اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
في مشهد يثير الغضب والدهشة، يلتزم مجلس القيادة الرئاسي صمتًا مطبقًا أمام واحد من أخطر التمردات التي تستهدف مؤسسات الدولة ومواردها، من قبل زعيم المتمردين الشيخ القبلي عمرو بن حبريش، الذي يقود مجاميع مسلحة خارج القانون، ويستولي بالقوة على الشركات النفطية في حضرموت، متحديًا القوات الرسمية المكلفة بحمايتها، في تحدٍ صارخ لسلطة الدولة وأجهزتها الرسمية.
وعلى الرغم من صدور أوامر قبض قهرية بحق بن حبريش ومسلحيه من النيابة الجزائية المتخصصة، وإدانة واضحة من اللجنة الأمنية والمنطقة العسكرية الثانية لقيادة التمرد والسيطرة على المنشآت النفطية، لم يصدر مجلس القيادة أي موقف أو بيان رسمي يوضح موقفه من الانفلات الحاصل، في وقت تُنهب فيه أهم موارد البلاد التي تعتمد عليها الحكومة لتشغيل الكهرباء وصرف المرتبات وتوفير الخدمات الأساسية.
ويزداد الأمر وضوحًا في التناقض الصارخ؛ إذ سبق للمجلس ورئيسه رشاد العليمي أن أدانوا في مناسبات سابقة أحداثًا أقل خطورة، مقارنة بما يقوم به بن حبريش من تمرد مسلح واقتحام منشآت سيادية وضرب هيبة الدولة في أهم قطاع اقتصادي تعتمد عليه البلاد.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع موقفًا حازمًا يعيد الدولة إلى مسارها الطبيعي، سخرت وسائل إعلام جماعة الإخوان ”الشريك في السلطة“ قنواتها لتبييض صورة المتمردين، وتبرير سيطرتهم على الشركات النفطية، وتشجيعهم على مواجهة أي خطوات حكومية تهدف لاستعادة المؤسسات والموارد وتحويلها إلى البنك المركزي.
وتكشف هذه التحركات عن مخطط واضح من قبل بعض قيادات مجلس القيادة الرئاسي وجماعة الإخوان لعرقلة الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي أطلقها رئيس الحكومة الأستاذ سالم بن بريك، ومحاولة تكرار سيناريو وقف التوريد في مأرب، بحيث تصبح حضرموت منصة ضغط جديدة تمنع الدولة من استعادة مواردها السيادية، وتمنح جماعة الإخوان ذريعة لمنع التوريد إلى البنك المركزي كما هو الحال في حضرموت التي يسيطر عليها المتمردون التابعون لبن حبريش.
ويؤكد مراقبون أن صمت مجلس القيادة الرئاسي أمام هذا التمرد المسلح يثير علامات استفهام كبيرة حول وجود تواطؤ وتشجيع للمتمردين على عرقلة الإصلاحات الاقتصادية، ويضع قدرة المجلس على حماية مؤسسات الدولة على المحك، مهددًا البلاد بدخول مرحلة جديدة من الفوضى إذا لم يتم التصدي لعصابات السلاح التي تتعامل مع ثروات البلاد كغنيمة، وسط غياب أي موقف رسمي يرقى إلى حجم وخطورة المشهد.
من جهته، قال زعيم المتمردين، الشيخ عمرو بن حبريش، في مقابلة مع قناة BBC، إنه الأقرب للسعودية ورغم مناشدته لها وطالبها بالوقوف إلى جانبه في قيادة التمرد، إلا أنه في الوقت نفسه اتهم الرياض بالانسجام مع الإمارات في الأهداف حول ما يحدث من مستجدات في حضرموت .













































