اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد، وفي ظل تحديات أمنية وعسكرية متفاقمة، عاد الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى العاصمة عدن ليضع ملف الأمن والاستقرار على رأس أولويات المرحلة القادمة.
واكد الرئيس الزُبيدي على أن ترسيخ الأمن هو الضامن لحماية مكتسبات الجنوب وتحقيق تطلعات شعبه في حياة كريمة ومستقرة.
* التحديات الأمنية والعسكرية في الجنوب'
يواجه الجنوب تحديات أمنية معقدة، بدأ من محاولات اختراق أمن واستقرار محافظات الجنوب ، وصولاً إلى تهديدات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، فضلاً عن الصعوبات المرتبطة بتأمين الطرقات الرئيسية بين المحافظات، وانتشار الجريمة المنظمة والتهريب وتقطع لمصالح المواطنين.
في هذا السياق، تأتي لقاءات الرئيس الزُبيدي مع وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، لتعكس إدراك القيادة الجنوبية لحساسية المرحلة وضرورة رفع الجاهزية القتالية وتعزيز الانضباط الأمني بين المؤسسات العسكرية والأمنية.
*أولوية التكامل بين المؤسستين الأمنية والعسكرية
كما شدد الرئيس الزُبيدي على أن التكامل بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية يمثل صمام أمان حقيقي لحفظ الأمن وصيانة المنجزات الوطنية، مؤكداً على أهمية التنسيق العملياتي والمعلوماتي في مواجهة التحديات المشتركة، وخاصة في محافظات الجنوب التي تشهد نشاطاً أمنياً متقلبا.
كما أشار إلى ضرورة متابعة اللجنة الأمنية العليا لإجراءات فتح وتأمين الطرقات بشكل مدروس، حفاظًا على أرواح المواطنين وضمان انسيابية الحركة التجارية والإنسانية.
*رفع الجاهزية القتالية
كما اطلع الرئيس الزُبيدي على تقارير ميدانية تفصيلية حول جاهزية القوات المسلحة في الجبهات، وسير برامج التدريب والتأهيل التي تنفذها وزارة الدفاع بهدف رفع الكفاءة القتالية، وهو ما يعكس استعداد الجنوب للتعامل مع أي تصعيد محتمل، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية وحالة عدم الاستقرار في جبهات التماس مع الحوثيين.
*تعزيز الأداء الأمني الداخلي
في الجانب الأمني، استعرض وزير الداخلية أمام الرئيس الزبيدي خطة الوزارة لتعزيز الأداء الأمني في المدن والطرق، بما في ذلك مكافحة الجريمة، وتكثيف عمليات الانتشار الأمني لضمان بيئة آمنة للمواطنين.
وأكد الرئيس الزُبيدي على أن الأمن مسؤولية جماعية، داعيًا كافة الأجهزة للعمل بروح الفريق، وعدم التهاون مع أي مظاهر انفلات أمني، والعمل بشفافية عالية مع المواطنين لضمان الثقة المتبادلة.
*رسائل إقليمية ودولية
كما يولي الرئيس الزبيدي تركيزه الكبير في الجنوب على الجانب الأمني والعسكري مع تصاعد المخاطر في البحر الأحمر وباب المندب، ومع التحولات الإقليمية التي تعيد ترتيب أولويات الأمن البحري. وتظهر جهود الزُبيدي في هذا الملف كرسالة واضحة للعالم بأن الجنوب مستعد لتحمل مسؤولية حماية الأمن البحري والملاحة الدولية بالتنسيق مع التحالف والمجتمع الدولي، بما ينعكس إيجابًا على استقرار المنطقة ككل.
حيث تمثل جهود الرئيس الزبيدي في تعزيز التنسيق الأمني والعسكري في الجنوب خطوة عملية لإعادة ضبط الإيقاع الأمني في محافظات الجنوب، وتأتي في وقت حساس تحتاج فيه البلاد إلى ضبط الأمن الداخلي وتحقيق الاستقرار، ليكون ذلك مدخلًا حقيقيًا نحو تحسين الخدمات، ودفع عجلة الاقتصاد، واستكمال مسار البناء المؤسسي.
وفي ظل التحديات الإقليمية، فإن الجنوب يدرك أن ضمان الأمن ليس خيارا، بل ضرورة وجودية للحفاظ على منجزات تحققت بتضحيات جسام وبدم الشهداء والجرحى، وذلك لتأمين مستقبل يليق بتطلعات شعب الجنوب.