اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها صورة قاتمة لحرب الإبادة في قطاع غزة، معتبرة إياها الأكثر فتكًا بالصحافة والإعلام في العصر الحديث، حيث قُتل ما لا يقل عن 189 صحفيًا فلسطينيا وفق لجنة حماية الصحفيين، بينهم 5 في غارة واحدة الأسبوع الماضي.
وقالت إن أعداد القتلى تتضاعف يومًا بعد يوم، وتتصاعد معه موجات الغضب، مشيرة إلى أن بابا الفاتيكان طالب 'إسرائيل' -يوم الأربعاء- بوقف 'العقاب الجماعي، وبعدها بيوم حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن 'مستويات الموت والدمار … لا مثيل لها في الأزمنة الحديثة'.
وأضافت الصحيفة أن أكثر من 500 موظف بالأمم المتحدة طالبوا المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بأن يصف ما يحدث بالإبادة الجماعية، في حين خلص نصف الناخبين المسجلين في الولايات المتحدة إلى أن ما تفعله إسرائيل في غزة هو إبادة.
ولفتت الافتتاحية إلى أنه كان بإمكان إسرائيل إنهاء موجة الإدانات الدولية عبر وقف حملة الإبادة، لكنها بدلًا من ذلك تسعى إلى منع العالم من معرفة ما يجري، عبر إسكات الشهود.
واعتبرت أن 'إسرائيل مصممة على التحكم في سردية الحرب، رغم أن أرقامها الرسمية نفسها تعكس أحيانا صورة قاتمة للأوضاع، وهي مستعدة للذهاب إلى حدود صادمة لتحقيق ذلك. لقد أصبحت هذه الحرب الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين في التاريخ الحديث'.
وتقوم الغارديان بنشر أسماء جميع من وثقت لجنة حماية الصحفيين مقتلهم من نساء ورجال مثل فاطمة حسونة، وحمزة الدحدوح، وأنس الشريف، 'الذين نالوا الإعجاب بعملهم وكانوا بالطبع محبوبين كأمهات وآباء وأبناء وأصدقاء'.
ومع أنها ترى أن هذه خسائر شخصية عميقة، لكنها تمثل أيضا -في تقديرها- جيلًا كاملًا من الصحفيين يُمحى ولا يمكن تعويضه.
ووصفت الصحيفة عدد الضحايا المدنيين في غزة بأنه مذهل، لكنها أوضحت أن الصحفيين معرضون لخطر أكبر إذ يندفعون نحو مواقع الخطر لنقل ما يحدث، في الوقت الذي يحاول فيه الآخرون النجاة بأنفسهم.
وأفادت بأن الصحفيين في غزة يعملون في ظروف لا تُطاق، فهم 'جائعون ومنهكون، ويقطعون تغطياتهم بحثا عن طعام لعائلاتهم، أو للمساعدة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض، أو لمساعدة أقارب مصابين في العثور على مأوى'.
وخلصت إلى أن كثيرين منهم بعيدون عن أحبائهم، وأن كثيرين آخرين منهم دفنوا أحباءهم بأيديهم، مضيفة أن جميعهم يدركون أن القيام بواجب الشهادة يزيد من المخاطر التي يواجهونها. ومع ذلك يواصلون العمل دفاعا عن الحقيقة في مواجهة محاولات إسرائيل إخمادها، وهؤلاء لا بد من الدفاع عنهم.