تحذير عاجل في صنعاء: عصابة منظمة تستخدم حيلة ”الإلهاء الذكي” لسرقة مواد طبية حيوية وباهظة الثمن

في تطور خطير يهدد القطاع الصحي في العاصمة اليمنية صنعاء، تناقلت أوساط طبية وصيدلانية على نطاق واسع تحذيرات من ظهور عصابة منظمة تتبع أسلوب سرقة متقن ومكرر، يستهدف بشكل خاص الصيدليات للاستيلاء على مواد طبية حيوية وباهظة الثمن، وعلى رأسها صبغات الأشعة المقطعية (Contrast Media)، التي تعتبر عموداً فقرياً للعمليات التشخيصية الدقيقة.

تفاصيل الخطة الماكرة:

وحسب شهادات ومعلومات من صيادلة وعاملين في القطاع الصحي، فإن العصابة تنفذ عملياتها وفق آلية محكمة ومعدة مسبقاً، تعتمد على استغلال انشغال الصيدلاني وخداعه في ثوانٍ معدودة. تبدأ العملية بمظهر طبيعي تمامًا، حيث يدخل أحد أفراد العصابة إلى الصيدلية ويتقدم بطلب لشراء 'صبغة الأشعة المقطعية'، وهي مادة لا يتم طلبها بشكل يومي من قبل المرضى، مما يجعل الصيدلاني يتعامل مع الطلب بجدية.

وهنا يكمن جوهر الخطة الماكرة؛ فور أن يقوم الصيدلاني بإحضار العلبة الثمينة ووضعها على الطاولة، يطلب العميل فجوة طلباً آخر يستلزم منه الابتعاد عن مكانه، حتى لو لبضع خطوات. الطلب الأكثر شيوعاً في هذه الحيلة، حسب المصادر، هو عبارة: 'زد لي مغذيات'، في إشارة إلى المحاليل الوريدية (IV Solutions) التي تكون عادةً مخزنة في رفوف بعيدة أو في غرفة التخزين الخلفية.

لحظة التنفيذ والهروب:

بمجرد أن ينشغل الصيدلاني ويتحرك لإحضار 'المغذيات'، تكون الفرصة سانحة لتنفيذ الجريمة. يقوم اللص على الفور بالاستيلاء على صبغة الأشعة المقطعية التي تكون في متناول يده، ويغادر الصيدلية بهدوء تام أو يهرع سريعاً قبل أن يدرك الصيدلاني ما حدث. غالباً ما لا يكتشف الصيدلاني السرقة إلا بعد عودته وعدم العثور على العميل أو المنتج.

خسائر فادحة وتأثير على المرضى:

تُعد هذه العمليات ذات تأثير مزدوج؛ فهي تلحق خسائر مالية فادحة بأصحاب الصيدليات، حيث تصل تكلفة عبوة صبغة الأشعة الواحدة إلى مئات الدولارات، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً خاصة في الظروف الاقتصادية الراهنة. والأخطر من ذلك، هو التأثير المباشر على القطاع الصحي وخدمات المرضى. فنقص هذه المواد الحيوية قد يؤدي إلى تأخير أو إلغاء عمليات الأشعة المقطعية للمرضى الذين يعتمد تشخيص حالاتهم الصحية الخطيرة - مثل الأورام والجلطات والنزيف الداخلي - على هذه الفحوصات بشكل عاجل.

دعوات لزيادة الحذر والتوعية:

أثارت هذه الظاهرة حالة من القلق والتوتر بين الصيادلة في صنعاء، الذين بدأوا يتواصلون فيما بينهم لمشاركة التحذيرات وتجاربهم. ودعت نداءات عديدة زملاءهم إلى ضرورة توخي أقصى درجات الحذر، وعدم إبعاد أعينهم عن المواد الطبية باهظة الثمن، خاصة عند التعامل مع طلبات غير معتادة أو العملاء الذين يبدون في عجلة من أمرهم.

كما طالب البعض بضرورة توعية العاملين في الصيدليات بهذه الحيلة وتدريبهم على كيفية التصرف، مثل طلب الدفعة مقدماً للسلع باهظة الثمن، أو عدم ترك المكان قبل إتمام عملية البيع بشكل كامل.