة الانتصارات، ثورة كتبت بدماء الشهداء، إنها لن تنكسر أمام عدوان همجي مهما طال وإنها ستبقى جذوة حية في وجدان كل يمني حر.
وعي وبصيرة
فيما الكاتبة/ عفاف فيصل صالح ربطت بين الربيع المحمدي والربيع السبتمبري بالقول: الربيع المحمدي هو ذلك الوعي الإيماني الذي يدرك أن القوة والسيادة ليستا إلا بيد الله، وأن الأمة لن تعود إلى مكانتها إلا بالتمسك بدينها، والانطلاق من منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهو يركز على الاستقامة على الحق، ورفض التبعية والاستسلام لعدو الأمة.
أما الربيع السبتمبري، فهو ترجمة لهذا الوعي في حركة عملية، حيث خرج الشعب بثورته التي تعبر عن إرادته في استعادة استقلاله وكرامته، ورفض الوصاية الخارجية، ورفض الظلم والاستعباد.
وأضافت عفاف صالح: هذان الربيعان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فالربيع المحمدي هو منبع الوعي، وهو الذي يزود الثائرين بالإرادة والصمود، والربيع السبتمبري هو التعبير العملي عن هذا الوعي، وهو مشروع يقوده الإيمان بالله وأمل المقاومة، وما نحتاجه اليوم هو أن نبقى على هذا الدرب، مستمدين قوتنا من ديننا، وأن نعيد الأمة إلى مسارها الصحيح، وفقًا لمبادئها وقيمها.
*ضرورة الثورة*
وأشارت عفاف صالح إلى الأسباب التي دفعت اليمنيين لهذه الثورة بالقول: الثورة اليمنية في 21 سبتمبر كانت نداءً لإعادة الاعتبار للهدف الأسمى للأمة، وهو الاستقلال والسيادة. أسبابها كانت واضحة وأهمها: استمرار التآمر الخارجي الذي يحاول أن يحتل قرار اليمن ويحوله إلى ساحة للمصالح الأجنبية، حيث أصبحت اليمن ساحة نفوذ ليس لأبنائها، وإنما للمحتلين وأعوانهم.
– الفشل في إدارة الحكم وفشل مشاريع التبعية، واستشراء الفساد، وغياب العدالة، وهو ما زاد من معاناة الشعب اليمني.
_رفض الهيمنة والاستكبار، وطلب الحرية والاستقلال الحقيقي.
أهداف سامية
وأوضحت أن أهداف ثورة الـ21 من سبتمبر تتمثل فيما يأتي:
– استعادة القرار الوطني المستقل، ورفض الوصاية الخارجية.
– تحقيق كرامة الشعب اليمني، ووقف الاستعباد الذليل.
– إقامة حكم عادل يعتمد على الشريعة ومبادئ العدالة، وإصلاح الوضع المعيشي والخدمي.
– تعزيز الوحدة الوطنية ورفض التفرقة والتمايز الديني أو المذهبي.
وأكدت عفاف صالح أن هذه الثورة قد حققت مكاسب مهمة على مستوى تعزيز الوعي الوطني، وإحداث تغييرات في بعض المؤسسات، وتوحيد جبهة المقاومة في مواجهة العدوان.
مشيرة إلى أنه برغم الصعوبات والتحديات، إلا أن مسار الانتصار مستمر، وصمود الشعب يعكس أن هذا الخيار هو الخيار الصحيح، وأن القيمة الحقيقية للثورة تتجلى في الأثر الذي أحدثته على واقع اليمن ومستقبلها.
الهدف الأممي.
ونوهت عفاف فيصل بتأثير الثورة الذي تجلى في دعم غزة والانتصارات التي تحققت في سبيل إسنادها مؤكدة على أنها ثورة لا تقتصر على الداخل اليمني، وإنما هي جزء من مشروع أمة، يهدف إلى تحرير فلسطين والقدس، لأنها قضية المركزية للأمة. وإلى أن دعم غزة هو من صلب أهداف ثورتنا، وانها نقطة التقاء لكل حر وشريف في الأمة.
واختتمت عفاف فيصل حديثها بالقول: لقد أثبت اليمن أنه ليس مجرد بلد يُقاوم من أجل ذاته فقط، وإنما أصبح قبلة للكرامة، وسنداً للمقاومة ومن خلال صمود شعبنا، نرسم عنوانًا واضحًا بأن الأمة لن تنكسر، وأن الحق لن يُزهق، وأن القدس ستعود إلى أهلها، وما تضحياتنا وتضحيات المقاومين إلا دليل على أن معركة فلسطين هي معركة الأمة، وأننا لن نتركها لوحدها وفي مواجهة العدوان، كانت المقاومة اليمنية، ابتداءً من جبهة الساحل والحدود، رسائل دعم واضحة لغزة، معبرًا عما يكنه الشعب اليمني من وحدة الهدف، وإيمانًا بأن تحرير القدس وفلسطين هو تحرير للأمة من الاستعباد، وأن النصر قريب بإذن الله مع الصبر والثبات.
حرية وانتصار
ختاما أوضحت الكاتبة مجيدة عبداللطيف جاسر أن ثورة الـ21 من سبتمبر مسار الإيمان والحرية والانتصار وانها في اليمن تمثل ربيعًا جديدًا، يربط بين مسار الإيمان بالله وقيم الحرية والكرامة، ويهدف إلى تحرير الأمة من الهيمنة الخارجية والاستعمار.
وأشارت مجيدة جاسر إلى أن هذه الثورة جاءت نتيجة تراكمات من الظلم والفساد، والوصاية الأجنبية، خاصة نفوذ السفارة الأمريكية، وسعي مخططاتها لتقسيم اليمن.
وبالتالي فمن أهداف هذه الثورة حماية السيادة، مكافحة الفساد، وبناء الدولة اقتصاديًا، أمنيًا، وعسكريًا، مع دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأكدت أن اليمن تمكنت من الصمود أمام العدوان الذي شن على هذه الثورة وطورت قدراتها العسكرية، بما يعزز موقفها الإقليمي والدولي.
تعزيز الموقف
ونوهت مجيدة جاسر بأن الثورة أثرت في موقف اليمن الثابت لدعم فلسطين، وزيادة استقلالها وقرارها المستقل، حيث أصبحت أكثر قدرة على اتخاذ مواقف قوية. وفي جوهرها، تعتبر الثورة محاولة لنشر قيم الحرية والكرامة، وتأكيد إرادة الشعب اليمني، مستمدة من روح الربيع المحمدي، وما زالت تسهم في تحقيق الانتصارات وتعزيز مبدأ العدالة.
واختتمت مجيدة جاسر حديثها بالقول: ثورة الـ 21 من سبتمبر تمثل ربيعًا يمنيًا جديدًا، يحمل في طياته قيم الحرية والكرامة والاستقلال، ويرتبط بروح الربيع المحمدي في سعيه لنشر العدل وتحقيق القيم النبيلة. هذه الثورة مستمرة في صنع انتصارات اليمن، ودعمها للقضايا العادلة مثل قضية فلسطين يعكس قوة إرادة شعبها وتمسكه بمبادئه.