اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
لوقتٍ طويل، التزم الأستاذ إصلاح الشَّنْفَرَة جانب المراقبة الهادئة، متأملًا في تعقيدات المشهد السياسي، ومتريثًا في اتخاذ الموقف المناسب. في المقابل، لم نتوقف – كنشطاء في الحراك الجنوبي – عن دعوته وتحفيزه، كما فعلنا مع سائر الشرفاء، لإعادة الاعتبار لقضيتنا التي تزداد تآكلًا يومًا بعد يوم. لكن، ويا للمفارقة، جاء تحركهم متأخرًا، في لحظة كانت فيها الأوضاع قد تجاوزت حدود الاحتمال.
عشر سنوات كاملة، عبث خلالها المجلس الانتقالي الجنوبي بقضيتنا. عقد من الزمن امتلأ بالفوضى، والنهب، والفساد، والاعتقالات، والسجون السرية، والتحالفات المشبوهة، دون مساءلة أو محاسبة. كانت سنوات مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة، ومع ذلك، ما زال البعض يمارس الدور ذاته، وكأن شيئًا لم يكن.
لقد أثبت المجلس الانتقالي فشله الذريع في تمثيل تطلعات شعب الجنوب، وتحوّل إلى أداة تخدم أجندات ضيقة لا تمتّ بصلة لمشروع الدولة المنشودة. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تبدو الفرصة مواتية – وربما الأخيرة – لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وعلى الشرفاء أن يتحركوا، فاللحظة حاسمة، ولا تحتمل مزيدًا من الانتظار.
المؤسف أن المناطق التي كانت في طليعة الحراك، بدأت تتراجع، وتخرج من دائرة التأثير، نتيجة الإحباط والخذلان، خاصة في المناطق الشرقية التي تعاني تهميشًا متزايدًا. أما المشهد المسيطر حاليًا، فلا يمثل سوى أقلية تابعة للقوى الإقليمية، تمتلك المال والسلاح، لكنها تفتقر إلى الشرعية الشعبية. وحتى جنودهم – رغم انتمائهم إلى المثلث – باتوا يدركون حجم التضليل الذي يُمارس بحقهم.
ما نعيشه اليوم قد يكون فاتحة خير، بشرط أن يتحرك الجميع، بلا تردد أو حسابات ضيقة. الجنوب بحاجة إلى يقظة، إلى كسر حالة الركود، وإلى تجاوز تراكمات السنوات العشر الماضية. فلا المجلس الانتقالي ولا أبواقه الإعلامية قادرون على قيادة التغيير، بل إن الميدان وحده، بأحراره، هو من يصنع التحول الحقيقي.
إن تحرّك رجال الضالع اليوم يجب ألا يبقى معزولًا، بل يكون الشرارة لتحرك أوسع يشمل كل القوى الحية في الجنوب. فالتاريخ لا يرحم المترددين، ولا يُنصف من فاته قطار التغيير.