"قيس وسامر... حوار الوداع والأمل بعد سقوط المنتخب"

الكرة فوز وخسارة... هذه سنة الحياة.

بهذه الكلمات الهادئة، افتتح الدكتور قيس محمد صالح، مدرب منتخب الناشئين السابق، حواره مع المدرب الجديد سامر فضل، بعد قرار إقالته من قيادة المنتخب، عقب خروج منتخبنا من بطولة كأس الخليج للناشئين.

الإقالة… وخلفياتها السياسية

الدكتور قيس، المعروف بعلاقته القوية باللاعبين والجماهير، تمّت إقالته بقرار مفاجئ جاء 'بناءً على توجيهات الأمين العام للاتحاد'، حسام السنباني، بحسب مصادر مطلعة. القرار أثار جدلاً واسعًا في الشارع الرياضي، حيث وُجّهت اتهامات إلى 'شلّة السنباني' المقربة منه، والتي يُقال إنها كانت وراء الضغط لإزاحة قيس، رغم تاريخه المشرف مع المنتخب.

الشارع الرياضي لم يصمت. دموع اللاعبين، وردود أفعال الجماهير، كانت كافية لتكشف عمق التأثر برحيل قيس، خاصة بعد خروج المنتخب بطريقة 'مؤلمة' من البطولة.

الحوار المرتقب بين قيس وسامر

سامر فضل، المدرب الذي خلف قيس، التقى به في جلسة ودية عقب استلامه المهمة، وسُجّل بينهما حوار صادق، يحمل بين سطوره مزيجًا من الود، والمصارحة، والهم الوطني:

الحوار:

قيس:

الكرة فوز وخسارة يا سامر، وهذه سنة الحياة... لا أحد يدوم في مكانه.

سامر:

صحيح دكتور، بس الشارع يقول: لو كنتَ أنت من قاد المنتخب، لكنا حققنا البطولة. أنت من اخترت اللاعبين، وهم يعرفونك.

أنا وأنت واحد... نخدم الوطن من أي موقع. الجماهير دائمًا تتعطش للفوز، وهذا حقهم. عندما خسرت، قالوا عني نفس الكلام.

الله يعلم إذا كنت سأبقى أو تتم إقالتي قريبًا... لكن نقول خير، وخلّينا نواصل خدمة البلد.

أنت مدرب ممتاز، ولك بصمات واضحة، وقد حققت بطولات، وأنا أقول لك من القلب: 'مرحبًا بك'. رفعت لي معنوياتي بكلامك الطيب، رغم كل الهجوم الذي تعرّضتَ له.

والله يا دكتور، قلبك أبيض، ووقفت معي حتى في أصعب الظروف. أنا تعلمت منك الكثير.

الإعلام حر، ومن حقه يكتب وينتقد. نحن كمدربين لازم يكون عندنا نفس طويل ونتقبل كل شيء بروح رياضية.

من يتحمّل المسؤولية؟

رحيل قيس لم يكن مجرد تغيير فني. بل هو نتيجة ضغوط داخلية وتصفية حسابات، بحسب من تابعوا المشهد. الكثيرون يحمّلون المسؤولية الكاملة للقيادة الإدارية في الاتحاد، وعلى رأسها الأمين العام حسام السنباني ومن يحيطون به. يقول البعض إن 'منتخبنا الصغير' دفع ثمن حسابات لا علاقة لها بكرة القدم.

كلمة أخيرة

'شكراً لك، صديقي وأخي ابن عدن والتلال، الدكتور قيس محمد صالح... تعلمنا منك الكثير.'

بهذه الجملة ختم سامر فضل حديثه، في لفتة وفاء قلّ أن نراها في ملاعبنا.

هذا الحوار لم يكن مجرد كلمات... بل شهادة وفاء، ورسالة أمل، بأن الرياضة لا تزال بخير، ما دام فيها رجال يحترمون بعضهم، ويتبادلون الخبرة، من أجل الوطن، وليس من أجل المناصب.