اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تتجدد في الجنوب روح النضال والتحرر، ويعلو نداء الواجب الوطني بضرورة الاصطفاف الجنوبي وتوحيد الصفوف خلف القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.
هذا الاصطفاف المرتقب يحمل تأكيدًا واضحًا بأنّ المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية.
فبعد عقود من الكفاح والتضحيات التي سطّرها الأبطال في ميادين النضال، يقف الجنوب اليوم أمام مرحلة مفصلية لا تقل أهمية عن لحظة انطلاق ثورة أكتوبر الأولى عام 1963، إذ يواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية متشابكة، تستهدف مشروعه الوطني الجنوبي في جذوره، وتحاول النيل من إرادة شعبه الحرة.
غير أنَّ الجنوب، الذي تجاوز الصعاب والانكسارات، يثبت اليوم مجددًا أنه قادر على تحويل المحن إلى فرص، والانقسامات إلى قوة موحدة الهدف والمصير.
وتأتي الدعوات إلى إنجاح الفعاليات الجماهيرية المرتقبة في محافظتي الضالع وحضرموت، كترجمة عملية لوحدة الصف وإرادة التحدي، ورسالة واضحة بأن الجنوب بكل مكوناته يقف خلف قيادته السياسية في مسار استعادة الدولة واستكمال مشروع التحرير والاستقلال.
فالاحتشاد في ميادين الجنوب ليس مجرد إحياء لذكرى الثورة، بل هو تجديد للعهد مع دماء الشهداء، وتأكيد أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائه.
الاصطفاف الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة يشكل حجر الزاوية في حماية المنجزات الوطنية التي تحققت خلال السنوات الماضية، ويعزز الثقة الشعبية بالمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الحامل السياسي لمشروع الدولة الجنوبية المنشودة.
فالتجارب أثبتت أن وحدة القرار والموقف هي السلاح الأقوى في مواجهة المؤامرات، وأن تشتت الصف لا يخدم إلا أعداء الجنوب ومشاريعهم المشبوهة.
ومع اقتراب موعد الاحتفاء بثورة أكتوبر، يعلو الصوت الجنوبي مجددًا من الضالع إلى حضرموت، ليقول للعالم إن إرادة الشعوب لا تُهزم، وإن الجنوب ماضٍ نحو استقلاله الثاني بكل عزمٍ وثباتٍ ووعيٍ وطنيٍ متجذرٍ في تاريخه النضالي.
فهذه الذكرى ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل محطة لتجديد الإيمان بعدالة القضية، ومواصلة السير على درب من صنعوا فجر الحرية الأول قبل 62 عامًا.