اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
أثار اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، افتهان المشهري، صباح الخميس، غضباً واسعاً في الأوساط الشعبية والرسمية بالمدينة، وسط دعوات عاجلة لملاحقة الجناة، وتحميل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية كامل المسؤولية عن الجريمة التي وُصفت بأنها 'بشعة وغير مسبوقة' وتمثل 'اعتداءً صارخاً على قيم المجتمع اليمني'.
إدانات ومطالبات بالمحاسبة
الكاتب أحمد الصباحي قال إن 'اغتيال امرأة في تعز جريمة غير عادية، وعلى الجميع الوقوف أمام هذا الحدث بكامل المسؤولية، ومحاسبة كل من حرّض أو تساهل أو أطلق الرصاصة الغادرة'.
من جهته، اعتبر الصحفي مصعب عفيف أن 'التوظيف السياسي للجرائم في تعز ليس في صالح أحد ولا يخدم الناس'، مؤكداً أن ما حدث 'جرائم وبلطجة تتحمل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مسؤوليتها'، مطالباً بإقالة كل من يثبت تورطه في حماية المجرمين.
أما الباحث عدنان هاشم فقد ربط بين المشهد السياسي المتصدع في الرياض وبين مأساة اغتيال المشهري في تعز، قائلاً: 'صورة من الرياض تكشف مجلس رئاسة مفككاً يتعامل مع المسؤولية كألعاب أطفال، وصورة من تعز تُظهر مصير رجال الدولة ونسائها حين يقررون ترسيخ سلطة الدولة، فيتم اغتيالهم بدم بارد بثلاثين رصاصة بعد أشهر من تقاعس المسؤولين'.
الكاتب محمد زيد وصف الحادثة بأنها 'اعتداء صارخ على الدين والعرف والإنسانية'، مؤكداً أن 'العار الأكبر سيلاحق الجهات الأمنية إن لم تُحضر الجناة سريعاً وتقدمهم للعدالة'، ومشدداً على أن 'تصفية الخلافات بالسلاح دلالة أكيدة على غياب الدولة'.
في السياق ذاته، أدان مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة قناة المهرية الفضائية، الجريمة قائلاً: 'استهداف امرأة بهذا الأسلوب الإرهابي البشع يعد عارًا على المجتمع كله وتهديداً للسلم الاجتماعي'، داعياً الأجهزة الأمنية إلى التحرك العاجل للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة ليكونوا عبرةً للآخرين.
احتجاجات وإضراب عام
وعقب الحادثة، أعلن موظفو وعمال صندوق النظافة والتحسين في تعز الدخول في إضراب شامل وتعليق العمل بشكل كامل، احتجاجاً على اغتيال مديرة الصندوق.
وأكدوا في بيان لهم أن عودتهم للعمل مشروطة بالكشف عن الجناة، والقبض عليهم، وتقديمهم لمحاكمة عاجلة وعادلة، مشيرين إلى أن 'منفذي الاغتيال معروفون لدى الأجهزة الأمنية'.
كما بدأ العاملون اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى المحافظة حتى القصاص من قتلة افتهان المشهري، مؤكدين أن الجريمة تستهدف استقرار المدينة وسلامة المجتمع.
موقف رسمي وتحركات أمنية
على الصعيد الرسمي، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة اليمنية بسرعة ملاحقة وضبط الجناة، فيما عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز اجتماعاً طارئاً برئاسة وكيل أول المحافظة الدكتور عبدالقوي المخلافي، لمناقشة ملابسات الجريمة.
وأعلنت اللجنة إقرار حملة أمنية مشتركة لتعقب المطلوبين، وفي مقدمتهم المتهم محمد صادق الملقب بـ'الباشق'، مؤكدة أنه تم تحديد هويات المتورطين بشكل كامل.
كما وجّهت اللجنة الأمنية باقتحام المنازل المشتبه بتواجد المطلوبين فيها، وأصدرت تعميماً إلى قادة الكتائب العسكرية شمال شرق المدينة للتعاون مع الحملة الأمنية، حتى إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
جريمة تهز المجتمع
يرى مراقبون أن اغتيال المشهري لا يمثل مجرد جريمة جنائية، بل يعكس خطورة حالة الانفلات الأمني وتفشي العصابات المسلحة في تعز، وسط دعوات شعبية ورسمية بضرورة 'تنظيف المدينة من المجرمين' وترسيخ سلطة الدولة.
ويؤكد مواطنون أن الجريمة 'وصمة عار' لن تُمحى إلا بالقصاص العاجل من القتلة، معتبرين أن استهداف امرأة مسؤولة بهذا الشكل الوحشي، يهدد السلم الاجتماعي ويمثل اختباراً حقيقياً لجدية الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين وفرض سيادة القانون.