مسارعة سعودية لكسر الحصار عن العدو الإسرائيلي

أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الخطوط الجوية الهندية ستستأنف رحلاتها إلى فلسطين المحتلة ابتداءً من الأول من يناير 2026 مروراً بالأجواء السعودية بعد توقف طويل ناتج عن التعطيل الجوي الذي سببته العمليات اليمنية في البحر الأحمر.

متابعات-الخبر اليمني: 

يبين قرار المرور عبر الأجواء السعودية الوجه العملي لسياسات الرياض التي تفتح ممرات مباشرة لشركات أجنبية لتسهيل وصول العدو بينما تفرض اليمن قيوداً استراتيجية تحد من حركة الطيران الإسرائيلية وتخلق عزلة جوية حقيقية للكيان العدو الإسرائيلي

وتكشف هذه الخطوة التباين بين الخطاب السعودي الإعلامي المعلن عن مواقف داعمة للقضية الفلسطينية وبين الإجراءات العملية التي تمنح العدو حرية الوصول إلى الأجواء والمنطقة ما يبرهن ازدواجية سياسة النظام السعودي وتفضيله للمصالح الاقتصادية على الموقف العربي المقاوم

من جهة أخرى يبيّن القرار حجم تأثير العمليات اليمنية في تعطيل النقل الجوي للعدو وإجبار شركات عالمية على التريث للعودة إلى مطارات الكيان العدو الإسرائيلي ما يؤكد قدرة اليمن على فرض معادلات ردع استراتيجية طويلة المدى

ويرى مراقبون أن السماح بمرور الرحلات عبر السعودية قبل أشهر قليلة من الموعد يعكس استعداد الرياض لتوسيع قنوات التطبيع التجاري والسياحي مع الكيان العدو الإسرائيلي وقد يمهّد لخطوات أوسع في المجال الاقتصادي والأمني تحت ذرائع فتح الممرات والحد من العزلة

وتعزو تحليلات اقتصادية وسياسية القرار إلى موازين مصالح تدفع الرياض للاستجابة لمطالب شركات وطموحات استثمارية على حساب الموقف القومي المقاوم في حين تستمر صنعاء في تعزيز أدوات الردع الجوية والبحرية التي تحد من نشاط الكيان وتفرض تكاليف على شبكات إمداده

كما يضع القرار علامة على تدخل سعودي مباشر لكسر العزلة الجوية عن العدو بعد محاولات كسر الحصار البحري عبر حلول لوجستية وبرية وهو ما يعكس تقاطعات مصالح إقليمية قد تبدو لصالح العدو إذا استمر هذا النهج

ختاماً يعتبر هذا التطور مؤشراً على ضعف الاستقلالية السياسية لدى بعض العواصم الإقليمية وعلى فاعلية الموقف اليمني في خلق قيود استراتيجية لا بد للحكومة الإسرائيلية من مراعاتها عند إعادة تركيب سلاسل التوريد والملاحة الجوية عبر البحر الأحمر وخارجه