تحقيق صحفي يكشف كيف تسرق المليشيات الإسرائيلية في غزّة للمساعدات الإنسانية بتنسيق مع العدو

نشرت منصة 'إيكاد' تحقيقًا استقصائيًا يكشف لأول مرة تفاصيل خطيرة حول تورّط ميليشيا 'القوات الشعبية' التي يقودها ياسر أبو شباب في نهب المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة وتحويلها إلى أداة تخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي وتُسهم في تفكيك النسيج المجتمعي للقطاع.

متابعات خاصة – الخبر اليمني:

التحقيق الذي استند إلى تتبع ميداني ورقمي امتد لأشهر وثّق هوية 12 عنصرًا من هذه الميليشيا موزعين على ثلاث طبقات تنظيمية وكشف أن 'القوات الشعبية' ليست مجموعة فوضوية بل شبكة منظمة جرى تفعيلها تحت غطاء أمني إسرائيلي لفرض واقع يخدم مشروع الاحتلال.

أبو شباب الذي لمع اسمه في مايو 2024 بعد قيادته عمليات سطو على شاحنات الإغاثة سبق له الظهور على قناة 'كان' العبرية معلنًا تنسيقه المباشر مع جيش الاحتلال واستعداده لإدارة غزة بعد إسقاط حكم حماس.

وبحسب التحقيق اطّلعت صحيفة واشنطن بوست على مذكرة داخلية للأمم المتحدة اعتبرت أبو شباب الجهة الرئيسية المسؤولة عن نهب 80 من أصل 100 شاحنة إغاثة دخلت غزة في الأسابيع الأولى للحرب كما نُسبت إليه مسؤولية مقتل أربعة من سائقي الشاحنات خلال الفترة بين مايو وأكتوبر.

التحقيق أظهر أن عناصر الميليشيا تمركزوا عند سواتر ترابية أقيمت قرب معبر كرم أبو سالم في مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية حيث اعترضوا الشاحنات ونهبوا محتوياتها وهو ما أكدته صور أقمار صناعية التُقطت في نوفمبر 2024

كما رُصدت تحركات لعناصر الميليشيا قرب مخيمات نازحين شرق رفح استخدمت لتوزيع مساعدات تحمل شعارات برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي وهي ذات المنطقة التي دعا الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى جعلها موقعًا لتركيز سكان غزة ما يعكس تقاطعًا واضحًا مع المخطط الإسرائيلي للتهجير.

التحقيق وثّق أيضًا ارتباط عدد من القيادات الميدانية مثل غسان الدهيني وعصام النباهين بجماعات متطرفة حيث سبق للأخير القتال ضمن صفوف داعش في سيناء كما ظهر عناصر آخرون وهم يحملون السلاح قرب شاحنات الإغاثة أو يتنقلون داخل عربات عسكرية إسرائيلية.

التحليل الميداني بيّن أن نشاط هذه الميليشيا يتركز في الشريط الحدودي الممتد من كرم أبو سالم إلى محور موراغ وهو ذات الشريط الذي وصفه مسؤول في الأونروا بـ'وادي اللصوص' في إشارة إلى عمليات النهب المنظمة التي تحدث فيه تحت غطاء إسرائيلي.

يُظهر التحقيق أن ما جرى لم يكن مجرد تجاوزات بل جزء من آلية ممنهجة يستخدم فيها الغطاء الإنساني لتمرير أجندات الاحتلال ودعم ميليشيات محلية على حساب الشعب الفلسطيني وتجويعه تحت مسميات الإغاثة.