اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
محمد علوش*
ملاكُ قلبي الحالم،
ملاكُ روحي التي لا تطيق القيود ـ
أنتِ صهيلُ نبضي،
وشريانُ القصيدة حين تُولد من رحمِ النار والماء.
تبقين في دمي نوراً،
وفي صلاتي باباً،
تحرسه نوارسكِ،
تحرسينه… كأنكِ صلاةُ الأنبياء.
أحبكِ…
كي أحبكِ أكثر،
ثم أكثر،
ثم أكثر…
كأنكِ أول الضوء في عين الله،
كأنكِ هديلُ حمامةٍ بيضاء
تهبط على كتفِ السماوات.
لأجلكِ،
هذا الكون يتّسع،
وهذا القلب يفيض،
وهذا العشقُ يعبرُ حدوده
مُزهوّاً بكِ ـ
يا امرأةً خُلِقت لتتربّع على عرش الدهور،
يا مليكةَ الوجود المتوَّج بندى قلبي.
فيكِ.. وفينا
ينمو الحلمُ كنخلةٍ تُزهر في الجرح،
وفيكِ يطوف الحجيج
في دروبٍ محفوفةٍ بأنفاس الله،
فإذا الكعبة وطنٌ،
وإذا القصيدة محرابُ عاشق،
وإذا العاشقُ نبيٌّ
يعلّق روحه على وجه السماء.
القدس ترتّل قرآنها وإنجيلها،
تصير قنديلَ ذاكرة،
قلاعاً للرافضين،
وصرخةً للحالمين،
وفي شوارعها:
تنمو راياتُ الثأرِ
كزهرِ دمٍ على حافة الروح.
ويبقى بابكِ..
بابَ السماء والأرض،
بابَ الحياة والممات،
بابَ القصيدة حين تشهق باسمكِ،
ويبقى وجهكِ شمساً
تداعب شعرها الأقمارُ
في ظهيرةِ تموز،
وفي تعليلةٍ من دعاء الأمهات العائدات من سنابل الوقت.
لك الشوقُ،
يا بابي،
يا وجهَ قلبي حين يخلع أقنعته،
أنا حرٌّ…
في قيدك،
في حضورك،
في غيابك،
في صليبكِ الذي يعلّمني الصعود.
لا تهادنِ الكذب،
كُن أنت،
صوتكَ وحدهُ يكفي،
وانثر وردكَ في أعراسِ الشهداء،
ولا ترتضِ الانكسار.
الوطنية؟
صارت بازاراً…
أقنعةً على وجوهِ البائعين.
تشظّى فيهم الوجع،
وتكسّرت دموعُ المخلصين
على أرصفةٍ لا تحفظ الذاكرة.
يا من انتظرتَ الصدقَ دهراً،
اعلمْ:
أن الوطنية
أسمى من كل هذا التجديف،
وأنك…
إن صدقت،
تكون وحدك الوطن.
*شاعر من فلسطين